نجح التقني الفرنسي كريستيان غوركوف في قيادة المنتخب الوطني الجزائري إلى تحقيق الفوز الخامس على التوالي بفضل تخطّي عتبة المنتخب الإثيوبي بثلاثية مقابل هدف واحد، مؤكّدا بذلك أنه جدير بالثقة التامّة التي يحظى بها من قِبل هيئة (الفاف) على اعتبار أن المدرّب غوركوف ثاني مدرّب يساهم في تحقيق خمسة انتصارات رسمية متتالية بعد مواطنه المدرّب المرحوم لوسيان لوديك الذي أشرف على تدريب (الخضر) بين سنتي 1966 و1969 ونجح في حصد خمسة انتصارات رسمية متتالية بين الخامس فيفري و12 سبتمبر من سنة 1967. قال المسؤول على رأس العارضة الفنّية للمنتخب الوطني الجزائري كريستيان غوركوف إن علامات علامات النضج بالنّسبة لتشكيلة (الخضر) ظهرت بعد تسجيل المنتخب الإثيوبي هدف السبق بدليل أن اللاّعبين لم يتأثّروا ولعبوا بنفس الطريقة التي أثمرت العودة في النتيجة، (وكان بإمكاننا تسجيل أكثر من ثلاثة أهداف قبل صفّارة نهاية الشوط الأوّل)، على حدّ قول المدرّب غوركوف الذي اعترف بتراجع مستوى بعض اللاّعبين في المرحلة الثانية من زمن المباراة، مؤكّدا أنه سيضع زملاء اللاّعب المتألّق ياسين براهيمي أمام حتمية الاستثمار في كافّة مؤهّلاتهم من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في المباراة المقبلة أمام المنتخب المالي وبلوغ مسعى إنهاء تصفيات (كان) 2015 دون تسجيل أيّ هزيمة بالرغم من صعوبة المأمورية أمام منافس لا خيار أمامه سوى الفوز للظفر بتأشيرة التأهّل إلى الطبعة النّهائية.
العودة إلى التدريبات بمعنويات عالية تواصل التشكيلة الوطنية تحضيراتها بمعنويات عالية جدّا تحسّبا لخوض آخر مباراة من تصفيات (الكان) أمام المنتخب المالي المبرمجة -كما هو معلوم- بعد غد الأربعاء في ملعب (باماكو)، وهي الخرجة التي ستكون بمثابة اختبار صعب للناخب الوطني كريستيان غوركوف للتأكيد بقوة الميدان أنه يمتلك الكفاءة التي من شأنها أن تساهم في وضع كتيبة (الخضر) في موقع قوة لبلوغ مسعى صعود منصّة التتويج باللّقب القارّي بعدما كان يأمل في أن تجرى بالمغرب لأسباب منطقية تعزّز أكثر من حظوظ المنتخب الوطني لانتزاع التاج القارّي. ومن المنتظر أن يُحدِث الناخب الوطني غوركوف بعض التغييرات الطفيفة على مستوى التشكيلة الأساسية بعودة الحارس رايس مبولحي الذي سيستعيد مكانته الأساسية بعد تأكّد استحالة تجديد الثقة في الحارس محمد لمين زماموش الذي ضيّع فرصة كسب ثقة الطاقم الفنّي بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها في مباراة أوّل أمس أمام المنتخب الإثيوبي، فيما ينتظر أن يمنح غوركوف الفرصة للمهاجم بغداد بونجاح من أجل الوقوف على جاهزيته والفصل في ضمّه من العدم ضمن القائمة الرسمية للاّعبين الذين سيختارهم الطاقم الفنّي للدفاع عن راية الجزائر في طبعة غينيا الاستوائية. الفيفا سلّطت الضوء على اعتزاله بوفرة يودّع الخُضر بالدموع خاض المدافع الأنيق في صفوف المنتخب الوطني مجيد بوفرة آخر مباراة رسمية له بألوان (الخضر) بمشاركته بديلا في مباراة أوّل أمس أمام المنتخب الإثيوبي، معلنا عن اعتزاله اللّعب دوليا بعد مسيرة امتدّت لعشر سنوات كاملة قدّم فيها الماجيك الكثير من الفرح لعشّاق (محاربي الصحراء)، حيث كانت العشرون الدقيقة التي لعبها في الخرجة ما قبل تصفيات (الكان) الأخيرة في المسار الكبير لصاحب الهدف الشهير في شباك حارس مرمى منتخب كوت ديفوار بتاريخ 25 جانفي 2010 بعد مسيرة طويلة، وهو القرار الذي ركّز عليه موقع هيئة (الفيفا) بحكم أنه أتى مفاجئا للاّعب السابق