مشكل التبول اللاإرادي في الفراش يؤرق الأمهات كثيرا، خصوصا في فصل الشتاء، لما فيه من مشقة في غسل الفراش ونشره ومن ثمة إيجاد صعوبة كبيرة في تنشيفه إذا ما تساقطت الأمطار بغزارة، كما أنها تسبب الحرج للأطفال أيضا أمام الأشقاء ولكن المشكل يعظم كثيرا إذا ما تعلق بكبار يبولون في الفراش، والطامة الكبرى إذا كن شابات وشباب مقبلون على الزواج. عتيقة مغوفل يعد مشكل التبول اللاإرادي في الفراش من المشاكل التي تطرح نفسها كثيرا في المجتمع الجزائري، لكنه يبقى دوما من الطابوهات ولا يمكن الخوض فيه أبدا، فهو يسبب الإحراج والانطواء بالنسبة لصغار السن، فما بالك لو تحدثنا عن بعض الشابات اللائي فاق سنهن العشرين سنة وكن مقبلات على الزواج، يقف هذا المشكل حاجزا في طريق سعادتهن وتهديم زواجهن. طلقها بعد فترة قصيرة من زواجها لم يكن من السهل علينا التحدث في هذا الموضوع ولكن ومع ذلك تمكنّ من إيجاد بعض الحالات التي تعاني من هذا المشكل، من بينهن(كريمة) شابة تبلغ من العمر 29 سنة، تزوجت منذ ثلاث سنوات، إلا أن حياتها الزوجية لم تدم طويلا بسبب مشكل التبول اللا إرادي في الفراش الذي تعاني منه، ففي بداية زواجها كانت لا تنام طوال الليل وتسهر حتى الصباح بغية أن تحرص نفسها، لكن ومع مرور الوقت أصبح يغلبها النعاس وترضخ لنوم فتتبول في الفراش، في المرة الأولى والثانية عذرها الزوج ظنا منه أنه مجرد حادث لا أكثر، ولكن فيما بعد زاد الأمر عن حده وأصبحت(كريمة) تتبول في الفراش كل ليلة، وهو ما لم يطقه زوجها، لأنه أكتشف مع الوقت أنها حالة مرضية ولم يكن الأمر عرضيا فقط، فأخبر والدته عما يحدث لزوجته لتطلب هذه الأخيرة من ابنها أن يطلقها لتزوجه من غيرها، فطلقها بعد ثلاثة أشهر من قرانهما، وقد قابلت (أخبار اليوم) حماة كريمة السابقة والتي روت لنا القصة وأكدت أن (كريمة) كانت نعمة الزوجة لابنها لولا عيبها هذا، كما اعتبرت الأمر خديعة من قبل أهل (كريمة) الذين لم يصرحوا بمشكل ابنتهم منذ خطبتها وهو ما عجل في تطليقها وإعادتها على بيت أهلها. تخشى من الزواج حتى لا تقع في الإحراج أما (شهيناز) التي تبلغ من العمر 22 سنة تقدم شاب لخطبتها لكنها رفضت موضوع الزواج جملة وتفصيلا بسبب التبول اللاإرادي في الفراش الذي تعاني منه منذ صغر سنها، ما يدفعها في كثير من الأحيان إلى التفكير بالانتحار حتى تضع حدا لمأساتها، رغم أنها زارت العديد من الأطباء بغية التداوي ولكن ما من طبيب وجد الدواء المناسب لمشكلتها، وبما أنها تنتمي لعائلة محافظة والتي أجبرتها على الزواج من الخطيب المتقدم باعتبار أنه عريس لا يعوض أصبحت تفكر في إيجاد حل يجعلها تفسخ الخطوبة، فلم تجد حلا سوى الاستنجاد بعمها الأكبر باعتبار أنه كبير العائلة وأمره مطاع عله يستطيع أن يساعدها في محنتها، وقد وجدت (شهيناز) عند عمها الطمأنينة والتفهم اللذين لم تجدهما عند والديها، فقد وعدها عمها بأن يأخذها لأكبر طبيب في البلد حتى يعالجها من مشكلتها وإن لزم الأمر فإنه سيسفرها إلى الخارج شريطة أن لا تتخلى عن فكرة الزواج بل تؤجلها إلى وقت لاحق. لكن المشكل لا يقتصر على الفتيات فقط عادة التبول اللاإرادي في الفراش لا يشكل مشكلا عند الشابات فقط، بل عند الشباب أيضا ومن بينهم الطيب شاب في ربيعه ال26، الذي يعاني من هذا المشكل منذ صغر سنه حجته اليومية أنه لا يعلم كيف يحدث له ذلك، إلا أنه يرفض فكرة الذهاب للطبيب لأنه يستحي أن يتكلم عن مشكلته، وقد تقدم لخطبة ابنة خاله التي تعلم بما يحصل معه كل ليلة ما أدى بها لرفضه ما أحدث مشكلا عائليا بين الأم وأخيها. أصل المشكل أسباب نفسية ولمعرفة أسباب التبول اللاإرادي عند الكبار ربطت (أخبار اليوم) الاتصال بالدكتورة (نادية كلاصي)، مختصة في علم النفس، والتي أوضحت في خضم حديثها إلينا أن لهذا المشكل أسباب صحية أهمها مشكل في الجهاز البولي للفرد، وأخرى نفسية متعلقة باللاشعور كالخوف المفرط مثلا أو الحلم بمنامات مزعجة تؤدي بالفرد إلى التبول في فراشه وأحيانا أخرى تكون له مشاكل نفسية نشأ بها منذ الصغر، إلا أنه يمكن علاج هذا المشكل لذلك لا ينبغي التكتم عنه حتى يوصل صاحبه إلى ما يحمد عقباه.