تشهد أهمّ المزارات والمعالم التاريخية الموجودة بالمدينة المنوّرة هذه الأيّام ومع قرب نهاية موسم الحجّ إقبالا واسعا للحجّاج والزوّار من مختلف البعثات للاطّلاع على هذه المآثر التي تذكّرهم بماضي السلف الصالح ويستشعرون من خلالها قدسية المكان وفضائله. فبعد الانتهاء من أداء مناسك الحجّ وطواف الوداع بمكّة المكرّمة توجّه الحجّاج نحو المدينة المنوّرة لزيارة المسجد النبوي والصلاة بالروضة الشريفة لما لها من أفضال، حيث تعادل الصلاة في المسجد ألف صلاة فيما سواه من المساجد عدا المسجد الحرام. وخصّصت البعثة الجزائرية حافلات لنقل الحجّاج إلى أهمّ المزارات التاريخية بالمدينة وتمكينهم من الاطّلاع على المعالم والآثار الإسلامية بها، حيث برمجت رحلات لصالحهم في الموسم الثاني للحجّ. ويزوّد المرشدون الحجّاج بالمعلومات والتفاصيل حول كلّ معلم حتى يستفيدوا منها، وهي المبادرة التي لقيت استحسانا من قِبلهم. ويؤكّد الحجّاج أنه لا يمكنهم الاستغناء عن زيارة المدينة المنوّرة، سواء قبل بداية مناسك الحجّ أو بعد نهايتها ويغتنمون فرصة وجودهم بها لزيارة المسجد النبوي، موضّحين أن مكوثهم في المدينة يشعرهم بالراحة والسكينة. فزيارة المسجد النبوي هي الأصل من السفر إلى المدينة لما لها من أجر عظيم ومضاعفة ثواب الصلاة فيه ونيل الدرجات وتحصيل الفضائل. ويعكف الحجّاج بالمسجد النبوي على تلاوة القرآن والدعاء والاستغفار وحلقات الذكر والإكثار من الصلوات. كما يتوق من هو في المدينة إلى زيارة الروضة الشريفة وهو موضع في المسجد النبوي تقع بين المنبر وحجرة النبي ويبلغ عرضها 26 مترا ونصف، وهي محدّدة بسجّاد أخضر اللّون مختلف عن بقية سجّاد الحرم وفيها يحرص الزوّار على الصلاة والعبادة. وكمعلم تاريخي لا يقلّ شأنا، والذي أسّس على التقوى، يعرف مسجد (قباء) توافدا كبيرا للحجّاج وهو أوّل مسجد بناه الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم أثناء هجرته إلى المدينة والصلاة فيه تعادل أجر عمرة ويقع جنوبالمدينة ويبعد عن المسجد النبوي ب 5 كيلومترات. وغير بعيد عن المسجد النبوي يتوجّه جموع الحجيج إلى زيارة مقبرة البقيع الواقعة جنوب شرق المسجد النبوي وتضمّ رفات الآلاف من الصحابة، ولمن زارها فعليه أن يسلّم على أمواتها اقتداءا بسُنّة النبيّ عليه الصلاة ويتذكّر تضحيات هؤلاء الذين كانوا سببا في إرساء وإعلاء رسالة الإسلام. وكذلك يتوجّه الزوّار إلى مسجد ذي القبلتين الذي شهد حادثة سجّلها التاريخ وهو تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الحرام بعد دعاء النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وسمّي بهذا الاسم لأن النبيّ صلّى فيه صلاتين بركعتين واحدة اتجاه الحرام والأخرى نحو الأقصى. ونال جبل أحد حظّه من زيارة الحجّاج وبه مقبرة الشهداء التي تضمّ رفات 70 شهيدا من الصحابة الكرام الذين استشهدوا في غزوة أحد.