ما تزال بلدية جنات الواقعة شرق ولاية بومرداس، تشهد ركودا تنمويا لا يليق بحجمها، وهي التي تصنّف ضمن أجمل بلديات الولاية التي تعرف بشواطئها الخلاّبة ومناظرها الساحرة، غير أن كل هذا لا يخفي حقيقة نقص المرافق العمومية وكذا التهيئة الحضرية في العديد من الأحياء السكنية، كما أن إشكاليتي النظافة وتغلغل الأحياء القصديرية التي تتوزع عبر عدة مواقع بها، شوه المحيط العمراني للمنطقة. ل. حمزة أخبار اليوم ، وخلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها بالمنطقة، وقفت على جملة من الانشغالات التي ما يزال أبناء المنطقة ينتظرون من السلطات المحلية تفعيلها كالبرامج التنموية واستدراك التأخر في إنجاز المشاريع المختلفة ذات الطابع الاجتماعي والرياضي والثقافي وتهيئة الطرقات وصيانة قنوات الصرف الصحي.. نقصٌ كبيرٌ في الإنارة وتهيئة الطرقات لم تختلف معظم الشكاوي التي رفعها سكان كل من أحياء البلدية حيث تحدث هؤلاء عن معاناتهم من النقص الفادح في التنمية في ظل تدهور وضعية الطرقات، التي باتت بالفعل بحاجة إلى تزفيت، وكذا اهتراء قنوات الصرف الصحي بالكثير منها نتيجة إهمال المجالس الشعبية السابقة التي ضربت انشغالات المواطنين عرض الحائط، وحرمت بعض الأحياء طيلة سنوات من المرافق الضرورية التي يبقى المواطن في أمسّ الحاجة إليها، أما عن الإنارة العمومية فكانت إلى وقت قريب مشكلا عويصا أرق كثيرا سكان البلدية. تتضاعف معاناة سكان بلدية جنات، في ظل النقص الفادح الذي يسجله الحي في مجال التهيئة الحضرية والهياكل التي من الضروري أن تتوفر في مختلف الأحياء السكنية، وهو الأمر الذي لم يستسغه السكان مؤكدين على ضرورة أن تعيد السلطات المحلية والجهات المعنية النظر في المشاكل التي يتخبطون فيها يوميا والتحرك بمشاريع تجسد الوعود التي أطلقوها سابقا. ومن جملة المشاكل التي يعاني منها السكان والتي تطرقوا إليها مشكل انعدام التهيئة الحضرية، حيث تظهر جليا وضعية الطرقات المهترئة والحفر، والتي تعتبر أهم النقاط السوداء بالمنطقة، ما جعل الحي يعرف حالة من الفوضى العارمة تسببت في تعرض المركبات للعديد من الأعطاب، مؤكدين أن معاناتهم مستمرة طول أيام السنة، فخلال فصل الصيف تتحول المسالك إلى مصدر للغبار المتطاير، الذي يحتم عليهم غلق النوافذ لتجنبه رغم حر الطقس، أما شتاء فيصعب اجتياز تلك الأوحال، الناتجة عن تراكم برك المياه، كلها عوامل تسبّبت في مضاعفة معاناة السكان وحوّلت حياتهم إلى كابوس حقيقي، كما يطرح أيضا مشكل اهتراء قنوات الصرف الصحي ببعض الأحياء المجاورة التي تقع في المنحدر الجبلي غير بعيد عن مركز البلدية، والتي لم تجدد منذ سنوات في مضاعفة معاناة سكان الحي نتيجة انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات، مع غياب تام لمصالح النظافة، وهو الأمر الذي بات لا يطاق خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، مما تسبب بإصابتهم بالأمراض التنفسية والحساسية بفعل الروائح التي يستنشقها السكان والتي يكون أولى ضحاياها الأطفال. البناءات الفوضوية تغزو الشريط الساحلي تتواجد على طول الشريط الساحلي لكاب جنات، العديد من البناءات الفوضوية على غرار شاطئ أولاد بونوة وعلى مستوى شاطئ مازر و عبد الويرث، والتي أفسدت ديكور وجمال البلدية الساحلية التي تستقطب العديد من المصطافين موسم الصيف، الأمر الذي جعل رئيس البلدية حسب مصادر مطلعة، يصدر قرار بهدم هاته السكنات التي بُنيت بطريقة فوضوية، وكشفت ذات المصادر أن العديد من هذه القرارات لم تنفذ، و تتواجد جل هذه البنيات على شاطئ رأس جنات على غرار شاطئ أولاد بونوة وعلى مستوى شاطئ مازر و عبد الويرث، وأعرب مواطنون من بلدية رأس جنات عن إستنكارهم الشديد من الغياب التام للسلطات المحلية إزاء الإنتشار الرهيب للبيوت الفوضوية والسطو على العقار السياحي والرمي العشوائي للنفايات الصلبة على مستوى الشواطئ بغرض السطو على العقار وإنجاز منازل خارج الإطار الذي منحه القانون، وأفادت جهات عليمة من ولاية بومرداس إن عدم إصدار وتنفيذ مثل هكذا قرارات بالهدم يُعرقل التوجه السياحي للبلدية على غرار إنجاز الواجهة البحرية بشواطئ أولاد بونوة وعبد الويرث الذي خصّص له غلاف مالي يقدر ب 5 ملايير سنتيم، في حين أضافت ذات المصادر عن إستحالة تجسيد مشروع إزدواجية الطريق الوطني رقم 24. التكفل الصحي غائب وعلى صعيد ذي صلة، تعرف بلدية جنات نقصا فادحا في الهياكل الصحية التي تعد من المرافق الحيوية، خاصة في ظل الكثافة السكانية المتزايدة بالمنطقة، مما يفرض على السلطات المحلية ومديرية الصحة لولاية بومرداس أن تعمل مستقبلا على تزويد بعض الأحياء السكنية بقاعات علاج تضمن للمريض حقه الطبيعي في العلاج، ومن جهة أخرى تعاني عدة قاعات علاج من اكتظاظ ملحوظ، حيث تعج قاعات الانتظار بالمرضى طيلة اليوم، كما أن عددا منها لا يتوفر على التجهيزات اللازمة للتكفل بالمريض، وعليه يناشد سكان بلدية جنات السلطات المحلية وكذا مديرية الصحة لولاية بومرداس من أجل تدعيم الهياكل الصحية وتزويد المتوفرة حاليا بالتجهيزات اللازمة للتخفيف عن المرضى عناء التنقل إلى المناطق المجاورة مستقبلا. تعرف المراكز العمومية على غرار مركز البريد، خاصة المتواجد بالبلدية، وكذا مقر الحالة المدنية، هذا الأخير باتت تميّزه الفوضى بسبب الطوابير الطويلة، خاصة في الفترة الحالية والتي تتزامن مع الدخول المدرسي والاجتماعي، حيث يضطر المواطنون إلى قضاء ساعات طويلة للحصول على شهادة الإقامة التي يعدها عون واحد رغم الطلب الكبير عليها، كما يعتبر مركز البريد بوسط المدينة الذي لم يختلف المشهد به كثيرا، حيث أصبح لا يستوعب العدد المتزايد للزبائن الذين يضطرون إلى الانتظار طويلا بهذا المقر الضيق والهش، وأمام هذه العزلة والتهميش اللذيْن تعاني منهما بلدية بحجم كاب جنات ، يأمل قاطنوها في التفات السلطات لإخراجهم من هذه الدوامة والنهوض بقطاع السياحة بها بعد أن أصبحت في السنوات الأخيرة قبلة للسيّاح من كلّ الجهات.