يعيش عدد من مسلمي كندا في حالة قلق بعد أحداث جرت مؤخرا في أوتاوا ومنها الاعتداء على البرلمان الكندي الذي أسفر عن مقتل جندي ومسلح من منفذي الهجوم وقبلها في سان جان سور ريشوليو التي دأبت تقارير إعلامية كندية على تغطية تلك الاعتداءات وإلقاء اللوم على المسلمين فيها. ويخشى مسلمو كندا تزايد الحملات الإعلامية عليهم والأعمال العنصرية ضدهم، فقد أعربت الجالية المسلمة في مقاطعة كيبيك عن قلقها من ملصقات حاقدة علقت على جدران ثلاثة مساجد من أصل خمسة في المدينة نهاية الأسبوع الفائت وتقوم الشرطة حاليا بالتحقيق. وذكرت هيئة الإذاعة الكندية في تقرير لها اطلعت عليه وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) أنها حصلت على شريط فيديو مراقبة المساجد الذي يظهر فيه رجلان يعلقان الملصقات على واجهة المباني خلال الليل، وتدعو الملصقات المسلمين إلى الرحيل. وصرح إمام مسجد جامعة لافال سعيد العماري أن المسلمين قلقون على حياتهم وتفاعلهم مع المجتمع وهم مضطرون لاعتماد الحذر. ويعتقد الكثيرون أن ثمة علاقة مع الأحداث الأخيرة في سان جان سور ريشيليو وأوتاوا، حيث قتل جنديان على يد كنديين اعتنقا الإسلام. وأكدت شرطة المدينة أنها تدرس الشكاوى التي تلقتها ونحن حاليا في مرحلة تقييم الملف وما إذا كانت للملصقات تبعات جرمية حسب الناطقة بلسان الشرطة. وندّد عدد من أبناء الجاليات المسلمة في كندا ومن بينهم عادل الشرقاوي منسّق التجمّع الكيبيكي -نسبة لمقاطعة كيبيك- ضد الإسلاموفوبيا بالتغطية الإعلاميّة للاعتداءات، وأعرب عن أسفه لأن التغطية الاعلاميّة تميل إلى إلقاء اللوم على المسلمين حسبما نقل عنه راديو كندا الدولي في تقرير عن الحدث. ويتحدّث التجمّع عن التعاطي المتسرّع مع أحداث أوتاوا وسان جان سور ريشوليو التي تركّز حسبما قال على الدين وعلى الشابين اللذين نفّذا عمليّتي الاعتداء. ويقول عادل الشرقاوي إن العديد من المحلّلين والمعلّقين أغفلوا مجموعة من الأسباب المحتملة التي قد تكون دفعت بالشابين للقيام بالاعتداء وجرى التركيز على اعتناقهما الإسلام واعتباره سببا رئيسيّا للاعتداء، واتهم حكومة المحافظين باستغلال الحدث سياسيّا لفرض أجندة حربيّة في الشرق الأوسط، ويرى التجمّع أن وسائل الإعلام تنشر أحكاما مسبقة معادية للإسلام وللغرباء. وفي مدينتي غاتينو واوتاوا نشر عدد من أبناء الجاليات المسلمة رسالة ندّدوا فيها بالأعمال البشعة والجبانةس واعتبروا أنه لا ينبغي السماح لهذه الأحداث بانقسام الكنديين والكنديّات. وقالوا إن مسلمي كندا وعائلاتهم يشعرون بالحزن العميق إزاء هذا الاعتداء الشنيع الذي أودى بحياة أبرياء. نحن متضامنون مع مواطنينا الكنديين وندين بشدة هذا العمل الحاقد والجبان الذي أصابنا جميعا . طوارئ وعقدت جمعيات تنشط في أوساط العرب والمسلمين ندوة في مونتريال تناولت فيها آثار الهجومين في كندا على المسلمين الكنديين والإجراءات التي يجب اتخاذها. فيوم الأربعاء الثاني والعشرين من أكتوبر، فتح الشاب الكندي مايكل زحاف بيبو، من مواليد مونتريال، النار على جندييْن عند نصب الجندي المجهول في العاصمة الفدرالية، أوتاوا، فقتل أحدهما، نايثان سيريلّو، ثم هاجم مبنى البرلمان الفدرالي القريب حيث قُتل هو بنيران قائد الحرس، وللهجوم دوافع أيديولوجية وسياسية حسبما قالت الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) فيما بعد. وجاء هجوم أوتاوا بعد يوميْن على هجوم في مدينة سان جان سور ريشوليو، جنوب شرق مونتريال، قام به شاب بواسطة سيارة، فدهس جندييْن، توفي أحدهما، باتريس فينسان، متأثراً بجروحه، وقُتل المهاجم فيما بعد بنيران الشرطة خلال مطاردة لتوقيفه. المهاجم، مارتان كوتور رولو. وكان رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أعلن عن اعتزام بلاده سن قوانين أكثر تشددا للتصدي للعمليات الإرهابية، فيما صرحت الشرطة الكندية بأن منفذ الهجوم على البرلمان كان يريد السفر إلى سوريا. ووفقا لتعداد عام 2001 في كندا، وصل عدد المسلمين إلى 579.640 مسلم في كندا، أي قرابة 2 في المائة من عدد السكان وأشارت التقديرات في عام 2006، إلى أن عدد السكان المسلمين يقارب 783.700 أي 2.5 بالمائة وفقا للموسوعة العالمية.