احتضنت جامعة (يحيى فارس) بالمدية، أمس الأوّل، لقاء لممثّلين عن لجنة اتحاد الجامعات العربية مثّله الدكتور سلطان أبو عرابي العدوان الأمين العام للاتحاد رفقة الدكتور محمد رأفت محمد الأمين المساعد والدكتور الطاهر حجّار مدير جامعة الجزائر. في البداية أشار زغدار أحمد مدير جامعة (يحيى فارس) إلى الجهود المبذولة في جانب توفير كلّ ما تتطلّبه الجامعة من التأطير البشري والتجهيزات العصرية والمخابر العلمية وتعدّد التخصّصات لنحو 21000 طالب للدخول الجامعي 2014-2015، (وسبق لنا وأن قدّمنا طلبا قبل سنتين لأجل انضمام جامعتنا بعد معاينة لجنة الاتحاد لتقييم مختلف مرافق الجامعة). وأضاف ذات المدير: (العملية تدخل في إطار التعاون العلمي مع الاتحاد الذي تربطه علاقات وطيدة مع جامعات الجزائر). أمّا الأمين العام فأشار إلى هدف الزيارة الميدانية لهذه جامعة (يحيى فارس)، وبعد طلبها الانضمام إلى الاتحاد الذي يضمّ حاليا 280 جامعة عربية والمتمثّل في تقييم مختلف مرافقها العلمية وتخصّصاتها، إضافة إلى طاقمها البشري الساهر على تكوين الإطارات العليا بما فيها شهادات الماجستير والدكتوراه، والتي وصفها بالجيّدة على ضوء توفّرها على تخصّص الفيزياء لوجود مصنع (صيدال)، وكذا طابعها الفلاحي، وهذا لأجل فتح مجالات أوسع في التعاون العلمي مع تسهيل حركية تنقّل الطاقم البيداغوجي والطلبة بهدف كسب المزيد من المعارف في المجالات العلمية على وجه الخصوص، (وأننا كلجنة -أضاف أمين الاتحاد- سنوصي عبر تقرير زيارتنا التقييمية بانضمام جامعة يحيى فارس إلى اتحاد الجامعات العربية بعد عرضه على مؤتمر الإتحاد في مارس السنة القادمة). فيما أكّد الدكتور طاهر حجّار، رئيس جامعة الجزائر وعضو الهيئة التنفيذية بذات الاتحاد، في إجابته عن سؤال حول ظاهرة ترتيب جامعات الجزائر أن عملية ترتيب الجامعات عبر العالم يخضع للأمور التجارية والبزنسة، وأن مصالحه وكذا أجهزة الاتحاد لا تعطي هذا الجانب الاهتمام المطلوب، مبرزا مدى تطوّر الجامعات الجزائرية بشكل ملحوظ على اعتبار أنه من بين 20 جامعة في أحسن ترتيب، بينها ثماني جامعات وطنية في التصنيف الأوّل، حسبه. أمّا الدكتور محمد رأفت محمود الأمين العام المساعد، فصرّح للصحافة قائلا: (اتحاد الجامعات العربية المؤسس عام 1964 يعمل جاهدا لأجل تعميق عمليات التبادل بين الأساتذة والطلبة من الجزائر وبين الطلبة من باقي الدول العربية العضوة في الاتحاد بهدف التقارب في مجالات تبادل الخبرات العلمية والتدريسية... الخ). أمّا الأمين العام للاتحاد فأجاب عن سؤال (أخباراليوم) حول التأخّر الكبير في البحوث العلمية مقارنة حتى بالكيان الصهيوني بقوله: (مازالت جامعاتنا إلى حد الآن تركّز على التدريس بالدرجة الأولى، في حين تحتلّ أعمال البحوث العلمية ذيل الترتيب لضعف الاعتمادات المالية من الخزينة العمومية والقطاع الخاص على حد السواء، والتي لا تتعدّى ال 0.3 بالمائة أو أقلّ أحيانا)، وأضاف أن (مجموع ما تخصّصه 22 دولة عربية للبحوث المخيرية هو 1.7مليار دولار فقط من إجمالي الناتج العام رغم ثراء بعض الدول العربية الفاحش، في حين تصل نسبة الإنفاق على البحوث العلمية في الكيان الصهيوني إلى 30.6 بالمائة من ميزانية الحكومة المخصّصة للتعليم العالي بكامله، والتي تبلغ في المتوسّط 9.8 مليار دولار سنويا. وأمّا الأستاذ سلطان أبو عرابي العدوان المتخصّص في ذات المجال، فأرجع أسباب ضعف الاهتمام بالبحوث العلمية في الوطن العربي ب 400 مليون نسمة إلى ظاهرة الاهتمام بالتدريس أوّلا، الأوضاع السياسية السائدة (أي عدم الاستقرار)، انعدام الحرية الأكاديمية والتفرّد في محاولات الاختراع بدل العمل الجماعي، إضافة إلى قلّة الموارد المخصّصة للبحوث العلمية، ما يتسبّب في هجرة الأدمغة إلى العالم الغربي.