داهمت الشرطة التركية وسائل إعلام مقربة من رجل الدين المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله كولن أمس الأحد، واعتقلت 23 شخصا في عمليات بأنحاء متفرقة من البلاد ضد ما يصفها الرئيس رجب طيب أردوغان بأنها شبكة تتآمر للإطاحة به. تمثل مداهمة الشرطة لصحيفة (زمان) وقناة (سمانيولو) التلفزيونية تصعيدا في معركة أردوغان مع كولن حليفه السابق، والذي دخل في صراع مفتوح معه منذ تحقيق في الفساد استهدف الدائرة المقربة من الرئيس التركي قبل عام. وردد حشد عند مكاتب صحيفة (زمان): (لا يمكن اسكات الصحافة الحرة) في الوقت الذي ألقى فيه رئيس تحرير صحيفة (زمان) المقربة من كولن أكرم دومانلي كلمة أمام الحشود بثها التلفزيون على الهواء مباشرة متحديا فيها الشرطة أن تعتقله. وذكرت تقارير اعلامية أن مذكرات اعتقال صدرت بحق 32 شخصا. وقالت قناة (الخبر) التلفزيونية التركية إن 23 شخصا اعتقلوا في مداهمات بأنحاء متفرقة من البلاد، بينهم قائدان سابقان في الشرطة. ومن بين المعتقلين رئيس قناة (سمانيولو) ومنتج تلفزيوني ومخرج وكتاب سيناريو. وأعلن بولنت كينيس رئيس تحرير صحيفة (توداي زمان) الناطقة بالانجليزية أن الشرطة قدمت لهم وثائق تشير إلى اتهام (بتشكيل عصابة لمحاولة النيل من سيادة الدولة). ووصف كمال كيليجداروغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، العمليات بأنها جزء من عملية انقلاب وقال للصحفيين إن حزبه يقف في صف الضحية أيا كانت. ويتهم أردوغان كولن بتأسيس (هيكل مواز) داخل الدولة من خلال أنصاره في سلك القضاء والشرطة وغيرها من مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى ممارسة النفوذ من خلال الإعلام. وينفي كولن الاتهام بالسعي للإطاحة بحكومة أردوغان. وأدت تحقيقات الفساد التي تكشفت بعد مداهمات نفذتها الشرطة في 17 ديسمبر من العام الماضي إلى استقالة ثلاثة وزراء ودفعت أردوغان إلى القيام بما وصف بأنها حملة تطهير في أجهزة الدولة، حيث نقل الآلاف من أفراد الشرطة ومئات القضاة وممثلي الادعاء من أماكنهم. ولمح أردوغان الجمعة الماضية أمام منتدى اقتصادي في أنقرة إلى أنه سيشن حملة جديدة ضد أنصار كولن، متعهدا بملاحقتهم (في عرينهم).