* بوجدرة يفضح لاعقي الحذاء الباريسي للفوز ب جوائز العار يبحثون عن النجومية على حساب بلد المليون ونصف المليون شهيد ويسلكون أسهل الطرق التي وضعها الغرب الحاقد لنيل الجوائز الأدبية العالمية من خلال التطاول على المقدّسات الإسلامية والتنصّل من العروبة، هكذا يفعل أشباه أدباء جزائريين مفرنسين، أو بالأحرى هكذا يدعّم الغرب كتابات شاذّة ضعيفة أسلوبا وبنية باعتراف أهل الاختصاص ويسخّرها في حربه القذرة ضد كلّ ما هو انتماء وهوية بالنسبة للجزائر. البداية كانت مع الروائي الجزائري بوعلام صنصال الذي صفع العرب والمسلمين عندما زار إسرائيل وبكى على حائطها ومرّغ أنوف الجزائريين بفعلته، كما أهانهم في روايته (قرية األماني) التي أثارت العديد من ردود الفعل المرحّبة بها في الغرب، حيث ترجمت إلى عشرات اللّغات، كما كافأه الغرب على نيله من المقدّسات بجائزة السلام المرموقة التي تقدمها رابطة تجارة الكتب الألمانية لأكثر الأدباء فعالية في نشر السلام والوفاق والتقريب بين الثقافات المختلفة في ختام فعاليات مهرجان فرانكفورت الدولي للكتاب بألمانيا. ليعود صاحب رواية (قسم البرابرة) ليمدّ جسور التواصل مرة أخرى مع إسرائيل من خلال تطبيع آخر وقَبوله جائزة (حقوق الإنسان) التي منحته إيّاها منظمة (بناي بريت) الفرنسية المعروفة بنشاطها العضوي المرتبط بإسرائيل والمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا. هذه الجوائز الأدبية المرموقة التي انهالت على بوعلام صنصال (ضربة واحدة) بمجرّد انتقاده الجزائر بطريقة فجّة وإقدامه على زيارة اسرائيل كشفت المستور وفضحت التلاعبات التي يقوم بها الغرب في منح الجوائز أو (المقابل) لأقلام جزائرية مأجورة لا تشرّف الجزائر التي أنجبت كاتب ياسين ومولود معمري ومفدي زكريا وأركون والزاهري والطاهر بن عائشة والطاهر جاووت والطاهر وطّار وياسمينة خضرا وربيعة جلطي وأحلام مستغانمي وزهور ونيسي وأسيا جبّار ومايسة باي ويمينة مشكرا وخولة طالب الإبراهيمي وعبد الوهّاب بن منصور وبشير مفتي وسمير قسيمي وغيرهم. هذا قبل أن تتأكّد النوايا الخبيثة للغرب بعد إدراج رواية الكاتب الجزائري المثير للجدل كمال داود (ميرسو... تحقيق مضادّ) في قائمة الجوائز الأدبية: غونكور وجائزة رونودو، قبل أن تحصل روايته التي وصفت بالضعيفة أدبيا على جائزة فرونسوا مورياك، ثم على جائزة القارات الخمس للفرنكفونية لا لشيء إلاّ لأنها حملت محاكمة ضد الجزائريين وثقافتهم وضد الإسلام التي تعتبر عنده عناصر حصرية. حيث كتب هذا الشخص عن القرآن قائلا: (أحيانا أتصفّح كتابهم، الكتاب الذي أجد فيه لغوا غريبا ونحيبا وتهديدات وهذيانا تجعلني أشعر بأنني أستمع إلى حارس ليلي عجوز وهو يهذي)، وعن جيرانه الجزائريين يقول: (أطفالهم تعجّ كالدود على جسدي)، ويتكلّم عن مدينة الجزائر فيقول عنها (إنها عاصمة بشعة)، كلّ هذه المهاترات والخطايا يبدو أنها حازت إعجاب ومباركة الغرب الذي يحارب كلّ ما هو انتماء وهوية للمسلمين عموما والجزائر بشكل خاص. في السياق، يرى الكاتب الجزائري الشهير رشيد بوجدرة أن بعض الكتّاب يحرّكون أقلامهم استجابة لمطالب الكيان الفرنسي، حيث يظهرون كرها وعداء شديدا للذات حتى ترضى عنهم وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية. وأكّد رشيد بوجدرة في حوار مع صحيفة (الخبر) نشر أمس أن فرنسا تشجّع الكتّاب الذين يظهرون نقدا للجزائر بطريقة فجّة مثلما فعل بوعلام صنصال في روايته (قرية الألماني) ومؤخرا كمال داود في روايته (ميرسو... تحقيق مضادّ)، هذه الأخيرة اعتبرها أحد أعمدة الرواية الجزائرية (ضعيفة أسلوبا وبنية). بوجدرة فضح ممارسات باريس التي تضع في القائمة السوداء كلّ من يعارض هذا الطرح، مشيرا في الأخير إلى أن الروائي مطالب بالنزاهة وامتلاك الشجاعة ورفض استغلال أعماله الأدبية سياسيا من طرف جهات مغرضة.