أكّد التجمّع الوطني الديمقراطي أمس (إدانته القوية) للاعتداء الإرهابي الذي استهدف المجلة الفرنسية (شارلي إيبدو) الأربعاء الفارط، وقال إن الإسلام بريء منه، معتبرا أن هذا (الاعتداء الجبان لا يمكن أبدا إلصاقه بالإسلام ولا يجب أن يكون ذريعة تغذّي نزعة العداء لدين الإسلام). دعا (الأرندي) في ختام الدورة العادية الثالتة لمجلسه الوطني أمس الجمعة بالجزائر العاصمة كل القوى الوطنية إلى الالتفاف حول مشروع تعديل الدستور الهادف إلى (تثبيت أركان الديمقراطية ومقوّمات الدولة الحديثة وحماية ثوابت الأمّة). وثمّن الحزب في البيان الختامي للدورة المشاورات السياسية التي جرت حول مشروع تعديل الدستور، والتي عكست (عزم رئيس الجمهورية على إبقاء الأبواب مفتوحة أمام جميع القوى السياسية والاجتماعية)، معربا عن (دعمه للإرادة الواضحة والحريصة على توافق وطني) حول مشروع التعديل. كما رحّب التجمّع بالحوار والتشاور مع الأحزاب بمختلف طروحاتها ومبادراتها، والتي (تنأى عن المساس بالشرعية ومؤسسات الجمهورية)، مؤكّدا أن الوحدة الوطنية من (الثوابت الراسخة في عقيدة الشعب الجزائري). وعبّر الحزب عن رفضه ل (التهاون والتلاعب) بثوابت الأمّة ول (النوايا المبيّتة التي تتحيّن الفرص لاستغلال بعض مطالب المواطنين، خاصّة في الجنوب لإذكاء نار الفتنة). من جهة أخرى، ثمّن التجمّع القرارات التي اتّخذتها الحكومة (بتوجيهات من رئيس الجمهورية)، مشيرا إلى أن (مسلك التهويل المعتمد والتخويف لا يجد صدى له لدى الرأي العام الوطني)، وأكّد في هذا السياق أن الشعب الجزائري (يدرك أن هذه الظروف التي تحمل معها صعوبات يمكن تجاوزها من خلال تفعيل الأدوات الناجعة للحكامة واستحداث آليات التحكّم في الموارد المالية للتخفيف من مظاهر تأثير انهيار أسعار النفط). كما أعرب الحزب عن (ارتياحه وتقديره للجهود التي تبذلها الجزائر على المستوى الدبلوماسي تحت قيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة)، معتبرا أن هذه الجهود (مكّنت الجزائر من تحقيق ديناميكية إيجابية يعكسها الدور الكبير الذي تضطلع به الجزائر في منطقة الساحل الإفريقي ومساعيها المتواصلة من أجل استعادة الاستقرار في شمال مالي وتجنيب ليبيا دوّامة العنف والتشتّت). وفي نفس الإطار، دعا التجمّع الأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدولي إلى إيجاد (حل عادل) لقضية الصحراء الغربية باعتبارها (قضية تصفية استعمار)، داعيا المغرب إلى (الكفّ عن محاولات إقحام الجزائر في ملف هو من اختصاص هيئة الأمم المتّحدة). وبخصوص القضية الفلسطينية أكّد التجمّع الوطني الديمقراطي أن موقف الجزائر (الثابث) إزاء هذه القضية سيظلّ (داعما وراسخا إلى أن تتحقّق الأهداف المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف). وفي الختام، حيّا التجمع الوطني الديمقراطي الجهود المبذولة من قِبل أفراد الجيش الوطني الشعبي من أجل الحفاظ على أمن واستقرار البلاد. بن صالح: مستعدّون للعمل مع كلّ الشركاء جدّد الأمين العام للتجمّع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح أمس الجمعة بالجزائر العاصمة استعداد حزبه للعمل مع كلّ الشركاء، داعيا إلى ضرورة التلاحم والدفاع عن المكاسب وصيانة الوحدة الوطنية. وقال السيّد بن صالح في كلمة ألقاها في اختتام أشغال المجلس الوطني للتجمّع إن حزبه يعبّر عن (رفضه لكلّ محاولات الالتفاف حول الإصلاحات التي وضعها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بدءا بالقوانين الجوهرية محلّ التنفيذ التي مسّت عديد المجالات وصولا إلى مسار تعديل الدستور الذي سيعمل الحزب على دعمه وإنجاحه في كلّ المستويات)، وأكّد أن حزبه (يعمل مع الجميع ضمن مقاربة الرؤية مع الرأي، والجامع المشترك هو أن الجزائر هي وطن الجميع). وبالمناسبة، دعا السيّد بن صالح إطارات ومناضلي حزبه إلى (الالتحام بالمواطنين وتحسيسهم بضرورة الدفاع عن المكاسب المحققة والتجند من أجل صيانة الوحدة الوطنية) التي تسعى -كما قال- (جهات غير واعية إلى المساس بها).