يقع الفرع البلدي القندوزة إلى الجنوب الشرقي، على بعد 18 كلم من سيدي بايزيد، بدائرة دار الشيوخ. ويقطن به نحو 1200 نسمة على مساحة تتجاوز ال 1000 هكتار، تجمع بين الطابع الجبلي ذي التضاريس الوعرة والطابع السهلي السهبي الذي يسمح باستصلاح فلاحي ناجح ويشجع على تربية الماشية، لو وجدت دعما أو مساعدة خاصة في أساس الحياة وسر وجودها المتمثل في الماء الذي ينعدم بالمنطقة. وهو ما جعل السكان يقطعون مسافة 17 كلم يوميا نحو بلدية دار الشيوخ، عاصمة الدائرة، أو إلى بلدية سيدي بايزيد، لملء صهاريج تجرها الجرارات مقابل 700 دينار للصهريج الواحد، يغطي حاجاتهم اليومية وحاجة أغنامهم، وفي هذا معاناة كبيرة دائمة لا سيما لدى الأسر الفقيرة التي تجد نفسها مجبرة على شراء الماء للشرب. وإلى جانب ذلك ما زالت المدرسة التي قام الإرهاب بحرق جزء منها مع نهاية 1997 تعاني، كما لا زال نحو 50 تلميذا يدرسون في اكتظاظ كبير. أما المتمدرسون في التعليم المتوسط والثانوي فليس أمامهم سوى التنقل إلى عاصمة الدائرة بدار الشيوخ مشيا أو استغلال ما يمر عليهم من وسائل النقل للوصول إلى مؤسساتهم ، في غياب نقل مدرسي خاص، رغم أن عددهم يقارب الثمانين تلميذا. وهو ما يدفع بالكثيرين منهم إلى التسرب خاصة لدى الإناث، أو يفرض على البعض البقاء عند أقاربهم. أما قاعة العلاج فلا تعمل إلا بممرض وحيد دون زميل يداوم معه أو طبيب يشرف على صحة عشرات الأسر هناك. كما تنعدم بالقاعة بعض الوسائل الضرورية للعلاج أو حتى الأدوية الخفيفة الخاصة بالاستعمالات الأولية، أما مكتب البريد فيبقى عمله مقتصرا على تسديد منح المسنين والعاملين في الشبكة الاجتماعية وغيرها . وأمام هذه الأوضاع طالب سكان الفرع بتحسين أوضاعهم وترقية منطقتهم من خلال توفير الآبار وبناء مدرسة وتحسين الظروف الصحية. وقد قالوا لنا في هذا الصدد إنهم تلقوا الوعود تلو الأخرى أيام الحملات الانتخابية “وبمجرد أن انفضت طويت المنطقة في صفحة النسيان”، رغم أن أهلها ضحوا في سنوات الجمر وعاشوا تراجيديا التقتيل الجماعي في مجزرة أتت على 18 فردا دفعة واحدة نهاية 1997، فضلا عن الحرق والتخريب. وهو ما جعلهم يفرون إلى داخل المدن بدار الشيوخ أو سيدي بايزيد وما جاورها. وحين هدأت الأوضاع عادوا إلى أرضهم الأم، يحذوهم الأمل الكبير في تحسن ظروفهم وأوضاعهم، لكنهم صدموا في الواقع بمأساة النسيان والحرمان من أساسيات كثيرة للحياة.