تستعد الأفواج الأولى للحجاج الميامين الجزائريين للعودة إلى أرض الوطن بعد أدائها لفريضة الحج لموسم 2008. وستكون أول رحلة لضيوف الرحمان في أولى ساعات يوم الأحد القادم من مطار جدة باتجاه مدينة الجزائر العاصمة على أن تتوالى تباعا الرحلات اليومية إلى غاية يوم 3 جانفي 2009 نحو مدينة وهران كآخر رحلة عودة إلى أرض الوطن. فمنذ أن وطأت أقدامهم الأراضي المقدسة قام الحجاج الجزائريون بزيارة للمعالم التاريخية الإسلامية التي تزخر بها المدينةالمنورة لمدة أسبوع كامل كالمسجد النبوي الشريف والروضة الشريفة والبقيع (مقبرة شهداء أحد) ومسجدي قباء وذي القبلتين قبل التنقل إلى مكةالمكرمة للقيام بمناسك الحج وأهمها طواف القدوم بالحرم المكي الشريف. ولعل الوقوف بعرفات يوم الأحد لأداء الركن الأعظم من هذه المناسك كان الأبرز في رحلة العمر لملايين الحجاج الذين أدوا هذا الركن في خشوع وإجلال متضرعين إلى لله عز وجل بالدعاء اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال "الحج عرفة" وهو الركن الذي بدونه لا يكتمل الحج. وإذا كانت ظروف الإقامة للحجاج الجزائريين بمخيمات عرفات مرضية للغاية خاصة وأنه تم تنقلهم إليها من مكةالمكرمة بواسطة الحافلات فإن الأمر يختلف في منى حيث لم تكن الخيام الموضوعة تحت تصرفهم من طرف المنظمين لإيوائهم كافية مما أدى بالمتخلفين منهم إلى المبيت في أروقة المخيم وحتى في الشوارع وبالتالي التعبير عن تذمرهم واحتجاجهم عن هذه الوضعية الطارئة. ولم يقتصر الأمر على البعثة الجزائرية بل تعداها لكل البعثات الأخرى إذ تحولت كل شوارع منى والطرق المؤدية إلى الجمرات إلى مراقد. ويمكن القول أن الطاقة الاستيعابية للمخيمات بمنى أضحت غير كافية لاستقبال أكثر من 3 ملايين حاج وحاجة من مختلف أرجاء المعمورة في وقت واحد، والذين اضطروا لقضاء أيام التشريق في الطرقات المؤدية إلى الجمرات وحتى في الطرقات المؤدية إلى مكةالمكرمة.