عرفت مختلف مستشفيات الأمومة والطفولة، وكذا المستشفيات العمومية بالشرق الجزائري في الأيّام الأخيرة عدّة حالات مرضية شبيهة باِلتهاب السحايا، غير أنها تحدث في فصل الشتاء· حيث استقبلت هذه المؤسسات ما يزيد عن 200 حالة أجبرت الكثير من الأمّهات على قضاء عدّة أيّام في المستشفيات بعد أن تطلّبت حالة فلذات أكبادهن الرّعاية الطبّية المركّزة· وتتحدّث مصادر طبّية عن فيروس غريب يواصل الزّحف على أطفال الجزائر نظرا لارتفاع درجة حرارة أجسام هؤلاء الأطفال وتعديها ال 40 درجة مئوية، خاصّة عند الذين تتراوح أعمارهم بين 05 أشهر و12 شهرا، وكان الجميع في البداية يظنّون أن هذه الحالات هي عبارة عن نزلات برد فقط، وأن الأمر لا يعدو أن يكون عبارة عن اِلتهاب في اللوزتين، غير أن تطوّرها المفاجئ ووصولها إلى حد الإغماءات والتقيؤات والغثيان والإسهال وهي أعراض تشبه في بدايتها مرض إلتهاب السحايا جعل الأطبّاء والطواقم الطبّية عبر المستشفيات العمومية لشرق البلاد يعلنون حالة تأهّب قصوى من أجل تقديم الإسعافات الأوّلية لهؤلاء المصابين مع إجراء التحاليل والكشوفات الطبّية اللاّزمة بغية التوصّل إلى معرفة نوع المرض وتشخيصه، مع إمكانية معرفة أسبابه الحقيقية نظرا لتشابه المئات من الحالات لدى هؤلاء المصابين عبر مختلف مستشفيات شرق البلاد· كما لا تخفي مصادرنا حالات القلق والحيرة والذّعر لدى عائلات هؤلاء المرضى، خاصّة مع تطوّر حالاتتهم التي كانت في بادئ الأمر شبيهة باِلتهاب السحايا، غير أن تطوّرها المصحوب بظهور بقع على الأطراف شبيهة بلدغات حشرة النّاموس تنتهي بتورّم وانتفاخ في مكان اللّدغة مع حمله لفيروسات وجراثيم غير معروفة تسبّب الغثيان والتقيّؤ والإسهال للمصاب جعلت الأطبّاء يتركون المصابين تحت العناية المركّزة إلى غاية معرفة نوع هذا المرض الجديد والتعرّف على أسباب انتشاره وإمكانية مقاومته والوقاية منه·