تقع مديرية جبل رأس بمحافظة الحديدة غربي اليمن، التي أسقطها تنظيم القاعدة في قبضته السبت الماضي في العملية التي أودت بأكثر من 20 من رجال الأمن، على بُعد 50 كيلومترا فقط من ساحل البحر الأحمر المطل على الممر البحري الدولي بين باب المندب وقناة السويس. وبحسب مراقبين، فإن طريق التنظيم إلى مضيق باب المندب أصبح سالكا بعد هذه العملية. هل يكون هذا هو الهدف من سيطرة القاعدة على المديرية ذات التضاريس الجبلية الصعبة والمطلة على السهول والسواحل الجنوبية لمحافظة الحديدة التي تسيطر جماعة الحوثي على مناطقها الشمالية ومنها عاصمة المحافظة ليبدو الأمر كسباق بين الجماعتين على المنطقة القريبة من مضيق باب المندب؟ هذا الأمر وارد ولا شيء قد يحول عنه، فالمؤسسات الأمنية والعسكرية التي تبدو كالمنهارة بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي، وقفت عاجزة أمام تمدد الحوثيين إلى محافظة الحديدة غربا، كما أنها كانت عاجزة عن دعم القوات الأمنية في مديرية (جبل رأس) التي هاجمها تنظيم القاعدة، بحسب مصادر أمنية. إلا أن الحديث عن وجود مقاتلي تنظيم القاعدة في مديرية (جبل راس) بمحافظة الحديدة ضمن منطقة أوسع تضم مديرية (العدين) بمحافظة إب المتاخمة لها والتي كان التنظيم قد أسقطها الشهر الماضي، هو أمر سابق للتمدد الحوثي فيها، فظهور رجال القاعدة في المنطقة كان نتيجة انسحابهم من محافظة (أبين) الجنوبية 2012، 2013، بعد أن دحرهم الجيش منها والتي كانوا قد أقاموا فيها إمارة لهم أثناء ثورة العام 2011. واختيار تنظيم القاعدة لهذه المنطقة كإحدى ملاذاته الآمنة بعد الخروج من أبين لا يبدو من قبيل المصادفة، فهي إضافة لطبيعتها الجبلية الصعبة والوجود الهش للدولة فيها، لها تاريخ من الوجود والصراع المليشاوي، فالمنطقة (جبل راس، العدين) في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كانت من أقوى الجبهات التي كانت المليشيات (اليسارية) المدعومة من النظام الاشتراكي في الجنوب تقاتل فيها لإسقاط النظام في الشمال قبل الوحدة. ونظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح وبدعم من إسلاميين ضمن تحالف بقيادة المملكة السعودية والولاياتالمتحدة تمكنوا من دحر تلك المليشيات اليسارية التي كانت محسوبة مع نظام الجنوب على المعسكر السوفيتي الشرقي. ويمتلك اليمن حدودا ساحلية طويلة على ثلاثة مسطحات مائية مهمة، هي البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي لأكثر من 2200 كيلومتر، تمتد من ميدي شمال غرب على الحدود السعودية في البحر الأحمر، حتى سواحل حوف في المهرة على البحر العربي على الحدود العمانية. وبإحكام الحوثيين السيطرة على هذه المناطق الساحلية المطلة على الممر البحري الدولي الذي يطل عليه اليمن فإنهم يتحكمون بالممر البحري الدولي وأمنه ضمن محور إيران، كما يؤمنون حصولهم على السلاح الذي يهرب إليهم من إيران أيضا، كما أن هذا الأمر يعطيهم ميزة إضافية في السيطرة على المناطق الداخلية لليمن. *عقوبات أممية فيما قد يكون تهديد الممر البحري الدولي هدفا لتنظيم القاعدة الذي يخوض حربا مفتوحة مع الغرب، كما أن سيطرته على المنطقة الساحلية لليمن يؤمن له أيضا مرور عناصره بين اليمن فرع جزيرة العرب وبين الصومال فرعه في القرن الأفريقي، وبين باكستان فرع التنظيم في باكستان وأفغانستان. صرح دبلوماسيون، أن مجلس الأمن الدولي ينوي فرض عقوبات على الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، واثنين من قادة تمرد الحوثيين في البلاد، معتبرا أنهم يعرقلون عملية السلام. ويحظر النص الذي اقترحته الولاياتالمتحدة على جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إعطاء تأشيرات دخول لصالح الذي حكم اليمن من 1990 إلى 2012، وإلى زعيم حركة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي، والقيادي الآخر في الحركة عبد الله الحكيم. وبدأت لجنة من مجلس الأمن الدولي، دراسة العقوبات التي يمكن أن تفرض في اجتماع وصفه أحد الدبلوماسيين بأنه بناء . وأمام الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن فرصة حتى يوم الجمعة المقبل لتقديم اعتراضات محتملة قبل أن يرفع النص إلى لجنة العقوبات. ويعتبر المجلس أن صالح يدعم حركة أنصار الله التي سيطرت على صنعاء منذ 21 أكتوبر وتزحف إلى مناطق أخرى. وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر الأحد دعا قبل أيام الأطراف اليمنيين إلى ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة لتفادي تفاقم التوتر بين الشيعة والسنة وتعميق الأزمة في البلاد. وقال بن عمر في مقابلة إنه يأمل في تشكيل حكومة جديدة خلال أيام . ووقع ممثلون عن أنصار الله وخصومهم في التجمع اليمني للإصلاح على اتفاق تضمن تفويضا للرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح بتشكيل حكومة كفاءات بعيدا عن المحاصصة الحزبية . وتعهد الموقعون ب دعم الحكومة المرتقبة سياسيا وعلنيا وعدم معارضتها .