أرجع جمهور نادي برشلونة الوضعية العسيرة التي يمر بها (البارصا) هذا الموسم وتسجيله نتائج سلبية جعلته يتخلّف في ترتيب البطولة الإسبانية إلى المركز الثاني بعد ريال مدريد المتصدر إلى سبع مشاكل نشرتها صحيفة (سبورت) الكتالونية، أقرب الصحف إلى (البلوغرانا)، بناء على استطلاع شاركت فيه جماهير النادي التوّاقة إلى رؤية فريقها يستعيد بريقه الذي فقده، والتي -حسب ذات التقرير- الوضعية مرتبطة بمشاكل فنّية وأخرى إدارية تجمّعت وأثّرت سلبا على المستوى العام ل (البارصا) وجعلته ينحني حتى أمام أضعف الفِرق ويجد صعوبة بالغة في تحقيق الانتصارات. المشكلة الأولى التي يعاني منها برشلونة -حسب وجهة نظر عشاقه- تتعلّق بافتقار الفريق إلى أسلوب وطريقة لعب واضحة عكس ما كان عليه إلى وقت قريب، حيث كانت طريقته معروفة لأيّ لاعب. فالفريق يلعب بخطة عشوائية غير واضحة المعالم، وهو ما يصعّب على اللاعبين تقديم مردود فنّي إيجابي، وكلّ جهودهم البدنية تذهب بلا نتيجة، فضلا عن افتقاد الفريق إلى صانع ألعاب حقيقي مهمته قيادة اللعب كمايسترو قادر على تجميع زملائه حوله بالرغم من أن التركيبة البشرية ل (البارصا) تتوفر على عدة أسماء مؤهّلة للقيام بهذا الدور، على غرار أندريس إنييستا وليونيل ميسي وحتى تشافي هرنانديز، غير أنها تحتاج إلى تكليف بالمسؤولية وتحتاج أيضا إلى وضع خطة يلتزم بتنفيذها على أرض الملعب.
الانتدابات الفاشلة وغياب الروح القتالية المشكلة الثانية ترتبط بالإدارة وفشلها في تدعيم العناصر البشرية للفريق بعناصر قادرة على تقديم الإضافة التي كان يحتاجها بحكم أن إدارة الرئيس جويب بارتوميو فشلت في سياسة الإحلال التي وعدتهم بها غداة نهاية الموسم المنصرم دون صعود الفريق إلى أي منصة للتتويج، سواء محليا أو قاريا، ومتهمة بإهدار المال من أجل انتدابات متواضعة مقابل تفريطها في أسماء جيدة، على غرار سيسك فابريغاس وألكيسيس سانشيز عكس الغريم ريال مدريد الذي جلب ألمع الأسماء، على غرار الكولومبي خاميس رودريغيز والألماني توني كروس، في وقت تعاقد فيه فريق (البرصا) مع لاعبين مصابين أو انتهت صلاحياتهم البدنية والفنّية، خاصّة المدافع البلجيكي توماس فيرمايلن والبرازيلي دوغلاس، فيما أخفقت في جلب الأسماء الجيّدة المتألقة مع أنديتها، كما تتمثّل المشكلة الثالثة في كون اللاعبين أصبحوا يفتقدون إلى الحماس ويلعبون دون روح قتالية كافية ويخوضون المباريات الرسمية وكأنها مباريات ودية إعدادية وخاصة بعض الأسماء مثل الظهير الأيمن داني ألفيس ولاعب الارتكاز سيرجيو بوسكيتس ومتوسط الميدان أندريس إنييستا والمهاجم بيدرو رودريغيز، مما يعني أن الفريق أصبح بحاجة إلى تجديد دمائه بشكل تام.
عدم كفاءة المدرب وضعف الإدارة المسيّرة برأي الجمهور الكتالوني فإن خيار الإدارة بالاعتماد على المدرب لويس أنريكي لم يكن الخيار الأمثل، لأن (اللوتشو) لا يمتلك الكفاءة ولا الشخصية التي تسمح له بقيادة فريق عريق ومتخم بالنجوم مثل (البارصا)، خاصة وأنه يمر بفترة صعبة تحتاج إلى مدرب خبير وكفؤ، وأن الإدارة ارتكبت خطأ عندما حاولت استنساخ تجربة بيب غوارديولا الذي تولى مقاليد الجهاز الفني دون خبرة كافية ومع ذلك حقق أفضل الإنجازات في تاريخ النادي. ويشير التقرير إلى أن الإدارة الحالية التي يرأسها جوسيب بارتوميو تقود الفريق إلى الهاوية، وفي حال استمرارها فانها ستُحوّل (البارصا) إلى مجرّد أطلال بسبب القرارات الخاطئة التي اتخذتها منذ جانفي 2014، وهو ما يؤكد أن جماهير النادي تطالب بعمومية انتخابية مسبقة قبل انقضاء عهدة الرئيس بارتوميو في العام 2016 للسماح بانتخاب مجلس إدارة جديد قادر على تحمّل مسؤولية النادي بأكملها، بالإضافة إلى ذلك فقد اعتبرت جماهير (البارصا) هشاشة الخط الخلفي وعدم فعالية الهجوم من بين الأسباب التي جعلت الفريق يضيّع العديد من النقاط الثمينة رغم تواجد الثلاثي الرهيب والمكوّن من الأرجنتيني ميسي والبرازيلي نيمار والأوروغوياني سواريز الذي لم يسجل أي هدف لغاية اليوم في مباريات الدوري، مبررا موقفه بأن السبب يعود إلى مركزه الجديد في الفريق رغم أنه توّج الموسم المنصرم بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي بتوقيعه على 31 هدفا مع ليفربول.