واصلت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام انهيارها، وذلك تحت ضغط من صعود الدولار الأمريكي ووفرة إمدادات المعروض في سوق النفط، وهو ما يعزز مخاوف الجزائريين الذين تعتمد بلادهم بشكل أساسي على تصدير النفط، وينتظر أن تتعرض لهزة مالية عميقة وقوية في حال استمرار هذا الانهيار. وتعرض النفط لمزيد من الضغط بعد نشر معلومات مفادها أن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لم تبذل جهدا يذكر لخفض الإنتاج شهر أكتوبر 2014 مع أن أسعار النفط واصلت تراجعها لتسجل أدنى مستوياتها في أربعة أعوام. وأظهر مسح لوكالة الأنباء رويترز أن إنتاج منظمة أوبك من النفط الخام انخفض في أكتوبر 2014 بمقدار 120 ألف برميل يوميا (ب-ي) بسبب تراجع إنتاج أنغولا ونيجيريا لكن التعافي في ليبيا والنمو في العراق ساعدا على بقاء الإنتاج قريبا من أعلى مستوى له في عامين الذي سجله في سبتمبر 2014. وصعد الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع يوم الخميس الماضي بعد صدور بيانات أظهرت نمو الإقتصاد الأمريكي 3.5 بالمائة في الربع الثالث متخطيا توقعات السوق بنمو نسبته 3 بالمائة. ويؤدي صعود الدولار الأمريكي إلى زيادة تكلفة السلع الأولية مثل النفط على حائزي العملات الأخرى وهو ما يؤثر سلبا على الطلب. وبنهاية التعاملات تراجع سعر مزيج نفط برنت في عقود ديسمبر 2014 عند التسوية 0.38 دولار أو 0.44 بالمائة إلى 85.86 دولار للبرميل. وهبط خام القياس الأوروبي أكثر من 10 بالمائة منذ بداية أكتوبر 2014 في أكبر خسائره الشهرية منذ مايو 2012. وإنخفض سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي الخفيف عند التسوية 58 سنتا أو 0.71 بالمائة إلى 80.54 دولار للبرميل بعد هبوطه 12 بالمائة هذا الشهر في أضعف أداء له منذ مايو 2012. وفاجأ بنك اليابان المركزي أسواق المال العالمية يوم الجمعة بتوسيع برنامجه التحفيزي الضخم وهو ما عزز الأسهم اليابانية لكنه أثار مخاوف بخصوص متانة إقتصاد البلد المستورد للنفط. ورغم تباطؤ الطلب زاد المعروض العالمي ولم تبد منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك أي علامات على أنها ستخفض هدف الإنتاج في إجتماعها المقرر في 27 من نوفمبر2014.