بعد فشلها في زرع الفتنة واللاّ استقرار في الجزائر من بوابة ربيع الخراب العربي وفزاعة تنظيم (داعش) الإرهابي ها هي بعض المنظمات الحقوقية الدولية تخرج لنا بصيحة جديدة، حيث ادّعت منظمة العدل والتنمية أنها تتوقّع تأسيس (جيش تحرير أمازيغي) في البلاد، هذه الخزعبلات تأتي لتؤكّد للمرّة الألف أن الاستقرار الأمني الذي تشهده الجزائر خلافا لدول المنطقة الغارقة في التوتّرات بقي شوكة في حلق الحاقدين والمتآمرين. زعمت منظمة العدل والتنمية، إحدى المنظمات العالمية المشبوهة، في أحدث تقرير لها أنها تتوقّع تسليح من وصفتهم ب (الثوّار الأمازيغ في دول شمال إفريقيا والمغرب وتونس والجزائر وليبيا) لتأسيس جيش التحرير الأمازيغي، على غرار قوات البيشمركة الكردية قصد إعلان قيام الدولة الأمازيغية في شمال إفريقيا. واعتبرت هذه المنظمة التي يعتبرها الكثير من المحلّلين صنيعة المخابرات الأمريكية للتدخّل في الشؤون الداخلية للبلدان تحت غطاء حماية حقوق الإنسان أن الأمازيغ هم السكان الأصليون لتلك الدول التي اغتصبتها أنظمة الحكم العربية القومية وأقصت سكانها الفعليين من الحياة السياسية والاقتصادية ونشرت سياسة التعريب هناك، هذا الكلام (المستوحى من خيال هذه المنظمة وأمثالها) جاء كالعادة دون تقديم أيّ دلائل أو إحصائيات ولا حتى شهادات حيّة أو دراسات سابقة، ما يطرح استفهامات كبيرة حول خلفيات نشر هذا التقرير المغرض، والذي يهدف دون شكّ إلى زعزعة استقرار المنطقة عموما والجزائر بوجه خاص، وهي التي توقّفت عند أسوارها ثورات ربيع الخراب العربي كما يسمّيها العديد من المختصّين، كما مكّنت حنكة الجيش الجزائري والتفاف الجزائريين خلفه من إبطال مفعول فزاعة تنظيم (داعش) الإرهابي الذي نشر الرعب في العالم، هذا الأخير يعتبره غالبية الملاحظين صناعة المخابرات الأمريكية. وراحت وقاحة هذه المنظمة المثيرة للجدل أبعد من هذا عندما شبّهت ما وصفته الاحتلال العربي القومي للسكان الأصليين بالنازية الألمانية قبل أن يدعوا المتحدّث الإعلامي للمنظمة زيدان القنائي إلى تسليح الثوّار الأمازيغ في دول شمال إفريقيا لإعلان قيام الدولة الأمازيغية المرتقبة، وكذا دعم قيام دولة كردية في العراق وسوريا لأن الأكراد هم السكان الفعليون لتلك الدول، على حد قول هذا الشخص. وليست هذه المرّة الأولى التي تقدّم فيها منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان معطيات مغلوطة عن الجزائر في محاولة يائسة لزرع الفتنة، حيث سبق وأن قدّمت تقارير مغرضة كان آخرها عندما زعمت أن المخابرات الجزائرية تستقطب ريفيين مغاربة في أوروبا لإنشاء حكومة ريفية في المنفى من أجل زعزعة استقرار المغرب. ويحذّر العديد من الفاعلين السياسيين في الجزائر على رأسهم الأمينة العامّة لحزب العمال لويزة حنّون من مؤامرات دول أجنبية وعربية بقيادة الاستخبارات الأمريكية التي تتعامل مع منظمات غير حكومية تعمل على زعزعة الاستقرار في الجزائر تمهيدا لثورة شعبية في سياق ما يسمّى بالربيع العربي. وتؤكّد بعض التحليلات أن جهات تحاول تحريك الفتنة الطائفية والعرقية من خلال ما يجري في مدينة غرداية في الجنوب، في سياق مؤامرة كبرى تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد.