هاجس معاناة المعتمرين في أذهان الحجّاج عشية عودتهم سجّلت البعثة الجزائرية بالمملكة السعودية وفاة 16 حاجّا جزائريا حسب آخر حصيلة مسجّلة إلى غاية يوم أمس، في حين ستنطلق أوّل الدفعات في العودة إلى أرض الوطن ابتداء من يوم غد الأحد الموافق ل 21 نوفمبر أمام مخاوف الحجّاج بشأن هاجس تكرار سيناريو تأجيل رحلات الطائرات، ممّا أثّر سلبا على المعتمرين الجزائريين خلال الأشهر الماضية نتيجة الازدحام الذي شهده مطار جدّة وطول مدّة انتظارهم به، ممّا كلّفهم متاعب ومشاق كبيرة أدّت إلى تسجيل العديد من حالات الإغماء والإعياء وسط المسنّين· قال بربارة رئيس البعثة الجزائرية إنه من بين 16 حالة وفاة ثلاثة منها من الرّعايا الجزائريين المقيمين في الخارج، حيث سجّلت 8 حالات أثناء أداء مناسك الحجّ بكلّ من عرفة، مِنى والمزدلفة خلال الأيّام الثلاثة الأخيرة، مضيفا أن كلّ حالات الوفاة كانت نتيجة لأمراض مزمنة وليست لها علاقة بالتدافع والازدحام الذي وقع أثناء التنقّل من عرفة إلى مِنى· أمّا بخصوص الاكتظاظ داخل المخيّمات الجزائرية بمِنى أوضح بربارة أنه حصل ذلك بسبب اقتحام الحجّاج الأحرار للمخيّمات، مبيّنا من جهة أخرى أن مشكلة الإسكان تبقى نقطة سوداء إلى أمد بعيد ومطروحة بحدّة بسبب الحيّز المكاني الضيّق الذي لا يمكنه استيعاب أكثر من مليون ونصف حاجّ حسب السلطات السعودية· من جهة أخرى، أكّد رئيس البعثة الجزائرية إلى البقاع المقدّسة أن تعليمات صارمة قد أعطيت لعدم خروج الحجّاج الجزائريين بواسطة الحافلات من الجمارات إلى مكّة المكرّمة، ممّا أدّى إلى وقوع أحداث مؤسفة نتيجة الأمطار الغزيرة التي تهاطلت يوم الخميس بأماكن الشعائر الدينية ومكّة المكرّمة· وبخصوص حالة التدافع التي سجّلت خلال هذا الموسم أشار بربارة إلى أن هذه الحالة لم تحصل منذ 1982، ووقعت بسبب العدد الهائل من الحجّاج الذي فاق ال 4 ملايين· أمّا عن عودة الحجيج إلى أرض الوطن فقد أكّد المتحدّث ذاته أن أوّل الدفعات ستنطلق في ال 21 من الشهر الجاري في الوقت الذي تتّجه فيه آخر دفعات الحجّاج الذين وصلوا إلى البقاع المقدّسة نحو المدينة المنوّرة لأداء الزيارات قبل العودة إلى أرض الوطن· ويبقى هاجس الانتظار لساعات طوال بمطارات السعودية بسبب اضطراب الرّحلات الجوّية إلى أرض الوطن الشبح الرئيسي الذي يطارد الحجّاج الجزائريين، خاصّة وأن المواسم الماضية اتّسمت ببعض المشاكل في عودة الدفعات بانتظام أين وجد البعض أنفسهم مجبرين على ملازمة أهاليهم، في حين ضيّع البعض الآخر حمولتهم في رحلة أخرى بعدما وصلوا من دونها، ممّا دفعهم إلى العودة بعد أيّام إلى المطار لأخذها، في حين يذكر البعض أنهم أجبروا على النّزول بمطارات جهوية ثمّ العودة إلى مطار هوّاري بومدين بسبب نقص رحلات الخطوط الجوّية الجزائرية، ناهيك عن حادثة طول انتظار الحجّاج الجزائريين بمطار جدّة موسم 2008 لأكثر من عشر ساعات في قاعات الانتظار ومواقف السيّارات نتيجة لازدحام الطائرات بمدرج المطار، فضلا عن تأجيل مواعيد عشرات الرّحلات للحجّاج الجزائريين من مطار جدّة والمدينة المنوّرة، ممّا أسفر عنه حالات إغماء وإعياء وضجر وسط هؤلاء الذين لم يكن يهمّهم في تلك اللّحظة سوى الرّاحة ورؤية الأهل والأحباب· *** موسم حجّ بلا أمراض وبائية أعلن وزير الصحّة السعودي عبد اللّه الربيعة يوم الخميس سلامة حجّ هذا العام وخلوّه من تفشّي الأمراض الوبائية أو المحجرية، وأكّد أن حجّاج بيت اللّه الحرام يتمتّعون بصحّة وعافية· وقال الربيعة في بيان له إن وزارة الصحّة سخّرت إمكاناتها التقنية والبشرية كافّة للحفاظ على صحّة وسلامة الحجّاج وتوفير أجواء صحّية ملائمة وقامت بالعديد من الإجراءات والاحترازات للاستعداد لحجّ هذا العام، وأوضح أن من أهمّ تلك الإجراءات الترصّد الوبائي المبكّر في جميع المنافذ الجوّية والبرّية والبحرية التي يصل عن طريقها الحجّاج لاكتشاف الحالات المشتبة فيها والتعامل الفوري معها وإدخال العديد من برامج نظم المعلومات مثل نظام المتابعة بالكاميرات الإلكترونية عن بعد لجميع المستشفيات بالمشاعر المقدّسة وتقديم خدمات الغسيل الكلوي في جميع مستشفيات المشاعر المقدّسة وأجهزة التنظير التداخلي للجهاز الهضمي· وكانت وزارة الصحّة السعودية قد حدّدت في بداية موسم الحجّ لهذا العام الشروط الصحّية الواجب توفّرها في المتقدّمين للعمرة والحجّ، ودعت الجهات المعنية إلى تعميمها على السفارات وممثّلياتها في الخارج للارتكاز عليها عند منح تأشيرات العمرة والحجّ· ووفق الوزارة فإن الشروط الصحّية لهذا العام ركّزت على عدّة محاور وهي الحمّى الصفراء والحمّى المخّية الشوكية وشلل الأطفال والتطعيم ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية، وأوصت الحجّاج القادمين من الخارج لأداء فريضة الحجّ بضرورة التطعيم بلقاح الأنفلونزا الموسمي، خصوصا المصابين بأمراض مزمنة