تستعد العائلات الجزائرية ككل سنة للاحتفال بذكرى مولد خير الأنام محمّد عليه الصلاة والسلام الذي يصادف 12 من ربيع الأول، حيث يعمل المجتمع الإسلامي على المحافظة على كيانه، بالتّمسك بمجموعة من السّلوكيات التّي تعبّر عن أصالته وثقافته، حيث نجد معظم الأسر تتسابق لتحضير مختلف الأطباق والحلويات من أجل استقبال هذا اليوم بأجواء بهيجة إضافة إلى الإستعدادات الخاصة الأطفال كشراء المفرقعات وغيرها من التحضيرات الأخرى علاوة على ذلك النشاطات التي تقوم بها معظم المساجد في مولد خير الآنام من أجل الاحتفال بهذه الذكرى التي لا تغيب عن الأمة الإسلامية جمعاء باحتفالات تمزج بين الترتيل والتذكير، للتمسك بالهوية الدينية والتاريخية، وعلى إثر هذا تقربت السياسي من بعض المواطنين لمعرفة أجواء التحضيرات لهذه المناسبة الدينية. تحضيرات المولد تسبق حلول المناسبة بأسبوعين قادتنا جولة استطلاعية في شوارع العاصمة للوقوف على التحضيرات التي أطلقتها الأسر الجزائرية قبيل حلول مناسبة المولد النبوي الشريف وفي هذا الصدد أعرب العديد من المواطنين عن مدى فرحتهم واستعداداتهم الخاصة لإحياء هذه المناسبة ويقول محفوظ 27سنة من العاصمة يتوجب علينا أن نغتنم فرصة الاحتفال بمولد نبينا على أكمل وجه بالعبادة وباقي التحضيرات الأخرى من اجل ترسيخ قدوة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف للأجيال الصاعدة ومن جهة أخرى أعرب العديد من الأطفال عن مدى فرحتهم للاحتفال بهذه المناسبة خاصة أمام توفر المفرقعات بكميات كبيرة في مثل هذا اليوم أما فاطمة 62 سنة مغتربة فتقول طعم الاحتفال بهذه الذكرى الإسلامية في أرض الوطن رائع فالاحتفال بالمولد النبوي في بلادي له طعمه الخاص رغم أنه يختلف من منطقة إلى أخرى بحكم مساحة الجزائر ويتميز على الاحتفال به في خارج الوطن أما كهينة من العاصمة فقالت نقوم بتحضير مختلف التوابل لطهي ألذ الأطباق إضافة إلى تحضير الحلويات التي اعتدنا تحضيرها في وقت مضى مثل الطلية والصامصة، الطمينة وحلويات أخرى ونقوم بهذه التحضيرات قبل حلول المولد النبوي الشريف بأسبوعين على الأقل وهذا إلى جانب عمليات التنظيف التي نقوم بها من أجل استقبال المولد، ومن جانب آخر أعربت جميلة قائلة أن استعدادنا للاحتفال بهذا اليوم يبدأ بدخول شهر ربيع الأول حيث نقوم بتنظيف المنزل ونغير ما يلزم تغييره وهذا بالإضافة للذهاب إلى التسوق لاقتناء مختلف اللوازم من أجل تحضير مختلف الأطباق لهذا اليوم . الكسكسي ..الرشتة والشخشوخة تتربع على مائدة المولد وفي ظل هذه الحركية التي تشهدها أرجاء العاصمة تشهد الأسواق العاصمية، مع اقتراب حلول هذا اليوم حركة مكثفة استعدادا لهذه المناسبة الدينية، حيث لا تفوت أي سيدة جزائرية العشاء المميز للاحتفال بالمولد وسط العائلة، وفي هذا الصدد كانت لنا وقفة مع العديد من العائلات الجزائرية لتروي لنا تحضيراتها في مثل هذا اليوم وتقول حورية: رغم اختلاف الأيام والأزمنة إلا أن احتفالنا بهذا اليوم بقي على حاله، حيث تبدي الأسر الجزائرية اهتماما كبيرا بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف إذ تقوم العائلات بالتفنن في مثل هذا اليوم بطهي مختلف الأكلات التقليدية من أجل تجمع أفراد العائلة صغارا وكبارا على مائدة عشاء المولد، فالفرحة والابتسامة لا تفارق محياهم وهذا إلى جانب تحضيرنا الطمينة التي نقوم بتحضيرها في صبيحة يوم مولد النبي ص ، كما نقوم بإشعال الشموع في جميع أرجاء المنزل، الأمر الذي لا نستغني عنه في مثل هذه المناسبة لتسترسل بذلك كلامها قائلة أما فيما يخص السهرة الليلية والتي تفضل الكثير من العائلات الجزائرية قضائها في التجمع من أجل السهر والسمر مع الأهل والأقارب والأحبة ، حيث تحرص أغلب العائلات في مختلف ربوع الوطن على إعداد وجبات تقليدية. ويعتبر الكسكسي والرشتة والشخشوخة من الأكلات المفضلة في المولد أين تذهب معظم النساء لشراء مختلف التوابل اللازمة لمختلف التحضيرات، فالعائلات القسنطينية مثلا تحرص على تحضير عجائن التريدة ووجبات تقليدية اخرى كالتليتلي وغيرها من الاطباق، أما فيما يخص اليوم الموالي فيقمن بتحضير الطمينة أو الزرير ، وهذا كما تسمى لدى بعض العائلات الشرقية، وتقوم عائلات منطقة القبائل بتحضير الغرايف وغيرها من الحلويات الأخرى. وأجواء للترتيل والتذكير ...تسعى معظم العائلات في مختلف الولايات إلى الاحتفال بهذه المناسبة بترسيخ الأفكار الدينية لأولادها، إضافة إلى إطعام المساكين وتنظيم مسابقات دينية لحفظ القرآن، وفي هذا الصدد تقول فاطمة لا يمكننا المرور بهذه المناسبة مرور الكرام لذا فنحن في الأسرة الجزائرية وعلى غرار التحضيرات المعتاد عليها في كل بيت جزائري نقوم بترتيل القرآن بالخصوص ونحن أسر محافظة لا يمكن لنا أن نحتفل بهذا اليوم بعيدا عن تعاليم ديننا الحنيف فترسيخ الأفكار الدينية هو أساس الاحتفال بذكرى مولد نبينا ومن جهة أخرى فقد أعرب عمي العربي من العاصمة قائلا يجب علينا أن نستغل هذه المناسبة العظيمة بذكر سيرة نبينا ونعمل على ترسخ هذه الأفكار في قلوب أبنائنا لرد الجميل لهذا النبي الكريم، وكما نقوم بتوزيع الصدقات والوجبات التقليدية للمحتاجين . .. والمفرقعات للأطفال ووسط هذه الاستعدادات التي تقوم بها مختلف العائلات الجزائرية من أجل احياء هذه المناسبة الدينية لم يفوت الأطفال الفرصة لاقتناء المفرقعات إحياءً للمولد من أجل إدخال الفرحة والبهجة في قلوبهم، وهو ما أعرب عنه سيدعلي 15 سنة قائلا لا يمكنني الاحتفال بهذا اليوم بدون مفرقعات لانها من المظاهر التي تبرز لي هذا اليوم عن باقي الايام ، أما يوسف من دالي ابراهيم فقد أعرب عن مدى استعداده للاحتفال بهذه المناسبة، حيث قال نشتري المفرقعات للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، فهي من أهم المظاهر التي تدخل الفرحة في قلوبنا بالخصوص عند اجتماعنا في السهرة من أجل الاحتفال الجماعي مع الأصدقاء .