قالت وكالة الأنباء السورية إن (العدو الاسرائيلي) شن (عدوانا آثما على سوريا عبر استهداف منطقتين آمنتين في ريف دمشق في كل من الديماس وقرب مطار دمشق الدولي المدني)، وأضافت أن (لا خسائر بشرية) في الغارتين. قال الجيش السوري في بيان (قام العدو الإسرائيلي بعد باستهداف منطقتين آمنتين في ريف دمشق في كل من الديماس ومطار دمشق الدولي المدني)، وأوضح أن الهجوم (أدى إلى خسائر مادية في بعض المنشآت). واعتبر الجيش السوري ان (هذا العدوان المباشر الذي تقوم به اسرائيل اليوم (يأتي) نصرة للإرهابيين في سوريا بعد أن سجلت قواتنا المسلحة انتصارات هامة في دير الزور وحلب ومناطق أخرى)، معتبرا أن ذلك (يؤكد ضلوع إسرائيل المباشر في دعم الإرهاب في سوريا الى جانب الدول الغربية والإقليمية المعروفة)، حسب البيان. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان حدوث الغارتين على المنطقتي، وقال: (نفذت طائرات حربية يعتقد أنها اسرائيلية، غارتين استهدفت، إحداهما مستودعا للصادرات والواردات في مطار دمشق الدولي، فيما استهدفت الثانية مناطق عسكرية بمحيط الديماس في ضواحي العاصمة دمشق، حيث سمع دوي نحو 10 انفجارات على الأقل في المنطقة)، وأضاف: (ولا يعلم حتى اللحظة إذا ما كانت هناك أي خسائر بشرية جراء الغارتين أم لا). وقالت مصادر سورية ل (القدس العربي) إن الغارتين ربما استهدفتا مستودعا لصواريخ روسية حديثة كانت معدة لنقلها الى حزب الله اللبناني، وأضافت أن المطار الشراعي في الديماس قرب الحدود اللبنانية يعتقد أنه مستودع لصواريخ دفاع جوي متطورة تم تسلمها من روسيا مؤخرا. وذكرت تقارير أجنبية أن الهجوم استهدف مستودعا للصواريخ المتقدمة من طراز (أس 300) كانت في طريقها من سوريا إلى حزب اللّه في لبنان. ورفضت إسرائيل التعليق على إعلان الجيش السوري عن قيام الجيش الإسرائيلي بمهاجمة منطقتين في ريف دمشق. وصرحت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي في تل أبيب: (لا نعلق على تقارير وسائل إعلام أجنبية). وكانت طائرات إسرائيلية قصفت في شهر جانفي الماضي منصات لإطلاق صواريخ (أس 300) في مدينة اللاذقية، حسب مجموعات المعارضة السورية. يشار إلى أن إسرائيل حذرت مرارا من أنها مستعدة لاستخدام القوة لمنع وصول أسلحة متقدمة وبصفة خاصّة من إيران إلى حزب اللّه عبر سوريا. دمشق.. فرصة للانتقام قال نواب في الكنيست الإسرائيلي من الوسط واليسار إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر بمهاجمة أهداف في سوريا، لتعزيز مكانته السياسية عشية الانتخابات المبكرة وفي ظل استطلاعات الرأي التي تؤكد تراجع شعبيته بشكل كبير. وقال عضو الكنيست عوفر شيلح، النائب عن حزب (ييش عتيد) الذي انسحب من الحكومة مؤخرا أن نتنياهو يحاول تحسين مكانته السياسية بأي ثمن ويحاول التأثير على جدول الأولويات (الوطني) عشية الانتخابات. ونقلت الإذاعة العبرية عن شيلح، العضو في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، قوله: (يحاول نتنياهو تعويض ما فقده من مصداقية خلال الحرب على غزة، لقد كان يقدم نفسه على أنه السيد أمن، لكن الحرب على غزة دللت على أن هذ التوصيف أكبر منه بكثير). واتهم وزير الحرب الأسبق عمير بيرتس، والنائب حالياً عن حزب (هتنوعا) بزعامة تسيفي ليفني، اتهم نتنياهو أنه يوظف أمن إسرائيل لاعتبارات سياسية شخصية، محذرا من خطوات أخرى قد يقدم عليها ويمكن أن تعمل على تدهور الأوضاع الأمنية في إسرائيل. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح أمس الاثنين عن بيريتس قوله إنه يتوجب عقد جلسة عاجلة للجنة الخارجية والأمن للتحقيق في دوافع نتنياهو من وراء الهجوم. لكن معلقين عسكريين كبارا دحضوا مزاعم نواب الوسط واليسار، مؤكدين أن قرار نتنياهو مهاجمة سوريا جاء بناءً على توصية من قيادة الجيش وشعبة الاستخبارات العسكرية. وقال رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة يديعوت أحرنوت( إن هناك ما يدلل على أن الإيرانيين يحاولون نقل سلاح (كاسر للتوازن) لحزب اللّه في لبنان، الأمر الذي يمثل (خطاً أحمر) بالنسبة لإسرائيل لا يمكن السماح بتجاوزه. وفي مقال نشرته الصحيفة على موقعها على شبكة الإنترنت، نوه بن يشاي إلى أن قادة الحرس الثوري الإيراني أعلنوا مؤخراً أن بنيتهم نقل سلاح خطير ونوعي لحزب اللّه، ما استدعى تنفيذ الهجوم. وفي ذات السياق استبعد الجنرال إيتان بن رؤفين، القائد السابق للفوج الخامس الذي يتمركز في شمال الكيان الإسرائيلي أن يقوم نظام بشار الأسد بالرد على الهجوم. وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أشار بن رؤفين إلى أن النظام يعيش حالياً (في غمرة صراع على البقاء في مواجهة أطراف معنية باجتثاثه واجتثاث طائفته، وبالتالي لن يكون معنياً بالرد). وأعاد بن رؤفين للأذهان حقيقة تهاوي القوة العسكرية لسوريا وعدم توفر الأدوات العسكرية لدى النظام للرد، في حال كانت لديه الإرادة. وجاء الهجوم الإسرائيلي على سوريا بعد ساعات على الإفادة التي قدمها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال هرتسي ليفي أمام لجنة الخارجية والأمن، والتي حذر فيها من اندلاع مواجهة كيبرة على الحدود الشمالية. ونقل موقع صحيفة (ميكور ريشون) عن ليفي قوله إنه من غير المستبعد أن تتطور مواجهة محدودة بين إسرائيل وإحدى المنظمات الجهادية التي تعمل ضد النظام في سوريا إلى مواجهة شاملة. إيران: العدوان يؤكد تعاون تل أبيب مع الجماعات الإرهابية أدانت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بشدة الغارات الجوية التي نفذتها طائرات إسرائيلية على سورية. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) عنها القول إن (هذا العدوان يؤكد تعاون الكيان الصهيوني مع الجماعات الإرهابية الرامية إلى تدمير سورية وقتل الأبرياء)، داعية الأممالمتحدة إلى (أداء مسؤولياتها اتجاه وقف العدوان الصهيوني)، وقالت: (الكيان الصهيوني يحاول استغلال الأزمة في سورية، إلا أن تداعيات إشعال فتيل الحرب ستطال هذا الكيان الغاصب أيضا). واتهمت السلطات السورية إسرائيل الاحد بشن غارات على موقعين داخل سورية، أحدهما يقع على مقربة من مطار دمشق الدولي.