دعا التجمع الوطني الديمقراطي في ختام الدورة العادية الثالثة لمجلسه الوطني الجمعة بالجزائر العاصمة كل القوى الوطنية إلى الالتفاف حول مشروع تعديل الدستور الهادف إلى "تثبيت أركان الديمقراطية ومقومات الدولة الحديثة وحماية ثوابت الأمة". وثمن الحزب في البيان الختامي للدورة، المشاورات السياسية التي جرت حول مشروع تعديل الدستور والتي عكست "عزم رئيس الجمهورية على ابقاء الأبواب مفتوحة امام جميع القوى السياسية والاجتماعية" معربا عن "دعمه للإرادة الواضحة والحريصة على توافق وطني" حول مشروع التعديل. كما رحب التجمع بالحوار والتشاور مع الأحزاب بمختلف طروحاتها ومبادراتها والتي "تنأى عن المساس بالشرعية ومؤسسات الجمهورية", مؤكدا ان الوحدة الوطنية من "الثوابت الراسخة في عقيدة الشعب الجزائري". وعبر الحزب عن رفضه ل"التهاون والتلاعب" بثوابت الأمة ول"النوايا المبيتة التي تتحين الفرص لاستغلال بعض مطالب المواطنين خاصة في الجنوب لإذكاء نار الفتنة". من جهة أخرى, ثمن التجمع القرارات التي اتخذتها الحكومة "بتوجيهات من رئيس الجمهورية" مشيرا الى ان "مسلك التهويل المعتمد والتخويف لا يجد صدى له لدى الرأي العام الوطني". وأكد في هذا السياق أن الشعب الجزائري "يدرك ان هذه الظروف التي تحمل معها صعوبات، يمكن تجاوزها من خلال تفعيل الأدوات الناجعة للحكامة واستحداث آليات التحكم في الموارد المالية للتخفيف من مظاهر تأثير انهيار أسعار النفط". كما أعرب الحزب عن "ارتياحه وتقديره للجهود التي تبذلها الجزائر على المستوى الدبلوماسي تحت قيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة" معتبرا أن هذه الجهود "مكنت الجزائر من تحقيق ديناميكية ايجابية يعكسها الدور الكبير الذي تضطلع به الجزائر في منطقة الساحل الإفريقي ومساعيها المتواصلة من اجل استعادة الاستقرار في شمال مالي وتجنيب ليبيا دوامة العنف والتشتت". وفي نفس الاطار, دعا التجمع الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى إيجاد "حل عادل" لقضية الصحراء الغربية باعتبارها "قضية تصفية استعمار"، دعيا المغرب إلى "الكف عن محاولات إقحام الجزائر في ملف هو من اختصاص هيئة الأممالمتحدة". وبخصوص القضية الفلسطينية، أكد التجمع الوطني الديمقراطي أن موقف الجزائر "الثابث" إزاء هذه القضية سيظل "داعما وراسخا إلى أن تتحقق الأهداف المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف". من جانب آخر، جدد التجمع "إدانته القوية" للاعتداء الإرهابي الذي استهدف المجلة الفرنسية "شارلي ايبدو" الأربعاء الفارط، معتبرا إن هذا "الاعتداء الجبان لا يمكن أبدا إلصاقه بالإسلام ولا يجب أن يكون ذريعة تغذي نزعة العداء لدين الإسلام". وفي الختام، حيا التجمع الوطني الديمقراطي الجهود المبذولة من قبل أفراد الجيش الوطني الشعبي من أجل الحفاظ على أمن واستقرار البلاد.