* فرنسا تحذّر: جنوب ليبيا أصبح معقلاً للإرهابيين بعد اشتعال أكبر المرافئ النفطية الليبية، وطلب الحكومة الليبية مساعدة إيطاليا لإخماد الحريق، اشترطت الأخيرة وقف القتال بين الأطراف المتصارعة قبل التدخل والمساعدة في إخماد الحرائق التي شملت خمسة صهاريج للنفط في ميناء السدرة النفطي. وحثت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا الأطراف المتصارعة في ليبيا لبذل الجهد من أجل إنهاء الصراع الدائر في البلاد وكانت ليبيا طلبت من إيطاليا إرسال رجال إطفاء للسيطرة على حريق في ميناء السدرة، أكبر ميناء نفطي في البلاد. أما أسباب الحريق فتعود إلى إصابة صاروخ أطلقته ميليشيات فجر ليبيا صهريجاً لتخزين النفط الأسبوع الماضي في الميناء الواقع في شرق البلاد أثناء اشتباكات بين قوات تابعة للحكومتين المتنافستين في البلاد. وقال علي الحاسي، المتحدث باسم قوات الأمن المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا، إن النيران امتدت إلى خمسة خزانات نفطية في المجمل. وأضاف أن السلطات الليبية تحاول إخماد النيران، لكنه أشار إلى أن قدراتها محدودة. من جهته، كشف عيسى العريبي، رئيس لجنة الطاقة في مجلس النواب التابع لحكومة عبد الله الثني المعترف بها دوليا، أن أعضاء المجلس طلبوا من إيطاليا المساعدة برجال إطفاء. وأضاف أن إيطاليا أبدت استعدادها للمساعدة في إخماد الحريق في خزانات النفط بميناء السدرة ولكن بشرط توقف القتال. يذكر أن إيطاليا واحدة من الدول الأوروبية القليلة التي لا تزال لها سفارة عاملة في ليبيا. وأغلق ميناءي السدرة وراس لانوف المجاور له منذ أن حاولت قوة متحالفة مع حكومة منافسة في طرابلس السيطرة عليهما قبل أسبوعين. وأثّر ذلك على تصدير ما يقدر بنحو 300 ألف برميل نفط يوميا. وكان متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط قال، الخميس الماضي، إن القتال بين الجماعات المتنافسة في البلاد أدى إلى تراجع إنتاج ليبيا من النفط الخام. وكان السدرة وراس لانوف قادران على تصدير نحو 300 ألف برميل قبل إغلاقهما. تحذير فرنسي اعتبر وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، في مقابلة مع صحيفة لو جورنال دي ديمانش ، أن جنوب ليبيا (تحول إلى معقل للإرهابيين)، لكنه أكد أن أي تدخل عسكري مباشر في هذه المنطقة غير وارد حتى الآن. ورأى الوزير أن توجيه ضربة من دون حل سياسي لن يؤدي إلى نتيجة ، مؤكدا أن ليبيا بلد مستقل . وقال نشهد اليوم ظهور نقاط ترابط بين داعش ومجموعات كانت مرتبطة حتى الآن بالقاعدة في منطقة الساحل والصحراء، خصوصا في درنة بليبيا حيث يحاول داعش الإمساك بزمام الأمور . وأضاف أنه في هذه المنطقة يوجد بلمختار (أحد أبرز قياديي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، وأيضا إياد آغ غالي زعيم (جماعة) أنصار الدين. أنا واثق من أن الموضوع الليبي مطروح أمامنا. في 2015 على الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة والدول المجاورة التصدي لهذه القضية الأمنية الساخنة . وخلال اجتماعها في 19 ديسمبر في نواكشوط، دعت خمس دول في منطقة الساحل هي تشاد ومالي والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو إلى تدخل دولي لشل قدرات المجموعات المسلحة في ليبيا، حيث تسهل الفوضى قيام معاقل جهادية تقوض الجهود لتأمين استقرار المنطقة. نواجه عسكرة الإرهاب.. وجيش داعش 20 ألف جندي ورحبت الدول الخمس بمحاولات البلدان المجاورة لليبيا والأممالمتحدة لتأمين الظروف لحوار بين كل الأطراف الليبية باستثناء المجموعات الإرهابية . وتابع لودريان أن وجود تنظيمات إرهابية منظمة على مسافة قريبة من المتوسط يهدد أمننا، وكذلك وجود فرنسيين يقاتلون إلى جانب داعش. لا أميّز بين الإرهابيين. ما نخشاه هو اندماج بين حركات كانت حتى الآن تتقاتل في ما بينها: من نواجههم في الساحل وهم منبثقون من القاعدة ومن وحدوا صفوفهم منذ جوان تحت خلافة داعش . واعتبر أن هذه الخلافة هي جيش إرهابي مع عشرين ألف مقاتل ودبابات تم الاستيلاء عليها من الجيش العراقي ووسائل مالية مصدرها عائدات النفط وتقنية في القتال واحتراف في استخدام وسائل إعلام محلية، كل ذلك في خدمة إرادة لاحتلال أراض . وأضاف إنه جيش يستطيع خوض حرب عصابات في المدن و(ممارسة) إرهاب كلاسيكي وحرب تقليدية. نعم، ندخل في بعد جديد هو عسكرة الإرهاب، وهذا يتطلب ردا عسكريا.