لغلاسكو رانجرز الاسكتلندي كونه كشف سابقا أنه اتّخذ قرار الاعتزال دوليا بعد المشاركة مع (الخضر) في طبعة كأس إفريقيا للأمم 2015. وأضاف اللاّعب المتخلّق مجيد بوفرة بكثير من التأثّر قائلا: (عشت لحظات لن أنساها مع منتخب بلادي، أجملها ذكريات أبدية في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، وأنا مسرور جدّا بدفاعي عن ألوان أمّي الجزائر التي سخوض نهائيات كان 2015 في غينيا الاستوائية بشعار التتويج باللّقب القارّي أكثر من ضروري رغم صعوبة المأمورية التي تنتظر زملائي الذين حتما سيبذلون كلّ ما في وسعهم للذهاب إلى أبعد ممّا يمكن في هذه الطبعة القارّية). وللتذكير، دافع اللاّعب مجيد بوفرة وهو من مواليد 7 أكتوبر 1982، عن ألوان المنتخب الوطني الجزائري في 66 مقابلة، سجّل فيها أربعة أهداف، كما دافع أيضا عن ألوان المنتخب الوطني الأولمبي في ثلاث مقابلات في سنة 2003، ويلعب حاليا في نادي الفجيرة الإماراتي بعدما صنع الكثير في ملاعب فرنسا، إنجلترا، اسكتلندا وقطر. براهيمي: سنخوض مباراة مالي بعقلية الفوز أبدى صانع ألعاب التشكيلة الوطنية سعادته التامّة بمساهمته في تحقيق الفوز الخامس على التوالي، والذي اعتبره مُهمّا جدّا للبقاء في سكّة الانتصارات المتتالية، موضّحا أن إبقاء نفس اللاّعبين ضمن التشكيلة الأساسية يعدّ قرارا صائبا من الناخب الوطني كريستيان غوركوف لأنه -كما قال براهيمي- (سمح لنا بالحصول على آليات تنسيق أكثر بيننا نحن اللاّعبون، وكان علينا أن نثبت أننا محترفون في هذه المباراة مع أننا متأهّلون، وقد أثبتنا ذلك من خلال عودتنا في النتيجة وخلق العديد من الفرص المتاحة لتسجيل أكثر من ثلاثة أهداف)، واعدا بهزم المنتخب المالي وإنهاء تصفيات (الكان) دون أيّ هزيمة. من جانبه، أوضح وسط ميدان تشكيلة (الخضر) سفيان فغولي الذي كان وراء توقيع هدف التعادل في مباراة إثيوبيا أن اللاّعبين أبانوا عن نضج كبير في اللقاء، خاصّة بعد الهدف الذي وقّعه الزوّار في الشوط الأوّل، مضيفا بقوله: (قدّمنا مباراة جيّدة، حيث رفعنا مستوى لعبنا وقدّمنا نسوجا كروية أعتقد أنها أمتعت الحضور، وأظنّ أننا كنّا أفضل بكثير من المنافس الذي رضخ للأمر الواقع بدليل أنه كان بمقدورنا إضافة هدفين أو ثلاثة آخرين، ويبقى الفوز هو المهمّ في مباراة مثل التي لعبناها)، مؤكّدا اللاّعب المرشّح لانتزاع جائزة أفضل لاعب في القارّة السمراء سفيان فغولي عزم كتيبة (الخضر) على البقاء بنفس المستوى في طبعة (كان) 2015. الحسم في قائمة الكان مع نهاية الشهر الجاري يعتزم الناخب الوطني الفصل بصفة نهائية مع نهاية شهر نوفمبر الجاري في أسماء اللاّعبين الذين سيكون لهم شرف الدفاع عن راية الجزائر في الطبعة النّهائية لكأس أمم إفريقيا 2015 المقرّرة بغينيا الاستوائية بغرض الشروع مبكّرا في التحضيرات بأكثر جدّية تماشيا وكون التقني الفرنسي حسم بنسبة كبيرة في القائمة الرسمية بعد تأكّده من أنه من الضروري الحفاظ على استقرار التشكيلة الأساسية التي كانت وراء افتكاك تأشيرة التأهّل بقوة تصدّر المجموعة الثانية، الأمر الذي جعله يتراجع عن قرار الاستعانة بخدمات بعض اللاّعبين الذين كانوا مرشّحين لخوض غمار التصفيات. وحسب ما علمناه فإن مدرّب (الخضر) غوركوف ما يزال يأمل في الاستفادة من خدمات اللاّعب المتألّق في البطولة الفرنسية نبيل فقير على أساس أنه يمتلك المؤهّلات التي من شأنها أن تعزّز أكثر حظوظ المنتخب الوطني الجزائري للعودة من غينيا الاستوائية بلقب مونديال القارّة السمراء.