الثاني عشر من ربيع الأول من سنة 571 من التقويم الميلادي أو كما يعرف بعام الفيل هو يوم عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية فهو تاريخ مولد خير الأنام سيدنا محمد أفضل صلوات الله عليه وسلم، وقد جعل الفاطميون 12 ربيع الأول من كل سنة يوما للاحتفال بذكرى مولده، لكن الاحتفالات به تختلف من بلد لآخر وللجزائريين طريقة خاصة في إحيائه. عتيقة مغوفل (زاد النبي وفرحنا به) وغيرها من العبارات الكثيرة التي يرددها الجزائريون احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف التي تتباين مظاهر إحيائه من عائلة لأخرى، وقد تجوّلت (أخبار اليوم) ببعض شوارع العاصمة وقابلت بعض المواطنين بغية التعرف على طرق الاحتفال به في كل بيت. الأكلات التقليدية لا جدال فيها التقينا بالسيدة (أنيسة) تبلغ من العمر 72 سنة أصلها من منطقة قسنطينة تعيش بالعاصمة منذ الاستقلال وهي جدة ل6 أحفاد، تقول إنها كل سنة تقوم بتحضير التريدة وتشتري المفرقعات لأحفادها وتقوم بدعوة الأبناء حتى يحيوا معها هذه المناسبة في أجواء عائلية، كما تقوم بإشعال الشموع ووضعها في أرجاء المنزل وتقوم أيضا بتحفيظ الأحفاد بعض الأناشيد الدينية الخاصة بالمناسبة مثل أناشيد من المالوف القسنطيني التي تتغنى بخصال سيدنا محمد عليه أزكى الصلوات والتسليم. أما السيدة (غنية) ذات 62 ربيعا تقوم بالتحضير للمناسبة بطريقة أخرى، فيومين قبل ذكرى الاحتفال تقوم بتحضير الرشتة في المنزل فهي لا تحب أن تقتنيها من السوق كما تفعل باقي النسوة، وتحمص الدقيق حتى تحضر الطمينة صبيحة المولد مثلما تفعل الجزائريات حين يحتفلن ب(سبوع) مولود جديد وتزينها بالمكسرات، بالإضافة إلى هذا فإنها تقوم بتخضيب أيدي بناتها احتفالا بالمناسبة مع إشعال الشموع والمديح على النبي صلى الله عليه وسلم. في حين تفضل السيدة (قمرة)ربة بيت تبلغ من العمر 48سنة أن تحضر الشخشوخة الحارة احتفالا بالمناسبة أ من منطقة بسكرة، بالإضافة إلى هذا فإنها تقوم بإعداد الشاي وبعض المكسرات للسهرة حتى تجتمع هي وأبناؤها لمشاهدة فيلم الرسالة فهو تقليد عائلي لا يمكن الاستغناء عنه. آراء مغايرة لمناسبة المولد النبوي كما التقت (أخبار اليوم) بمجموعة من الشباب الذين كان لهم رأي آخر في موضوع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مقارنة مع النسوة، من بينهم (عبد الله) شاب يبلغ من العمر 27 عاما مهندس في الإعلام الآلي الذي يعتبر أن الاحتفال بالمولد عن طريق تحضير وجبة عشاء خاصة بعد الوقوف في طابور طويل من أجل شراء الرشتة أو الشخشوخة، وكذا التهافت على القصابات من أجل شراء الدجاج الذي لا يقل ثمنه في هذه المناسبة عن 400 دج للكيلوغرام الواحد، طريقة مبالغ فيها لأن الجميع ينسى المعنى الحقيقي للمناسبة، فهو مثلا منذ صغره وهو يشاهد والديه يحتفلان بالمولد النبوي الشريف دون أن يعلمانه المعنى الفعلي له، فهو لم يدرك أن الاحتفال بالمناسبة له معنى آخر غير الأكل والشرب إلا بعد أن دخل المدرسة وتعلم أننا نحيي المناسبة احتفالا بمولد النبي عليه الصلاة والسلام. أما رمزي شاب يبلغ من العمر 29 سنة متحصل على شهادة ليسانس في الشريعة ومؤذن بإحدى مساجد العاصمة فقد رأى أن الاحتفال بالمناسبة بدعة، على اعتبار أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يحتفل يوما بذكرى مولده ولم يفعل الصحابة الكرام ذلك أيضا. لكن يرى أئمة أن الاحتفال بالمناسبة لا بأس فيه من باب الفرح والغبطة والتذكير بسيرة نبينا الكريم وتربية الأجيال عليها والافتخار بالنور الذي بعث إلى البشرية. استعمال المفرقعات في المولد حرام للاستفسار أكثر عن كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالإمام جلول قسول مسؤول عن النشاط المسجدي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، الذي اعتبر أن الاحتفال بالمناسبة محبب وذلك للاقتداء بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ولتعليم الأطفال السنة المحمدية، ولكن يجب أن تكون هذه الاحتفالات في حدود المعقول فلا يجوز شراء المفرقعات لما فيه من تبذير للأموال، ولأن المبذرين كانوا إخوة للشياطين، فلو أن الجميع يدخرون المال عوض أن يشترون بها المفرقعات لتمكنوا من إنجاز الكثير من أعمال الخير التي تعود بالنفع على كل أفراد المجتمع، بالإضافة لهدذا حتى لا يجلب الفرد الضرر لأخيه ، ففي العديد من الاحتفالات تم تسجيل إصابات خطيرة يصاب بها الأطفال، كما سجلت مصالح الحماية المدنية احتراق الكثير من المنازل والسيارات بسبب المفرقعات والشموع.