أكد إن احتياطيات الجزائر من العملة الصعبة توشك على النفاذ دق رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري أمس ناقوس الخطر مؤكدا أن الجزائر تتوجه نحو أزمة اقتصادية حادة بفعل انهيار أسعار البترول ،مؤكدا في السياق ان احتياطات العملة الصعبة و التي تلجا إليها الجزائر لتغطية العجز الفادح في الميزان التجاري توشك على النفاذ. أكد رئيس حمس عبد الرزاق مقري في حديث نشرته صحيفة لوموند الفرنسية في عددها امس الأربعاء، أن الجزائر أصبحت مرهونة بالكامل لمداخيل المحروقات في الوقت الذي أصبحت أسعار برميل النفط خارج السيطرة. وقال في هذا الصدد إن سعر برميل النفط اليوم يتأرجح حول 65 دولارا فيما تم بناء التوازنات الاقتصادية في الجزائر على أساس سعر مرجعي في حدود 100 دولار ، مسجلا أن انتاج النفط في الجزائر يعرف تراجعا واضحا فيما الواردات ترتفع بشكل كبير وهو ما جعل الميزان التجاري يعاني عجزا نسبته 53 بالمائة مع ميزان حسابات سلبي. وأضاف حاليا يتم اللجوء إلى احتياطيات العملة الصعبة غير أنها لن تغطي سوى سنتين . كل شيء نستقدمه من الخارج، ولا ننتج شيئا لا في مجال الفلاحة ولا في مجال الصناعة. المصنع الجديد لرونو بوهران هو مصنع للتجميع وليس للإنتاج . وبعد أن أوضح أن السلطة في الجزائر، وبفضل استراتيجيتها في شراء السلم الاجتماعي ، تتوفر على قاعدة شعبية لن تدوم، سجل رئيس حركة مجتمع السلم أن الجزائريين يتذكرون جيدا التجربة المؤلمة لسنوات التسعينيات . وقال عندما ترغب ( الساكنة) في الاحتجاج والمطالبة يتملكها الخوف والسلطة تستغل هذا التخدير الفكري ، محذرا من ثورة الشباب الذي لا يعير اهتماما لما حدث في سنوات التسعينيات . وبالنسبة للمعارض الجزائري، فإن الأمر سينتهي بالشباب إلى أن يثور ولن ينجح تخويفه بما جرى في التسعينيات ولا أحد سيمكنه تهدئة هذا الجيل الجديد لأن خزائن الدولة ستكون خاوية . وتابع مقري الذي التحقت تشكيلته السياسية بالتنسيقية الوطنية للحريات والانتقال الديمقراطي المعارضة، متأسفا مقتنياتنا من الحبوب ارتفعت بنسبة 106 بالمائة خلال سنة. نحن تستورد كل شيء ونمنح زيادات في الأجور . لكننا عندما نقوم بذلك فإننا نعمل في الحقيقة لمصلحة الشركات الأجنبية ، معتبرا أن الزيادات في الأجور غير كافية ويجب أن تترافق مع انتاج محلي. و تاتي تصريحات مقري في وقت تشهد فيه أسعار البترول نزيفا متواصلا، حيث نزل سعر خام برنت إلي أدنى مستوى له في خمس سنوات دون 66 دولارا للبرميل يوم امس متراجعا للجلسة السادسة على التوالي بفعل المؤشرات على تنامي تخمة المعروض. وهبطت الأسعار أكثر من أربعة بالمئة في الجلسة السابقة ونزلت أكثر من 43 بالمئة منذ جوان الماضي مع النمو السريع لإنتاج النفط الصخري الأمريكي الذي قوض قدرة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على التحكم في المعروض.