(نحن خائفون.. ندعو اللّه أن يحفظنا).. هكذا يبتهل سكان مدينة مايدوغوري ، عاصمة ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا، كلّ ليلة إلى اللّه أن يحميهم بعد أن سيطرت عليهم حالة خوف إثر تقارير عن رسالة من جماعة (بوكو حرام) المسلّحة مفادها أن مدينتهم ستكون الهدف القادم لها. عن الرسالة (لم يتمّ التأكّد من صحّتها)، قال ياري عبد العزيز، أحد سكّان (مايدوغوري) لوكالة (الأناضول) إن (هناك توتّرا في كلّ مكان بسبب حديث عن رسالة وردت من بوكو حرام تقول إن الوجهة المقبلة لهم بعد باما مدينة مجاورة ستكون مايدوغوري)، وأضاف: (نحن خائفون، ندعو اللّه أن يحفظنا ونناشد الحكومة أخذ هذا التهديد على محمل الجدّ). وتبعد (مايدوغوري) حوالي 60 كلم من باما التي استولى عليها مسلّحون من (بوكو حرام) بعد أيّام من الاشتباكات مع القوات النيجيرية، لكن الحكومة تصرّ على أن المدينة الاستراتيجية مازالت تحت سيطرتها. واستخدم المسلّحون من (بوكو حرام) في وقت سابق (مايدوغوري) -أحد أكثر المدن ازدحاما بالسكان في ولاية بورنو- كقاعدة أساسية لعملياتهم حتى تمّ طردهم منها العام الماضي. ولم يردّ الجيش من جانبه على استفسارات من وكالة (الأناضول) حول التهديد (المزعوم) من (بوكو حرام) للهجوم على (مايدوغوري)، لكن المتحدّث باسم (قوة المهام المدنية المشتركة) (لجان أمن شعبية) جوبرين جوندا نفى أن تكون الجماعة قد هدّدت بمهاجمة عاصمة الولاية، وقال: (ليس هذا صحيحا، إنها كذبة كبيرة، لم نر مثل هذه الرسالة، لن يستطيعوا حتى الاقتراب من مايدغوري). ومع ذلك، فإن مسلّحي (بوكو حرام) استولوا على مدن جامبورونجالا وديكوا وباما وجوزا في ولاية بورنو ومدن بوني يادي وبارا في ولاية يوبي المجاورة ومدينتي ماداجالي وجولاك في ولاية أداماوا شمال شرقي البلاد. وشوهد سكان محلّيون يفرّون من (مايدوغوري) تخوّفا من هجوم وشيك ل (بوكو حرام)، حسب مراسل (الأناضول). وقال ضابط نيجيري -طلب عدم ذكر اسمه- ل (الأناضول): (زملاؤنا في ثكنات مايمالاري في مايدوغوري بدأوا ينقلون أسرهم بسبب رسالة من بوكو حرام بأنهم قادمون إلى المدينة)، وأضاف أن (أبا بكر) شيكاو زعيم (بوكو حرام) قال إنه سيبدأ معركة للاستيلاء على (مايدوغوري)، وتابع قائلا: (يجب أخذ مثل هذه التهديدات على محمل الجدّ نظرا لتاريخ الإرهابيين)، في إشارة إلى (بوكو حرام). وحسب الضابط النيجيري فإن (عمليات الاختطاف الجماعية في شيبوك وهجمات أخرى سبقتها مثل هذه الرسالة)، في إشارة إلى اختطاف (بوكو حرام) لعشرات الفتيات في مدرسة شيبوك بولاية بورنو في شهر أفريل الماضي. وتعرّضت الحكومة النيجيرية لانتقادات شديدة لفشلها في إطلاق سراح الفتيات حتى الآن. وعرض أكثر من 10 آلاف من أعضاء (قوة المهام المدنية المشتركة) وضبّاط متقاعدين الخميس الماضي خدماتهم لمواجهة (بوكو حرام)، داعين السلطات إلى إعطائهم الضوء الأخضر لمحاربة الجماعة. ول (قوة المهام المدنية المشتركة) دور في المساعدة على طرد (بوكو حرام) من عاصمة ولاية بورنو العام الماضي، وبعد ذلك طلبت المجموعة اعترافا رسميا وتسليحهم لخوض معركة وصفوها بالجريئة ضد المسلّحين، وهو ما لم تردّ عليه الحكومة حتى اليوم.