أبدت الولاياتالمتحدة قلقها من فرض بعض البلدان الأوروبية تدابير قاسية تحد من الحريات الدينية ضد المسلمين، وذلك في بادرة نادرة وضعت هذه البلدان جنباً إلى جنب مع عدد من الدول العربية والإسلامية والآسيوية التي اعتادت واشنطن على انتقادها في تقريرها السنوي عن أحوال الحريات الدينية في العالم· وفي التقرير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية لهذا العام جددت الوزارة انتقادات شبه سنوية لعدد من الدول على رأسها إيران وكوريا الشمالية والصين والسعودية والسودان ومصر، وإن أشارت لوجود بعض التحسن في تقارير بعضها· وفي المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، للإعلان عن صدور التقرير قالت: إن الحرية الدينية حق أساسي من حقوق الإنسان، وعنصر أساسي في أي مجتمع مستقر ومسالم ومزدهر· وفي إشارة نادرة تحدث التقرير عن تراجع حرية التعبير الدينية في بلدان أوروبية، خاصةً فرنسا التي أقر فيها مشرعون قوانين تحظر على المسلمات ارتداء النقاب، وسويسرا التي أقر الناحبون فيها قانوناً يحظر على المسلمين بناء مآذن في مساجدهم· وقالت كلينتون في هذا الصدد: فرضت عدة بلدان أوروبية قيوداً قاسية على حرية التعبير الدينية، محذرةً من أن الضرر المستمر الناجم عن عدم التسامح وانعدام الثقة في أوروبا يُلحق ضرراً بالحريات الدينية مثلما تسببه أعمال الحكومات التسلطية أو الجماعات المتطرفة· وبالمثل قال مايكل بوزنر، أكبر مسؤول في وزارة الخارجية عن الديمقراطية وحقوق الإنسان: إن التوترات الدينية المتزايدة في أوروبا أثارت انزعاج المسؤولين الأمريكيين الذين يحثون الحكومات الأوروبية على احترام حقوق المسلمين والأقليات الدينية الأخرى في ظل الخوف العام المتزايد من الإسلام (الإسلاموفوبيا) في أوروبا· وقال بوزنر من المؤكد أن هناك حساسية وتوترا متزايدين في أوروبا·· ونحن الأوروبيون مرة أخرى علينا اتخاذ كل إجراء لتهدئة ذلك التوتر· وفي هذا الصدد لفت بوزنر إلى أن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا بشكل محدد مع نظرائهم في سويسرا بشأن موضوع حظر بناء المآذن، ومع نظرائهم في فرنسا كذلك حول حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة· وللمفارقة فإن التقرير الذي يقيم الحريات الدينية في العالم يصدر في الوقت الذي تشكو الأقلية المسلمة في الولاياتالمتحدة نفسها من تزايد التمييز العنصري بحقها، خاصةً بعد الجدل حول بناء المركز الإسلامي بالقرب من منطقة غراوند زيرو في نيويورك· الأكثر سوءاً وأورد التقرير كوريا الشمالية وإيران وميانمار والصين والسودان وأريتريا والسعودية وأوزبكستان ضمن قائمة البلدان الأكثر إساءة للحرية الدينية، مكررا الانتقادات التي توجهها الولاياتالمتحدة في كل عام تقريبا· بينما ورد ذكر الصين في التقرير بسبب ما وصفه بالقمع المستمر لأتباع الدلاي لاما في إقليم التبت، وقمع المسلمين الإيغور في إقليم تركستان الشرقية شينغ يانغ المسلم في غرب البلاد الذي شهد موجة من أعمال العنف في جويلية الماضي بين الشرطة الصينية ومسلمي الإقليم· ويقدم التقرير الأميركي السنوي الذي يعتمد على مصادر تشمل صحافيين وأكاديميين ومنظمات غير حكومية وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وجماعات دينية، قائمة طويلة بالانتكاسات والتحسينات في الحريات الدينية في أرجاء العالم·