أسفرت الأربعاء، التحقيقات حول "الحجاج المصابين بالأمراض العقلية والعضوية المزمنة الخطيرة" عن اشتمال الدفاتر الصحية لخمسة حجاج مرضى على تقارير طبية تمنعهم من أداء مناسك الحج، إلا أن الحجاج تمكّنوا من السفر إلى البقاع المقدسة، كما سجلت مستشفيات المملكة العربية السعودية دخول 130 حاجا جزائريا قصد العلاج وإجراء عمليات جراحية معقدة خلال موسم حج 2008. * وكشف الدكتور عبد القادر قنار، رئيس البعثة الطبية بالبقاع المقدسة في تصريح ل"الشروق اليومي" أن 5 حجاج مصابين بأمراض خطيرة تحُول دون أدائهم لمناسك الحج لما يُشكّله المجهود غير العادي والإرهاق الشديد في ظل الاكتظاظ الخانق، خاصة في المشاعر ب"منى" و"عرفة" من خطر على حياتهم تم خضوعهم للفحص الطبي القبلي من قبل اللجان الطبية الولائية التي تفحص الحجاج الجزائريين قبل مغادرتهم أرض الوطن، حيث تضمنّت التقارير الطبية الولائية منع هؤلاء الحجاج الخمسة من السفر إلى البقاع المقدسة وفق تبريرات علمية، كما تضمّنت دفاترهم الصحية ملاحظات تشير إلى ضرورة منعهم من السفر قصد أداء مناسك الحج مع تحديد نوع الأمراض الصحية التي يعانون منها. * وأشار المتحدث إلى أن الحجاج الخمسة تمكّنوا من التسلل وسط الحشود في مطار الجزائر الدولي والمطارات الجهوية في الجزائر والانفلات من مراقبة الدفاتر الصحية بالمطار، حيث لم يتم اكتشاف إصابتهم بأمراض عقلية وعضوية خطيرة إلا بمجرد الوصول إلى البقاع وخضوعهم الإجباري للفحص الوقائي من قبل البعثة بالمركز الرئيسي للفحص أو المركزين الفرعيين بمكةالمكرمة، وتم حينها إعادة ترحيل 13 حاجا بصورة تلقائية ومباشرة إلى الجزائر، ولاتزال التحقيقات متواصلة قصد تحديد المسؤولين الحقيقيين عن تسهيل مهمة سفرهم إلى البقاع المقدسة، وكشف الأطباء المسؤولين، حيث لم يستبعد "بربارة الشيخ" مدير الديوان الوطني للحج والعمرة تواطؤ بعض الأطباء في اللجان الولائية مع الحجاج المرضى وعدم التبليغ عنهم من باب المحاباة والتعاطف السلبي. * كما أُدخل أكثر من 130 حاجا جزائريا إلى مستشفيات مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمراكز الصحية المتخصصة ب"عرفة" و"منى" طيلة موسم حج 2008 قصد الاستفادة من علاج متخصص وعمليات جراحية يتعذر على مراكز البعثة الطبية علاجها لنقص الوسائل والتجهيزات المتطورة، حيث خضع 7 حجاج جزائريين مصابين بالقصور الكلوي لبرنامج "تصفية الدم" بشكل دوري طيلة تواجدهم بالبقاع، في حين استفاد حوالي 4 حجاج من عمليات جراحية، كما وضعت حاجة جزائرية حملها بمستشفى مكةالمكرمة بعد إتمامها للمناسك، في حين لاتزال أخرى تحت العناية المركزة بذات المستشفى، وعلّق الدكتور قنار على هذه المعطيات بقوله: "مراكز البعثة الطبية بالبقاع المقدسة عملت منذ وصولها على توفير أحسن رعاية صحية للحجاج الجزائريين الذين يتجاوز سن 75 بالمائة منهم 60 سنة، وأغلبهم مصابون بأمراض مزمنة"، مضيفا "إلا أن بعض المضاعفات الخطيرة تتطلب منا تحويلهم إلى مستشفيات