حذّر مجلس أساتذة الثانويات من سياسة استمرار الإدارة في سياسة الهروب إلى الأمام، ممّا قد يدفع الأمور إلى التعفّن والمزيد من الفوضى والانعكاسات الخطيرة على المدرسة العمومية الجزائرية، على حدّ تعبيره، مشيرا إلى أن الاحتقان والتذمّر الذي تعيشه المؤسسات التربوية وعدم استشعار خطورة كلّ ذلك والتحرّك الجادّ لاحتوائه من طرف مسؤولي القطاع سيؤدّي إلى حالة كارثية في قطاع التربية. تتمثّل المشاكل والانشغالات المشتركة بين معظم الثانويات حسب ما توصّل إليه مجلس أساتذة الثانويات المجتمعين بثانوية (عمر راسم) في اجتماع المكتب الولائي لمجلس أساتذة الثانويات الجزائرية، وحسب بيان لهم تحت شعار (تنديد ورفض لسياسة الأمر الواقع في تسيير مؤسساتنا التربوية) تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه في الفوضى غير المسبوقة والتسيّب وعدم الانضباط في أغلب الثانويات حتى بالنّسبة لتلك المعروفة بتقاليدها الانضباطية، نقص كبير وغير مسبوق في المؤطّرين (مديرو الدراسات، مستشارو التربية، مشرفون تربويون، مقتصدون وأساتذة) رغم التحايل في تغطية ذلك بمضاعفة الطاقة الاستيعابية للمؤسسات، مع عدم القدرة على تعويض النقص الكبير في الأساتذة والمؤطّرين، حسب البيان، إلى جانب الاكتظاظ وعدم الالتزام بالتعليمات الوزارية فيما يخص الأقسام الخاصّة لتخفيف الضغط على الفصول الدراسية وإحداث التوازن بين الأقسام والثانويات، بالإضافة إلى التسجيلات غير القانونية، والتي قال عنها المجتمعون إنها أصبحت بشكل لم يسبق له مثيل وبقرارات فوقية وتبادل التلاميذ بين المؤسسات وخرق قرارات مجالس الأقسام السيّدة، دون نسيان مظاهر العنف وعدم الالتزام بتعليمات فيما يخص الانضباط داخل المؤسسات. وأضافت خلاصة المكتب الولائي لمجلس أساتذة الثانويات أن هناك استهجانا للأساتذة في العديد من الثانويات لجداول التوقيت التي تفتقد إلى أدنى المعايير البيداغوجية وزيادة الحجم الساعي الذي انعكس على الآداء البيداغوجي للأستاذ، بالإضافة إلى افتقاد الأستاد إلى الانسجام والواقعية واستهجان الأساتذة لظاهرة تحيين ملفات التأهيل في كلّ مرّة التي أبدعتها مديرية التربية تضييعا للوقت وتفاديا لإثارة مشكل الترقيات من قِبلهم وتوظيف القوانين -على حدّ تعبيرهم- بشكل (سلبي) وعدم الاستجابة والمتابعة الفعلية لانشغالات الشريك الاجتماعي، وكذا التوظيف التعاقدي تسبّب في تفاقم مشاكل القطاع لإحساس الأساتذة الجدد بعدم الاستقرار نتيجة وضعيتهم الغامضة، مع سوء الاستقبال والمعاملة للأساتذة في مديرية التربية. كما ندّد مجلس أساتذة الثانويات باللّجنة الوطنية للخدمات الاجتماعية بالتمييز في التعامل مع أساتذة وعمال الجزائر وسط وبقية الأساتذة والعمال، وكذا بالتوجّه نحو الاهتمام بالظروف التي تسمح للأستاذ بالرغبة في آداء وظيفته والاستمرار فيها، وفي الشروط الكفيلة برغبة التلاميذ في التمدرس، مستغربين ومندّدين كذلك بالتمييز النقابي رغم التعهّدات الكثيرة للالتزام بالحوار وسيلة للتواصل وحلّ مشاكل القطاع. وفي هذا السياق، طالبت نقابة مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية الأساتذة بضرورة عقد جمعيات عامّة والتجنيد لاقتراح طريقة الاحتجاج المناسبة لرفض الوضع الراهن والردّ على الانشغالات وإلزام المسؤولين بتحمّل المسؤولية.