عبّر أفراد 56 عائلة مقصاة من قائمة المستفيدين من السكن بشارع 38 محمد بوروبة ببلدية بوروبة، في العاصمة، عن استيائهم الكبير إزاء الوضع الذي يعيشونه مند 23 جوان الفارط، إذ تمّ ترحيلهم إلى المركّب الرياضي بعد تهديم بيوتهم القصديرية الواقعة على ضفاف وادي الحرّاش، والتي لم تكن تتوفّر على ضروريات العيش الكريم في إطار مشروع تهيئة وادي الحرّاش ليتمّ إقصاؤهم من القائمة التي شملت كلاّ من حي الفلوجة وحي 1 و2 بوروبة بحجّة حصولهم على السكنات، فيما تنفي العائلات ذلك ويعتبرون أن قرار الإقصاء مجحف وظالم. لمّح المحتجّون إلى وجود تلاعب بملفاتهم واستغلال أسمائهم لتوزيع سكنات على أشخاص لا علاقة لهم بحي بوروبة -حسبهم-، واتّهم أفراد العائلات المقصاة رؤساء الأحياء بالتواطؤ مع موظّفين على مستوى بلدية ودائرة الحرّاش من أجل حرمانهم من السكن ليحتجّوا أمام مقرّ البلدية مند قرار إقصائهم بعد رفض المسؤولين في البلدية والولاية استقبالهم، والذين باتوا يتبادلون الاتّهامات فيما يخص مصير تلك العائلات والتماطل في الردّ على ملفات الطعون التي قدّمتها بعد قرار لجنة السكن بالإقصاء بحجّة تعيين لجنة أخرى لتحقيق والتأكّد من أحقيتها في الحصول على السكن من عدمه. كما أكّد والي العاصمة عبد القادر زوخ في تصريح سابق أنه سيتمّ النّظر في ملفاتهم قريبا، هذا الأمر بعث نوعا من التفاؤل لدى العائلات التي مازالت تنتظر يوميا الردّ وترحيلهم من المركّب الرياضي الذي يطالب سكان الحي والرياضيون باسترجاعه لمواصلة النشاطات الرياضية به بالرغم من أنه كان في حالة كارثية. وقال السكان: (إن أوضاعنا سيّئة جدّا ولا تبعث على الارتياح، نحن هنا نعاني مند 4 أشهر دون أن يكون للمسؤولين أيّ ردّة فعل اتجاهنا أو التفاتة إلى وضعيتنا رغم نداءاتنا ومناشداتنا عبر وسائل الإعلام وحتى مراسلة الوزير وإعطاء الأولوية لمشروع تهيئة وادي الحرّاش على حساب راحتنا وتشريد عائلات بأكملها التي أصبحت تبيت في العراء دون مأوى). وفي ظلّ ما يعيشونه يوميا من معاناة داخل المركّب الذي لا يصلح للعيش وافتقاده إلى أبسط مقوّمات العيش الكريم، حيث أن المدّة التي قضوها هناك كانت كافية لانتشار بعض الأمراض الجلدية بسبب الحشرات والجردان وارتفاع الرطوبة ليلا عند الأطفال، خاصّة المواليد الجدد منهم، حيث صرّح البعض منهم بأن حوالي 9 نساء أنجبن في هذا المكان في ظروف صعبة جدّا. إضافة إلى أن هناك عائلات بعض أفرادها معاقون حركيا، ما يزيد في معاناتهم مع انعدام الرعاية الطبّية والصحّية داخل المركّب الذي تتواجد بالقرب منه مصانع تصدر منها أبخرة كثيفة، ممّا تسبّب لهم في أمراض الحساسية والتنفّس، خاصّة للمصابين بداء الربو. وحتى الكلاب الضالّة أضحت تشكّل عليهم خطرا حين تتسرّب ليلا إلى داخل المركّب الذي توجد به فتحات من الجهة الخلفية، خاصّة وأن المنطقة شبه خالية من السكان، ممّا جعلهم عرضة للإهانات والسرقات من قِبل شباب تحت تأثير الكحول والمخدّرات بالملعب المحاذي. العائلات المتضرّرة جدّدت رفع نداءاتها للفت انتباه المسؤولين إذا استمّر الوضع، خاصّة مع صعوبة اِلتحاق أبنائهم بالمدارس، ممّا جعلهم يقطعون حوالي كيلومترين أربع مرّات يوميا لتوصيلهم إلى الأقسام، ممّا أثّر على المستوى الدراسي عند البعض، فيما قرّر آخرون عدم ذهاب أبنائهم إلى المدرسة نهائيا بعد أن أرّقهم ذلك وحتى فقدانهم لمناصب عمل أثناء الترحيلهم واشتغالهم الدائم بملفات السكن، ممّا أثّر على دخلهم ومستواهم المادي. الوضع الذي تعيشه العائلات المقصية من السكن ببوروبة بسبب افتقادهم إلى الرعاية والأمن ومعاناتهم من التشتّت والتشرّد سبّب حالات نفسية للأطفال ونوبات عصبية لدى البعض، وأن أيّ سبب سيفتعل شجارا -حسبهم- قد يؤدّي إلى جريمة قتل لأن الضغط يولّد الانفجار، وحتى تهديدهم بالإقدام على الانتحار كما حدث من قبل وأن مصيرهم مجهول إذا استمرّت السلطات في تقديم وعود كاذبة وتجاهل وضعيتهم.