تتميز الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف بولاية مستغانم بإقامة عادات وتقاليد توارثتها الأجيال عبر الزمن لإحياء ميلاد خير البرية الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. وتعكف الزوايا كعادتها على غرار (الزاوية العلوية) المتواجدة بحي تجديت بعاصمة الولاية منذ مطلع شهر الأنوار (ربيع الأول) بقراءة (الهمزية) للشيخ النبهاني التي تضم 1000 بيت تتطرق إلى الرسول الكريم (ص) من مولده إلى غاية وفاته وكذا قصائد المديح مع قراءة القرآن لتختتم في ليلة المولد بختم قراءة (الهمزية) وقراءة الأحاديث النبوية الشريفة. ويتم قراءة قصائد شعرية في مدح الرسول (ص) لعدد من مشايخة التصوف لكل من (سيدي بومدين شعيب) و(الشيخ العلاوي) و(الشيخ الحاج عدة بن تونس) و(الشيخ البوراعي) و (الشيخ البهلولي) نذكر منها قصائد (محمد اصطفاك البري) و( صلى الله عليك يا نور) و(لقاء الأحباب) وغيرها مع تلاوات عطرة لآيات بينات من ذكر الله العزيز الحكيم. وتنظم مديرية الشؤون الدينية بهذه المناسبة عبر مساجد الولاية ا في السيرة النبوية وتكريم تلاميذ حفظة القرآن الكريم ابتداء من ثلاثة أحزاب فما فوق خلال المدرسة الصيفية القرآنية وكذا الأئمة الذين تكفلوا بتقديم دروس دينية بالمؤسسات العقابية على غرار مؤسسة سيدي عثمان العقابية. كما ينظم بمستغانم مسيرة (الذرى) أو كما تعرف بمسيرة (التبوشير) تجوب مختلف أحياء وشوارع المدينة على غرار نهج (يحي بلقاسم) مرددين قصيدة شعرية في مدح الرسول الكريم بعنوان (البشير النذير يا سراج المنير). ويشارك في هذه التظاهرة المنظمة بمبادرة من مديرية ودار الثقافة والزاوية العلاوية الكشافة الإسلامية وفرق (العيساوى) و(أولاد التوات) و(القناوى)، إلى جانب نساء وأطفال جمعية الشيخ العلاوي للثقافة والتربية الصوفية ومريدي الزاوية العلاوية وعدد من المواطنين. وتختتم الاحتفالية بتنظيم حفلات دينية في السماع الصوفي وأناشيد ووصلات غنائية في الطرب الشعبي تتغني بالسيرة العطرة للحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى غرار الأسر الجزائرية في المدن الأخرى تجتمع العائلات بهذه المنطقة المشهورة بأوليائها الصالحين ليلة المولد حول موائد من الشموع بصحبة الأطفال يرددن أغاني وقصائد دينية على غرار (زاد النبي وفرحنا به) و (يا سعدي زاد النبي وفرحوا به الملائكة) و(طلع البدر علينا) وغيرها من الأناشيد لتختتم السهرة بوضع الحنة للأطفال على مستوى اليدين والرجلين. كما تستقبل النسوة فجر 12 من ربيع الأول بالزغاريد احتفالا بمولد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وتقوم ربات البيوت بطهي مختلف الأكلات بهذه هذه المناسبة منها (البركوكس بالدجاج) الذي هو عبارة عن الكسكس من الحجم الكبير و(التقنتة) أو كما تعرف ب (الطمينة) و(الروينة) وذلك دون ترك إحدى الأكلات الشعبية المشهورة بالمنطقة (الرقاق بالدجاج).