يستفيد 3 ملايين تلميذ بأزيد من 14 ألف مطعما مدرسيا عبر الوطن، بميزانية تفوق 2000 مليار سنتيم، لكن رغم هذا تتجدد معاناة آلاف التلاميذ المتمدرسين بالمؤسسات التربوية سواء الابتدائيات أو الإكماليات المنتشرة عبر تراب بلديات الوطن كل سنة خلال الموسم الدراسي، لافتقارهم لبعض الهياكل الضرورية التي يحتاجها التلميذ خلال مساره الدراسي، على غرار المطاعم المدرسية. ورغم المبالغ المالية الكبيرة المرصدودة للإطعام المدرسي، لا تتوانى العديد من الابتدائيات في تقديم وجبات باردة وغير كافية للتلاميذ، خاصة في أيام الشتاء، بحسب التقرير الذي أعدته النقابة الوطنية لعمال التربية الاسنتيو ، والتي خصّصت لها ميزانيات ضخمة لتقديم وجبات متكاملة للتلاميذ لاسيما القاطنين بالمناطق النائية، وفي هذا الصدد أكدت النقابة أن اسم المطاعم المدرسية ما هو إلا شعار في ظل رداءة نوعية الوجبات وانعدام شروط النظافة التي يمكن أن تنقل أمراضا خطيرة للتلاميذ بحسب البيان. كشف تقرير أعدته النقابة الوطنية لعمال التربية الاسنتيو أن تسيير المطاعم المدرسية للابتدائي من طرف البلديات لا يزال على وقع فضائح التسيير، بل أضحى يهدد سلامة التلاميذ مع كل موسم، على الرغم من تحركات النقابة الكثيرة سواء في عهد بن بوزيد أو بابا أحمد لتعرية هذا الوضع، إلا أنه لم يسجل تدخل حازم من قبل الوزارة لتنظيمه وإعادة هيكلته، الأمر الذي جعل النقابة هذا الموسم تجدد دعوتها لوزيرة التربية نورية بن غبريط من أجل التدخل العاجل وتحرير المطاعم المدرسية للابتدائي من قبضة البلديات على حساب التلاميذ. وأكد البيان أن القطاع ينذر بكارثة، بسبب تقديم وجبات باردة في عز فصل الشتاء، وكذا تناثر الأوساخ فيها وعدم سلامة الوجبات المقدمة، إضافة إلى أن عملية الإطعام يقوم بها في أغلب المدارس التي تتبع نظام نصف الداخلي عمال الشبكة الاجتماعية الذين بدورهم يشرفون على تنظيف المدارس. وأكد الأسنتيو في بيانه (النظافة هي آخر الأشياء المحترمة أو الممارسة داخل المطاعم المدرسية لعدم وجود عدد كاف من العمال المهنيين المختصين في الطبخ إلى حد الآن، لكونها قبل كل شيء تُسير عن طريق عمال الشبكة الاجتماعية، ومن هنا نتصور (عامل في الشبكة ينظف مراحيض المدارس وينظف المطعم وأدواته المستعملة)، وهي الحقيقة التي كنا قد أكدنها في العديد من المرات في مواسم ماضية، مشيرين إلى أن هذه الوضعية مطروحة خاصة في الابتدائيات والمتوسطات ومن المتوقع معايشتها في هذا الموسم أيضا، علما أنه يوجد مطاعم كهياكل فقط دون أن تقدم أي وجبات لتظل مغلقة منذ مواسم دراسية عدة).