وقَّعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، على ورقة عمل لحزبها الحاكم تنص على عدم التسامح بعد الآن مع رافضي الاندماج من المهاجرين، وتضع شروطاً لقبولهم في المجتمع، إن لم يقبلوها تعرضوا لفقد حق العمل والإقامة· وفي هذا الصدد طالبت المستشارة الألمان بالدفاع بقوة عن المبادئ المسيحية لأن ضعف المسيحية وليس قوة الإسلام هو السبب وراء الجدل الدائر في بلادها حول مشكلة دمج الإسلام والمهاجرين المسلمين في الحياة العامة، على حد قولها· وفي المؤتمر السنوي لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تترأسه ميركل بمدينة كارلسروه، مساء الثلاثاء 16-11-2010، بدا اعتزام الحزب انتهاج خط متشدد تجاه رافضي الاندماج، حيث وقعت ميركل على ورقة عمل وافق عليها الحزب بالإجماع تنص على عدم التسامح بعد الآن مع رافضي الاندماج، وكذلك عدم القبول بعد الآن بوجود مجتمعات متوازية داخل المجتمع الألماني، في إشارة إلى المجتمعات المهاجرة ذات الهوية المميزة عن المجتمع الألماني، وخاصة المهاجرين المسلمين· وربط الحزب عملية الاندماج بعدة شروط يلزم على المهاجرين الوفاء بها، أولها أنه من أراد أن يصبح ألمانياً فعليه، إلى جانب معرفة اللغة الألمانية، ضرورة أن يكون على دراية بنظامنا القضائي وثقافتنا وتاريخنا، وحذر المهاجرين الذين لا يلتزمون بهذه الواجبات من إمكانية فقدانهم لحق الإقامة والعمل، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الألمانية· ومع ذلك أعرب الحزب عن ترحيبه بالمهاجرين الراغبين في الاندماج في المجتمع فبلادنا تستفيد من المهاجرين الذين يعملون هنا، ويبذلون الجهد في خدمة مجتمعنا، واعداً بإنشاء ثقافة ترحيب بهؤلاء، يتم من خلالها تسهيل الاعتراف بشهادتهم التي حصلوا عليها في أوطانهم بدون الإضرار بمصلحة العاملين المتخصصين من الألمان· واشتملت الورقة كذلك على الاعتراف باقتصاد السوق الاجتماعي وتعزيز الأمن الداخلي في البلاد وكذلك الإشارة إلى التقاليد المسيحية اليهودية كثقافة رائدة في البلاد· وأعلنت المستشارة الألمانية ثلاثة أهداف للاندماج خلال السنوات الخمس المقبلة، وهي تقديم دورات للاندماج لجميع المهاجرين، وتعليم الأطفال اللغة الألمانية قبل دخولهم المدرسة، وخفض عدد المتسربين من المدارس بين المهاجرين إلى معدل المتسربين من الألمان· ويمثل المسلمون نحو 5% من إجمالي سكان ألمانيا البالغ عددهم نحو 80 مليون نسمة بحسب إحصاءات حكومية· ضعف المسيحية وفي الكلمة التي ألقتها أمام المؤتمر السنوي لحزب قالت ميركل: نحن لا نعاني من قوة الإسلام بل من ضعف المسيحية· فلا يوجد في ألمانيا حالياً نقاشات جدية حول الرؤية المسيحية للإنسانية· وشددت المستشارة على أنها تأخذ على محمل الجد الحوار الدائر في ألمانيا حاليا حول الإسلام والهجرة، معتبرة أن مناقشة موضوع الهجرة الأجنبية وعلى وجه الخصوص هجرة أولئك الذين يدينون بالإسلام تعتبر فرصة للحزب (المسيحي المحافظ) للدفاع بثقة عن مبادئنا التي نقتدي بها، وعقيدتنا اليهودية- المسيحية، وإجراء مزيد من الحوارات العامة حولها لنتمكن من تعزيز تماسك مجتمعنا· وكانت ميركل صرحت الشهر الماضي بأن تجربة التعدد الحضاري والاندماج في ألمانيا فشلت، وهو ما أثار ردود فعل متباينة في المجتمع الذي تتصاعد فيه خلال الأشهر الأخيرة لهجة مناوئه للمهاجرين بحجة الخوف من أسلمة ألمانيا· وتلقى آراء ميركل بشأن قضية اندماج المهاجرين تأييداً واسعاً في حزبها الذي أعاد في المؤتمر انتخابها رئيسةً له بحصولها على 90.4% من إجمالي 931 صوتاً، في انتخابات لم يترشح فيه غيرها· وهي رئيسة للحزب منذ عام 2000، ومستشارة لألمانيا منذ عام 2005·