أفاد مصدر أمني تونسي بارتفاع عدد العائلات الليبية المتوجهة إلى تونس عبر معبر رأس جدير الحدودي بين البلدين. وأضاف المصدر، لإذاعة (موازييك إف إم) التونسية، أن حركة عبور العائلات الليبية إلى التراب التونسي عبر المنفذ سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يشير إلى إمكانية حدوث حالة فرار جماعي نحو تونس بسبب تأزم الأوضاع الأمنية خاصة في منطقتي زلطن وزوارة. وتشهد ليبيا اقتتالا دمويا بين الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر والميليشيات المسلحة في شرق وغرب البلاد، كما يدير البلاد حكومتان وبرلمانان، حيث توجد حكومة بقيادة عبدالله الثني ومجلس النواب المنتخب والمعترف بهما دوليا في طبرق، والحكومة الأخرى بزعامة عمر الحاسي والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته في طرابلس. خشية من تأثيرات الحرائق على دول الجوار حذّر خبراء من تواصل إشتعال النار في خزانات النفط بمرفأ السدرة بمنطقة الهلال النفطي الليبي، ومن خطورة التأثيرات البيئية للسحب الدخانية المنبعثة منها. وعبّر الباحث الاقتصادي طارق الشلماني عن خشيته من حدوث كارثة إنسانية واقتصادية، لن تتوقف حدودها عند ليبيا بل ستمتد إلى دول الجوار، خصوصا بعد امتداد النيران إلى 7 خزانات أخرى في ميناء السدرة. ونقل موقع إرم الإخباري عن الشلماني قوله بأن السُحب الدخانية الناجمة عن الحرائق التي تعد أكبر في تاريخ البلاد، وصلت حتى البريقة شرقا، ما أدى إلى تلوث الهواء والمياه والتربة. وحذر الباحث من انعكاسات سلبية على الاقتصاد الليبي، نتيجة استمرار الاشتباكات والقتال في محيط الموانئ النفطية، الذي سيؤدي إلى انخفاض حاد في إنتاج النفط الخام ليصل إلى 352 ألف برميل يوميا. ودعا الشملاني الأطراف المتنازعة إلى وقف إطلاق النار، والعمل على توفير الإمكانات اللازمة وطلب مساعدة خارجية، للتمكن من إخماد الحرائق التي باتت تهدد كل الخزانات النطفية في الميناء الأكبر في البلاد. وأشار الباحث إلى أن الاقتتال الليبي واستهداف المرافئ النفطية، أثّرا سلبيا على السوق الآسيوية، وأدى إلى انخفاض صادرات البلاد من النفط الخام، ماساهم في رفع الأسعار العالمية. إلى ذلك، ارتفع سعر النفط الخام الأمريكي أكثر من دولار في بداية التعاملات الآسيوية، الاثنين، متراجعا عن هبوط شهده في الجلسة السابقة بعد أن هدد تصاعد الاشتباكات في ليبيا بتعطيل صادرات وإمدادات النفط من هذه الدولة العضو في أوبك. وارتفع الخام الأمريكي وخام برنت نتيجة المخاوف السياسية، واحتمال زيادة الطلب على النفط نتيجة برامج تحفيز مالي جديدة في الصين واليابان. وشنّ الجيش الليبي غارات جوية على مواقع المسلحين في مصراتة بغرب ليبيا الأحد، في رد على ما يبدو على هجوم صاروخي في الأسبوع الماضي أدى لإشعال حريق في السدر أكبر موانئ تصدير النفط في ليبيا. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن الحريق الذي لا يزال يحاصر ثلاثة صهاريج تخزين، دمر مايزيد على 800 ألف برميل من النفط الخام، أي ما يعادل نحو يومين من الإنتاج. وذكرت المؤسسة أن اجمالي إنتاج ليبيا من النفط يبلغ 385 ألف برميل يوميا. وقال كبير مسؤولي الاستثمار في مؤسسة أيريس ألاينس في سيدني، جوناثان بارات، إن ليبيا وكل المشكلات الأخرى تبرر نوعا ما من الزيادة نتيجة المخاطر .