أعلنت السلطات السورية أمس أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت ليلة السبت إلى الأحد غارات استهدفت مركزا للبحوث العلمية بريف دمشق معتبرة هذا العدوان انخراطا مباشرا لإسرائيل في المؤامرة على سوريا. وأكدت الحكومة السورية أن العدوان الإسرائيلي الجديد يأتي في محاولة واضحة للتخفيف من الضغط على المجموعات الإرهابية المسلحة بعد الضربات الموجعة التي تلقتهاعلى يد جيشها في أكثر من مكان وبعد تحقيق قواتها المسلحة العديد من الإنجازات على طريق إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا. وقالت دمشق أن الهجوم على مركز البحث العلمي «جمرايا» يبين انخراط إسرائيل المباشر في المؤامرة على سوريا وارتباط المجموعات الإرهابية المسلحة بمخططات هذا الكيان العدوانية المدعومة من دول غربية وإقليمية وبعض دول الخليج. وقال مصدر مخابرات غربي إن اسرائيل نفذت ثاني غارة جوية خلال أيام استهدفت سوريا في وقت مبكر أمس الأحد في هجوم هز دمشق بسلسلة من الانفجارات القوية وأدى إلى اشتعال النيران فأضاءت سماء العاصمة ليلا. ولم يشر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال احتفال أُقيم أمس إلى الغارات التي شنتها اسرائيل على سوريا في الأيام القليلة الماضية لكنه ركز على الالتزام بالحفاظ على أمن اسرائيل. وقال نتنياهو «علمني والدي أن أكبر مسؤولية هي ضمان أمن اسرائيل ومستقبلها». وقد امتنعت اسرائيل عن التعليق على الهجوم ولكن الانفجارات وقعت بعد يوم من زعم مسؤول اسرائيلي بأن بلاده شنت غارة جوية مستهدفة شحنة صواريخ في سوريا كانت في طريقها لجماعة حزب الله اللبنانية. وكانت طائرات إسرائيلية حربية اخترقت المجال الجوي السوري في 30 جانفي الماضي وقصفت بشكل مباشر أحد مراكز البحث العلمي في منطقة «جمرايا» بريف دمشق مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين وفق مصادر سورية رسمية. وفي سياق متصل ذكرت تقارير إخبارية في دمشق أن الطيران الحربي الإسرائيلي هو الذي ضرب مطار دمشق الدولي الساعة الرابعة من صباح الجمعة ما أدى إلى إصابة طائرة ركاب مركونة جانبا وإصابة خزان الوقود الذي تزود منه الطائرات. وعلى الصعيد الدولي أدانت إيران العدوان الإسرائيلي الجديد على سوريا مؤكدة أن تل أبيب تحاول زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة، ودعت إلى الوحدة بين دول المنطقة وعلى التضامن ضد التهديدات الإسرائيلية. ومن جهته دعا لبنان الجامعة العربية إلى اتخاذ موقف من العدوان الإسرائيلي معتبرا هذه الغارات أعمالا عدوانية تستوجب الإدانة والتنديد مشيرا إلى أن إسرائيل تبرر اعتداءاتها متذرعة بحجج واهية. ورأى أن هذه الاعتداءات قد تكون مقدمة لعدوان واسع النطاق لتفجير المنطقة ودفعها إلى مواجهة مدمرة. وقبيل هجوم أمس قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن حماية الاسرائيليين لأنفسهم مبررة للحيلولة دون نقل أسلحة متقدمة إلى منظمات مثل حزب الله.