كثفت الجزائر مؤخرا من تحركاتها الدبلوماسية والإنسانية الرامية لحل الأزمة الليبية التي باتت تهدد الأمن القومي أكثر من أي وقت مضى بفعل انتشار المجموعات الإرهابية المسلحة والمهربين على الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد، بشكل يؤكد أنها تلعب كل أوراقها لصد الخطر الأمني الداهم من هذا البلد الغارق في الأزمات منذ إسقاط نظام العقيد معمر القذافي. يخوض الدبلوماسيون الجزائريون جولات ماراطونية إلى مختلف العواصم العالمية مؤخرا، اين لقيت مبادرة الحوار الليبي الشامل دعما دوليا كبيرا، كما لم تغفل جهود السلطات الجزائرية الجانب الإنساني لمساعدة الأشقاء الليبيين في الخروج من الأزمة التي تطالهم منذ إسقاط نظام العقيد معمر القذافي. مساهل: أمن ليبيا من أمن الجزائر ولن نبقى مكتوفي الأيدي قال الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل إن الجزائر تعتبر أمن ليبيا مرتبطا بالأمن الوطني الجزائري ولا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث. وأضاف مساهل في اجتماع دول جوار ليبيا بالعاصمة السودانية الخرطوم اول امس، أن الاهتمام الذي توليه بلاده للأزمة في ليبيا يرجع إلى العلاقات التاريخية ولتقدير الشعب الجزائري للشعب الليبي الشقيق الذي سانده إبان ثورة التحرير. وصرح المسؤول الجزائري بأن الأزمة الليبية تعد في صميم انشغالات الجزائر ونشاطها الدبلوماسي بالنظر من جهة إلى علاقات الجوار التي تربط الشعبين ومكافحتهم للمستعمر، ومن جهة أخرى بسبب تضرر الجزائر بشدة جراء تدهور الوضع الأمني في ليبيا. وأشار مساهل إلى أن الاتصالات التي أجرتها بلاده مع البلدان الصديقة والشركاء الإقليميين والدوليين، قد أظهرت قناعة عميقة لدى الأطراف الليبية بأن الحوار الشامل والحل السياسي يظلان السبيل الوحيد للتوصل إلى تسوية للأزمة. لعمامرة يتباحث مع نظيره الفرنسي حول الملف الليبي التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، اول امس، في باريس، حسبما أعلنت الخارجية الفرنسية. وبحث الوزيران سبل دعم الوساطة الأممية حول ليبيا، وذلك على هامش انعقاد أعمال اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين، لمناقشة ملفات التعاون الثنائي، لا سيما القضايا الأمنية والسياسية في منطقة الساحل والصحراء. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال أن فرنساوالجزائر يتشاطران نفس الانشغال حيال تردي الأوضاع في ليبيا، وسيناقشان كيفية دعم وساطة الأممالمتحدة في هذا الشأن. ويقصد الطرفان مبادرة بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا التي أعلنت عنها الهيئة الأممية امس، وعزمها تنظيم جولة للحوار الليبي في 29 ديسمبر 2014. ومن ناحية أخرى، أشار نادال إلى أن بلاده تدعم وساطة الجزائر في مالي من أجل التوصل إلى اتفاق سلام دائم يشمل جميع الأطراف الفاعلة في البلاد. ليبيا على مائدة حوار سلال وديفيد كاميرون أكد السفير البريطاني في الجزائر اندرو نوبل أن لقاء رئيس الحكومة الجزائري عبد المالك سلال مع نظيره ديفيد كاميرون يوم 10 ديسمبر المقبل في لندن سيتناول بإسهاب التنسيق الأمني حول المسألة الليبية. وقال السفير البريطاني في حوار مع صحيفة الشروق الجزائرية امس إن الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الجزائري وعدد من الوزراء إلى لندن في العاشر من ديسمبر الجاري سيكون للسياسة نصيب من مجمل اللقاءات، لأن الزيارة هي فرصة حقيقية لتباحث جملة من المسائل الدولية التي تهم البلدين، وتابع بالقول طبعا سيكون الوضع في ليبيا جزءا مهما من هذه المحادثات، إضافة ربما إلى الوضع في سوريا وفي تونس وفي مصر . ويرى اندرو نوبل أن للجزائر ثقلها في إفريقيا والوطن العربي، ومن المهم أن يتبادل الطرفان وجهات النظر للوصول إلى الحلول الممكنة لمختلف الأزمات التي تعيشها المنطقة، كما سيكون للتنسيق الأمني والتعاون الثقافي حصة الأسد، وأيضا لموضوع تعليم اللغة الإنجليزية مكانا بين مختلف الملفات التي ستفتح خلال هذه الزيارة. وأكد الأسبوع المنصرم الوزير البريطاني المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، توبياس إيلوود، لدى حلوله بالجزائر أن البلدين يدعمان الحل السياسي للأزمة في ليبيا، من خلال الحوار الوطني الليبي المرتقب بالجزائر قريبا. الجزائر تستقبل دفعة ثانية من الجرحى والمرضى الليبيين استقبلت الجزائر الدفعة الثانية من الجرحى الليبيين، والذين وصلوا ليلة الجمعة إلى مختلف المستشفيات والمراكز الصحية بالولايات الحدودية خاصة بايليزي، وذلك في اطار مسعى الجزائر بالتكفل بكافة الحالات التي تصل اليها انطلاقا من المناطق الحدودية مع ليبيا. وتحتوي الدفعة الثانية حسب مصادر طبية 55 مصابا، دخلوا برا عن طريق معبر يناكوم، بعد تنسيق بين السلطات الجزائرية الأمنية والعسكرية لفتح نقاط الحدود لدواع انسانية وكان المستشفى المركزي بمدينة جانت قد استقبل الشهر المنقضي 39 مصابا كلهم بجراح من الدرجة الثانية والثالية، وأصيبوا خلال القصف والضربات العشوائية بين الميليشيات المسلحة غرب ليبيا. نشير إلى 26 مصابا ليبيا سبق وأن غادروا الجزائر قبلها بعد تلقيهم العلاج اللازم بمستشفيات الجنوب ومنهم من تحتم نقله إلى مستشفيات مركزية بالعاصمة.