جمعية كافل اليتيم لولاية البليدة، جمعية خيرية وهبت 25 سنة من حياتها في سبيل العطاء، وذلك ببرمجة مشاريع وتقديم خدمات تعود بالنفع على الأرامل والأيتام، لتحقيق هدف أسمى هو التكفل بهذه الفئة من اليتامى في المجتمع الجزائري، وهي مؤسسة خيرية إنسانية متخصصة في خدمة الأيتام والأرامل في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية ،الصحية ، الثقافية، والنفسية. ابتسام رزيوق تعتبر هذه الجمعية الولائية واحدة من أنشط الجمعيات على المستوى الوطني، تغطي فروعها أغلب بلديات ولاية البليدة وهي تصل اليوم إلى 19 فرعا. شغوفون ومجنّدون للخير غير مقصّرين تسهر الجمعية على تقديم المساعدة للأيتام والأرامل عن طريق لجان تعمل جاهدة لتحقيق الريادة والتميز، وهم اللجنة الاجتماعية، الصحية، الثقافية والترفيهية، لجنة التربية والتكوين، اللجنة الإعلامية، إضافة إلى هيئات مختلفة إدارية، قانونية، مالية واقتصادية. يترأس الجمعية السيد علي شعواطي وهو المسئول الأول على مستوى المكتب الولائي، استهل المقابلة معنا بإبراز الغاية من وجود الجمعية التي اتخذت من هدفها اسما لها وهو كافل اليتيم، إضافة إلى خدمة الأرملة التي تعتبر تحصيلا حاصل لذلك يمتدّ مجالهم للاهتمام بكليهما على حدّ سواء. خطوات صادقة نحو الجنّة... أعضاؤها متطوعون يؤطرون كل المشاريع والحملات، من توزيع للقصاصات، تعليق للملصقات، جمع التبرعات والمساهمة في التخطيط والتنظيم، ولقد كانت لنا فرصة لقاء هؤلاء المتطوعين الشغوفين بفعل الخير جنّدوا أنفسهم وضاعفوا جهودهم لرسم ابتسامة فرح على خدّ يتيم، وهو حال طارق طالب جامعي فكان انضمامه للجمعية ابتغاء مرضاة الله وكسب التجربة الميدانية في إدارة الحملات، وإعطاء نموذج عن فعل الخير كان هدفا واضحا لانضمامه لأسرة كافل اليتيم، ويعتبر طارق المساعدات التي يقدمونها لليتيم مادية ومعنوية بمعنى متابعة اليتيم عن قرب وإدراك احتياجاته والترفيه عنه وتربيته التربية الصحيحة إلى المشاركة في وضع البرامج والنشاطات، ليختتم حديثه بوصف جمعية كافل اليتيم على أنها فضاء يسمح بتفجير طاقات الشباب في العمل الخيري وجنة تعرض نفسها في الدنيا. الجمعية تتكفل بأزيد من 8500 يتيم تركت جمعية كافل اليتيم بصمتها الخيرية في قلوب كل الجزائريين، بصمة أشعلت لهيب الغيرة على الإسلام، فأيقضت مبادئ التكافل والتعاون، الأخوة والإنسانية، فأطلقوا العنان لأياديهم التي تسارعت نحو فعل الخير، واكتساب الأجر ليشهد الله على أعمالهم، وشهدت الأيام على عطائهم الذي أبهج قلب أزيد من 5200 أم بإسعاد فلذات أكبادهن الذين تجاوزوا 8500 يتيم، كان متطوعو الجمعية سببا في صنع أفراحهم وساهموا في تغطية احتياجاتهم عن طريق مشاريع تجسدت في شكل حملات تضامنية واسعة، سواء كانت مبادرات ثابتة على مدار السنة أو موسمية خاصة بالأعياد والمناسبات الدينية، الوطنية، العالمية، تشرف عليها اللجنة الاجتماعية. "سنابل الخير" سنابل الخير مشروع هام للجمعية