مكةالمكرمة لتوفر الأجهزة الضخمة والمتخصصة"، كما أكد ذات المتحدث: "حقيقة، أدخل مئات الحجاج الجزائريين إلى مستشفيات المملكة خلال موسم الحج، إلا أن اليوم لا يوجد إلا 14 حاجا جزائريا بالمستشفيات تعّذر علينا ترحيلهم لخطورة حالتهم وهم تحت المراقبة". * * رحلات تأجلت 28 ساعة وحجاج ينامون على الكراسي * * ارتفاع حصيلة الوفيات وسط الحجاج الجزائريين إلى 23 حاجا * * كما ارتفعت الأربعاء، حصيلة الوفيات وسط الحجاج الجزائريين إلى 23 حاجا بعد أن لفظ حاج جزائري في 84 من العمر آخر أنفاسه بمستشفى مكةالمكرمة، كما توفيّ أول أمس حاجين جزائريين في السبعين من العمر بأحد فنادق "مكةالمكرمة"، حيث وصف التقرير الطبي الوفاة بالطبيعية في حين لا يزال آلاف الحجاج الجزائريين ينامون على كراسي ومقاعد قاعة الانتظار بمطار "جدة" بعد أن تجاوزت مدة تأجيل مواعيد الرحلات بعشرين ساعة. * كما أوضح التقرير المفصل للبعثة الطبية بالبقاع المقدسة حول وفاة الحاج الجزائري ذو 84 سنة بمستشفى مكةالمكرمة إثر وعكة صحية على مستوى القلب خاصة وأنه كان يعاني من مرض القلب قبل وصوله إلى البقاع المقدسة، وتضمن التقرير أن ارتفاع عدد الوفيات في وسط الحجاج مردّه إلى الإرهاق الكبير الذي يعاني منه الحجاج المسنون والمصابون بأمراض مزمنة إثر انقضاء مناسك "الحج" والإجهاد النفسي والبدني خلال الانتظار لساعات طوال بمطار "جدة" نظرا للاكتظاظ وتأجيل رحلات العودة لمختلف الاتجاهات. * ولا تزال التحقيقات مستمرة بخصوص وفاة حاجين آخرين بمقر إقامتهما في احد فنادق "مكةالمكرمة'، حيث وصّف الدكتور عبد القادر قنار رئيس البعثة الطبية بالبقاع المقدسة الوفاة بالطبيعية إلا أنه أكد أن مراجعة الدفاتر الصحية للحجاج المتوفين وتقارير الفحوص الطبية القبلّية والوقائية قصد معرفة أكثر تفاصيل عن الظروف الصحية للحجاج المتوفين. كما أشار إلى إخضاع البعثة الطبية كل الحجاج الجزائريين المتبقين في البقاع المقدسة إلى الفحص الطبي سواء أكانوا حجاجا تابعين للبعثة او الوكالات الخاصة أو أحرار حيث بلغت الفحوصات الطبية منذ بداية الموسم 36748 فحص طبي. * وتوقّع عبد القادر سدار يعقوب ممثل الخطوط الجوية الجزائرية بالمملكة العربية السعودية والمشرف المباشر عن تأطير رحلات الحجاج الجزائريين في اتصال من مطار "جدة" بداية انخفاض حدة الازدحام الخانق بمدرج الطائرات لمطار الحجاج "جدة" ابتداء من الأسبوع القادم بعد أن تأثرت مئات شركات الطيران العالمية بالأزمة الخانقة ولجأت لتأجيل مواعيد رحلات العودة للحجاج، وأردف قائلا "المشكل اليوم أن كل الرحلات تأثرت بأزمة الاكتظاظ حيث تضاعفت ساعات الانتظار في المطار إلى عشرين ساعة في بعض الأحيان خاصة الرحلات المتوجهة لمطار عنابة سجلنا فيها تأخير بأزيد من 15 ساعة"، مفندا كل الإشاعات حول تخلي أعضاء البعثة على الحجاج في مطار "جدة" بقوله "تأخر الرحلات أمر خارج عن نطاقنا ولكن نسعى إلى التكفل بالحجاج قد المستطاع بتوفير وجبات غذائية وزرابي للنوم". *