حثّت المستشارة الألمانية، إنجيلا ميركل، المشاركين في الجدل حول قضية دمج الإسلام في الحياة العامة، على الدفاع بقوّة أكبر عن المبادئ المسيحية، قائلة إنّ البلاد ''لا تعاني من وفرة الإسلام قدر ما تعاني من انحسار المسيحية''. وقالت المستشارة الألمانية في كلمة ألقتها في مؤتمر حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي إنّها تأخذ مأخذ الجد الحوار الدائر في ألمانيا حاليًا حول الإسلام والهجرة. وكانت ميركل قد صرّحَت في الشهر الماضي بأنّ تجربة التعددية الحضارية قد فشلت فشلاً ذريعًا في ألمانيا. وكان عدد من حلفاء ميركل المحافظين قد ذهبوا إلى أبعد من ذلك بالدعوة إلى إيقاف الهجرة إلى ألمانيا من الدول ذات ''الحضارات الغريبة'' في إشارة إلى الدول الإسلامية بشكل عام وتركيا بشكل خاص، وإلى الضغط على المهاجرين الموجودين منهم في ألمانيا فعلاً لإجبارهم على الانصهار في المجتمع الألماني. وقالت ميركل في كلمتها أمام مؤتمر الحزب السنوي المنعقد في مدينة كارلزروه إنّ مناقشة موضوع الهجرة الأجنبية ''وعلى وجه الخصوص هجرة أولئك الّذين يدينون بالإسلام'' تعتبر فرصة للحزب للدفاع بثقة عن مبادئه. وأضافت: ''لا نعاني من وفرة الإسلام بل من قلّة المسيحية. لا توجد في ألمانيا حاليًا نقاشات جدية حول الرؤية المسيحية للإنسانية''. ومضَت ميركل للقول إنّ ألمانيا بحاجة إلى المزيد من الحوارات العامة الّتي تتناول ''المبادئ الّتي نقتدي بها وتقاليدنا اليهودية - المسيحية. علينا التّأكيد عليها بثقة لأجل أن نتمكّن من تعزيز تماسك مجتمعنا''. تجدر الإشارة أنّ المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل كانت أكّدت في تصريحات مثيرة إلى ''الفشل الذريع لسياسة اندماج الأجانب'' في المجتمع الألماني، ومطالبة شريكها في الحكم زعيم الاتحاد الاشتراكي المسيحي هورست سيهوفر بوقف قبول ألمانيا المزيد من المهاجرين من تركيا والعالم العربي. وردًا على هذا الجدل المتنامي بشأن الإسلام والمسلمين بشكل عام في ألمانيا، نقلت ذي أبزورفر عن الأمين العام للمجلس المركزي لمسلمي ألمانيا نورهان سولكان قولها إنّها ''تحس بالرعب'' بسبب ما وصل إليه هذا الجدل، قائلة: ''يكفيك اليوم أن تُسيء قليلاً في الطريقة الّتي توقف بها سيارتك، كي تأتي إحدى العجائز وتصرخ في وجهك قائلة ''من الأفضل لك أن تعود من حيث أتيت''.