دعا المكتب الوطني لتنسيقية أساتذة الثانويات (الكلا) إلى تجمّع أمام القنصلية الفرنسية بوهران يوم 12 سبتمبر الحالي على الساعة العاشرة صباحا، والذي يصادف يوم محاكمة الرفيق فؤاد حرجان بمجلس قضاء مِتس (METZ) بفرنسا، كما دعت نفس النقابة جميع النقابات والنقابيين والعمال، خاصّة المنتمين إلى قطاع التربية الوطنية وإلى الوظيفة العمومية بشكل عام إلى الانخراط في المبادرات التي توحّد النضال النقابي حول أرضية مطالب موحّدة لإرغام الحكومة على عقد (ثنائية) وليس (ثُلاثية) مع النقابات المستقلّة. ندّد المكتب الوطني ل (الكلا)، حسب بيان له تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه أمس، بالمساس الصارخ بالحرّيات النقابية التي يكفلها ويضمنها الدستور الجزائري والاتّفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر، وأعلن مُساندته للنقابيين الموقوفين بكلّ من (سونلغاز) و(البريد)، والتي تضمن وتقرّ الحقّ في إنشاء التنظيمات النقابية وتكفل لها حقّ التظاهر السلمي، ومن هذا المنطلق فإن (الكلا) يجدّد وقوفه ومساندته لكلّ التحرّكات النقابية الهادفة إلى تحقيق مطالب العمال وعلى رأسها إعادة الموقوفين إلى مناصب عملهم، كما أنه يصطفّ إلى جانب التنظيمات النقابية التي ما تزال تناضل من أجل اعتمادها الرسمي، على حدّ تعبير (الكلا). كما ندّد كذلك (الكلا) بالإدانة التعسّفية والمبالغ فيها للنقابي الفرنسي فؤاد حرجان المنتمي إلى الكونفدرالية الوطنية للعمل (الفرنسية) (F-CNT)، والذي غرّمته العدالة الفرنسية ب 40 ألف أورو، ولهذا السبب فإن (الكلا) وتماشيا مع قناعاتها في الدفاع عن الحرّيات النقابية في العالم ككل قرّرت التحرّك باتجاه السفير الفرنسي لإبلاغه بتنديدها بالمضايقات التي تعرّض لها النقابي فؤاد حرجان. وتعود مجريات قضية فؤاد حرجان مُناضل في الكونفدرالية الوطنية للعمل (CNT) بمدينة مِتس، والذي أدين في القسم المدني بمحكمة مِتس شهر مارس 2013، بأداء تعويض بمبلغ 40 ألف أورو لشركة النقل بالسكك الحديدية (FSNC) يُعادل خسائر الشركة جرّاء عرقلة حركة سير القطارات بمحطة مِتس (METZ) خلال شهر مارس 2006، والتي كانت نتاجا للحركة الاحتجاجية السلمية التي قرّرتها الجمعية العامّة للطلبة المضربين لجامعة مِتس في أوّج نضالها ضد العقد الأوّلي للتشغيل، فكان أن أصبح فؤاد الضحية المستهدفة من قِبل النيابة لوحده، في حركة نقابية دعت إليها التنسيقية الوطنية للطلبة، والتي شارك فيها أكثر من 800 طالب مُتظاهر، الأمر الذي يصنّف تحرّك النيابة في خانة العمل العنصري، وهو ما أثاره محامي الرفيف فُؤاد الذي طعن في قضية دستورية متابعة موكّله، حيث تقدّم عشية محاكمته بطعن في دستورية المحاكمة، وهو ما تمّ قَبوله يوم 10/01/ 2014، وبالتالي تقرّر إعادة مُحاكمته يوم 12/09/2014، ما يعني أن فؤاد يتوجّب محاكمته مع مِئات من المحتجّين وليس لوحده. وانتقدت نقابة (الكلا) -حسب بيانها- مضمون سلسلة اللقاءات التي باشرتها وعقدتها وزيرة التربية الوطنية وأشارت إلى أنها لم تُفضِ إلى إيجاد واقتراح أيّ حُلول جادّة بخصوص المطالب التي رفعتها (الكلا)، واصفة هذه اللقاءات ب (العقيمة والعاقر وهدفها الأساس تغليط الرأي العام لضمان دخول مدرسي هادئ، وفي الوقت نفسه تحميل نقابات القطاع مسؤولية ما قد يصاحب الدخول المدرسي من اضطرابات نتاج حتمي لظروف العمل السيّئة التي عايشناها وينتظرنا ما هو أسوأ منها، خاصّة في ظلّ عدم وفاء الوزارة بوعودها وتعهّداتها).