الحركة النسوية هي حركة غربية عرفت سابقاً بحركة تحرير المرأة وتعريفها باختصار عند أتباعها هي: الفلسفة الرافضة لربط الخبرة الإنسانية بخبرة الرجل وإعطاء فلسفة وتصور عن الأشياء من خلال وجهة نظر المرأة وهناك نوعان: النسائية وهي الفعاليات التي تقوم بها النساء دون اعتبار للبعد الفكري والفلسفي، بينما النسوية تعبر عن مضمون فلسفي وفكري مقصود. أهم الأفكار التي طرحتها الحركة النسوية الغربية هو التخلي عن العقائد ورفض الدين، فالفكر النسوي قائم على أساس فكري علماني صرف، وهذه حقيقة لابد أن ندركها لأن هذا الفكر اللا ديني تأثرت به معظم المجتمعات الإسلامية . وقد نشأ تياران داخل الفكر النسوي في المجتمعات الغربية، الأول وهو التيار النسوي الليبرالي المعروف بحركة تحرير المرأة وهو الذي بدأ في العالم الغربي منذ قرن ونصف القرن ويقوم على مبدأين أساسيين هما المساواة والحرية، أما الثاني فهو عبارة عن تيار نسوي متطرف يطالب بتغيير البنى الاجتماعية والثقافية والعلمية واللغوية والتاريخية باعتبار أنها متحيزة للذكر، وفي داخل هذا التيار نشأت جيوب تدعو إلى دين سمي بالوثنية النسوية، فيه الإله، والآلهة أنثى. وأخطر من تهجمهن على الدين أنهن يحاولن الفصل بين الرجل والمرأة، بحجة المساواة، ولكن لا يفعلن سوى أن يدمرنّ المرأة، حيث يطالبنها أن تتخلى عن أنوثتها وعن واجباتها كربة بيت وأم وأن تبيح لنفسها السحاق والذي يحررها، في نظرهن، نسبيا من الرجل. ما يهمنا أو ما يسيئنا من ذلك كله أنّ هذا الفكر النسوي الغربي والذي ليس إلاّ هجوما على الطبيعة والدين، قد انتقل إلى عالمنا العربي والإسلامي، ومازلنا نستورد تلك الأفكار تباعا كلما حصلت فيها تطورات في موطنها الأصلي. وفي بلادنا تبنت بعض النساء أفكار هذه الحركة المدمرة منذ عقود، وصرن ينادين بكل ما تنادي به الغربيات، أو ببعضه، فهنّ لا يجرؤن على مهاجمة بعض المقدسات مثل الدين مثلا، ليس لأنهنّ وضعن حدودا لأنفسهن، حيث يسعين إلى بثّ هذه الأفكار شيئا فشيئا بيننا. وتشغل صاحبات هذه الحركة مناصب هامّة، او محترمة في المجتمع، فهنّ مصلحات اجتماعيات او رئيسات لجمعيات نسوية او صحفيات او محاميات، وكل واحدة من منصبها تحاول أن تبثّ هذه الأفكار على طريقتها ومن مكانها. عادة ما يتبنى هذه الحركة نسوة فشلن في تجاربهن في الزواج وتكوين أسرة، أو تعرضن للاضطهاد من طرف الرجل، فالقين بكلّ اللوم عليه، وصرن يعتبرنه عدوا لهن وجبت محاربته، لهذا فان الحركة النسوية أو النسائية عندنا، والتي ليست إلاّ وليدة الجهل والتقليد الأعمى، قد تكون أكثر خطورة من تلك التي تروّج عند الغرب، لأنّ اللائي تبنينها لا يعلمن لا كيف انتشرت ولا إلى ما تدعو، ولا إلى الخراب والدمار الذي يمكن أن تسببه، هذا إن كنّ أصلا لازلن متعلقات بدينهن، ولسن منحرفات عقائديا، أو لم يتبنين تلك الوثنية النسوية.