لقي عشرات المدنيين مصرعهم في هجوم جديد لجماعة (بوكو حرام) الإسلامية المتشددة في مدينة شاني بولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا، حسب ما أفاد به شهود عيان، لوكالات الأنباء. وفقا لشهود عيان، فإن أكثر من 30 مسلحا من بوكو حرام يستقلون دراجات نارية اقتحموا مدينة شاني ذات الأغلبية المسيحية جنوب ولاية بورنو مساء أمس الأول، وقاموا بقتل المدنين. ولم تعلن السلطات النيجيرية عن أعداد القتلى في أحدث هجوم لهذه الجماعة بعد يوم دام الجمعة هو الأعنف منذ أشهر، على إثر هجوم لمسلحيها على أكبر مساجد ولاية كانو الواقعة بشمال البلاد، حيث راح ضحيته أكثر من 120 قتيل وما لا يقل عن 270 مصاب. إلى ذلك، أكد مصدر عسكري، لم يكشف عن هويته، وقوع الهجوم، مشيرا إلى أن المسلحين أحرقوا مركزا للشرطة وغيره من المباني العامة، وهو ما يعد ضعفا عسكريا، حسب خبراء، للتصدي لهذه الجماعة التي أرقت الحكومة طيلة خمس سنوات. ويعتبر هذا الهجوم الثالث الذي تقوم به جماعة أبي بكر الشكوي المتطرفة ضد شاني التي تتقاسم الحدود مع مناطق بولاية أداماوا، منذ عام 2009 عندما بدأ يتصاعد التوتر في ولاية بورنو. ويرى مراقبون أن استمرار الهجمات بهذا المنسوب من قبل الحركة الإسلامية المتشدّدة ينمّ عن ضعف في أجهزة الأمن والمؤسسة العسكرية النيجيريتين اللتين تحاولان طرد المسلّحين من المناطق التي تسطير عليها دون جدوى. كما يستبعد هؤلاء المراقبون أن تطرد الحكومة باستراتيجيتها الراهنة في مكافحة الإرهاب، مسلّحي (بوكو حرام)، إذ باتت تؤرّق المسؤولين في نيجيريا وكذلك جيرانها، الأمر الذي انعكس سلبا أيضا على حلفائها الغربيين الذين يدعمونها في حربها ضدهم. وجراء ذلك، انتقدت ياوندي السياسة التي تتبعها أبوجا في حربها ضد الإسلاميين، حيث قال ضابط كبير في الجيش الكاميروني: (نحن منزعجون لأننا نخوض هذه الحرب بمفردنا). وحسب الإحصائيات الرسمية للسلطات النيجيرية فإنه تم تسجيل منذ مطلع الشهر الجاري نحو 300 قتيل مدني في نيجيريا إثر هجمات إرهابية نفذها مسلحو بوكو حرام التي أصبحت تعوّل على النّساء في هجماتها.