يهدف لتغطية النقص في احتياجات أسر الأيتام وخاصة في مناسبات عظيمة كشهر رمضان المبارك، عيدي الفطر والأضحى، إضافة إلى الدخول المدرسي للتلاميذ. ولقد كان أول هدف يراد من حملة سنابل الخير توفير قفة رمضان كاملة تحتوي كل ما تحتاجه الأسرة من مواد غذائية، والتي جمعت منها الجمعية ما يفوق22 طنا من الأغذية لتوزع على أكثر من 3102 عائلة على 3 مراحل، متمثلة في الأسبوع الأول والثاني من شهر رمضان، أما في الأسبوع الثالث تقدم قفة متكونة من مواد ضرورية لصنع حلويات العيد. يليها الهدف الثاني المتمثل في إهداء كسوة العيد بتقديم لباس وحذاء لأزيد من 4311 طفل يتيم، فالعيد لن يكتمل إلا بطفل يتيم يرتدي لباسه الجديد ويتباهى به أمام أقرانه، وثالث هدف سطرته الجمعية هذه السنة هو التكفل بالدخول المدرسي لهذه الفئة من الأطفال، التي وصلت إلى 4500 حقيبة مدرسية التي تحتوي على محفظة بها كامل الأدوات المدرسية الضرورية لتمدرس التلميذ بدءا من المئزر إلى غاية الممحاة. حيث وفرت الجمعية أزيد من 4752 محفظة مدرسية للأطفال المتمدرسين الذين كشف وجههم البريء عن السعادة الكامنة في قلوبهم الصغيرة. المحطة الخيرية القادمة عيد الأضحى المبارك حرصت الجمعية على ألا تترك الأيتام والأرامل يتجرعون مرارة الشعور بالحزن كونها لا تملك ثمن كبش عيد، وحتى يفرح به الصغير قبل الكبير، لذلك نظمت مبادرة تحت شعار (عيدنا تكافل)، والتي لم يبخل أصحاب الخير بتقديم الدعم المادي لإتمام هذه العملية بصفة عامة وإنجاح الحملة بصفة خاصة، حيث سيتم توزيع أكثر من 1000 أضحية لأسر أيتام ولاية البليدة مرفوقة بقفة مواد غذائية بمناسبة العيد. تجدر الإشارة كذلك أن هذه السنة ستكون عيدنا تكافل-3-، ومن الواجب التذكير بأن تاريخ هذه المبادرات طويل، حيث كانت تنظم مبادرات عديدة خصوصا في شهر رمضان الكريم. "أيادي الخير" آخر مبادرة وليس أخيرا كانت حملة (أيادي الخير)، التي هي عبارة عن تسليم حوالي 10 آلاف بطانية لكل يتيم، حيث تبذل جمعية كافل اليتيم قصارى جهدها لخدمة الأيتام بتوفير كل ما من شأنه أن يسعد قلبه الصغير. فلكم أن تتصوروا معنا كيف أن طفلا يتيما يرتعش من البرد في عز الشتاء ضمته الجمعية إلى صدرها لتغمره بحنانها ودفئها وتغطيه ببطانية تقيه قر الليل وصقيع الصباح، فعلا هذا عمل في قمة التكافل والإنسانية. "ترميم منازل الأرامل والأيتام" لم تكتف جمعية كافل اليتيم بما قدمته حتى الآن، بل لن يهنأ لها بال حتى تضمن أن عطاءها لن ينضب، فراحت تبرمج مشاريع لآفاق جديدة، لها نظرة تفاؤلية للحياة كلها أمل بغد أفضل فيه تحسين لحالة اليتيم والأرملة، وبأن هناك مشاريع مبرمجة تمتد حتى سنة 2021، حيث حدثنا السيد علي شعواطي عن برنامج ثري فيما يتعلق بالسنوات القادمة، هناك ما شُرع في تطبيقها وأخرى في طريقها إلى التنفيذ في القريب العاجل. كمشروع ترميم منازل الأرامل والأيتام من المشاريع الهامة التي كانت أعلى اللائحة، والذي اعتبرته الجمعية مشروعا بالغ الأهمية، فمن غير المنطقي أن تكتفي الجمعية بتقديم المساعدات وسقف منزلهم يتسرب منه قطرات الأمطار في فصل الشتاء، أو أن يكون البيت ككلّ هشّ الجدران وآيل للسقوط في أي وقت. وعلى هذا الأساس أعطى السيد شعواطي إشارة الانطلاق في تحضير قوائم إحصائية للمنازل التي تستوجب الترميم بدءا بالحالات المستعجلة التي تستلزم التدخل السريع. "خلايا إصغاء للأرامل" مشروع آخر يتمثل فحواه في تشكيل خلايا إصغاء للأرامل، (يهدف للاستماع إلى انشغالاتها واهتماماتها وكذا رغباتها، ومن خلال هذا الاستماع يتم تنفيذ طلباتها وتلبية احتياجاتها بعد لقاءات تدعى العصف الذهني لتحقيق المتطلبات بناء على ما نراه ونلاحظه ونناقشه معها، ثم نخرج ببرنامج عمل في شكل مشاريع مختلفة تخدم الأرملة واليتيم يقول السيد شعواطي. "سهم الصحبة" هناك أيضا مشروعان قد سطرا لتطبيقهما أولهما يدعى سهم الصحبة وهو سهم النبي(ص) يهدف إلى التكفل المباشر ما بين اليتيم والمحسن، حيث يساهم هذا الأخير في كفالة اليتيم سواء بشراء سهم بحوالي مبلغ 1000 دج، وهذا يكلّف جمعية كافل اليتيم مبلغ 4000 دج شهريا، ويساهم بالتالي أربعة أشخاص في كفالة يتيم، وهناك اقتراح آخر يكمن في شراء المحسن 4 أسهم ويقدم المحسن مبلغ 4000 دج شهريا ويكون الكافل الوحيد لليتيم. "القرض الحسن" ثاني مشروع يتمثل في القرض الحسن لليتيم أو الأرملة، وهو مشروع يلخصه السيد شعواطي في كونه عبارة عن تقديم قرض لليتيم أو الأرملة بدون فائدة يتمكنون من خلاله من تأسيس عمل لهم سواء بفتح ورشة صغيرة خاصة بالخياطة أو الحلاقة أو غيرهما، بغية حفظ كرامتهم وتمكينهم من الاسترزاق، وعندما تتحسن أحوالهم يعيدون المبلغ بعدها. "المدرسة الصيفية" لقد كنا محظوظين حينما تمكنا من حضور اجتماع مجموعة من الأعضاء المتطوعين وهم يقيمون ترتيبات مشروع يطبق في هذه العطلة الصيفية 2014 وهو سامر سكول، بعدما اصطحبنا السيد علي شعواطي إلى غرفة الاجتماعات، ما شدّ انتباهنا ونحن نراجع معهم ترتيبات هذا البرنامج هو تخلّل هذه النشاطات والمحاضرات المصغّرة فترات الغذاء، الرياضة، أناشيد ونقطة أخرى أثارت إعجابنا وهي إدراج أوقات الصلاة كذلك والتي لم يهملوها. وبصفة عامة يعتبر سامر سكول مدرسة صيفية تعمل على توجيه وتربية اليتيم تربية إسلامية صحيحة وتلقينه القيم والأخلاق الحميدة والخلق الحسن وحثّهم على الاقتداء بالرسول(ص) وأصحابه وأهله، وإبعادهم عن مختلف الآفات الاجتماعية من سرقة، انحراف، ومخاطر الأنترنت يختتم السيد شعواطي حديثه إلينا عن مشروع فتح فروع جديدة زيادة على تلك التي يملكونها والمقدرة ب 19 فرعا على مستوى ولاية البليدة، في كل من بلدية حمام ملوان، وعين الرمانة، وأرجح عدم فتحها قبلا إلى قلة الكثافة السكانية، حيث تقوم الأرامل في الوقت الحالي بالتسجيل لدى أقرب فرع موجود في البلدية القريبة من مقر سكناهم، وبالتالي يصبحون تابعين لها، ويستفيدون من الخدمات والكفالة من الجمعية بصفة عادية.