تمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إثارة حساسيات أثناء مشاركته في مسيرة (شارلي إيبدو) في باريس، الأحد، وهو حدث قال مكتبه في الأصل إنه لن يحضره لأسباب أمنية. ربما كان الأكثر حرجا دعوته ليهود فرنسا الذين أزعجتهم هجمات باريس ومقتل أربعة أشخاص في متجر للأطعمة اليهودية للهجرة إلى الأراضي المحتلة إذا أرادوا ذلك، ما دفع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى المسارعة بطمأنة الطائفة اليهودية أنها في أمان، وأنها جزء لا يتجزأ من فرنسا. وينتقل عدد صغير من اليهود الفرنسيين إلى إسرائيل كل عام، حيث توجه إلى هناك في العام الماضي 7000 شخص من بين الطائفة التي يبلغ عددها 550000 شخص. ويتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من عشرة آلاف شخص في عام 2015 لأسبابٍ منها هجمات الأسبوع الماضي. ومساعدة مزيد من اليهود في الشتات للهجرة إلى الأراضي المحتلة ما زالت تمثل السياسة الرئيسية للحكومة اليمينية التي تواجه انتخابات في مارس القادم. وأظهر فيديو وضع على (الفايس بوك) في لقطات إخبارية صاحبت موسيقى كاريكاتير لوني تونز، نتنياهو وهو يناور ليشق طريقه إلى مقدمة المسيرة بمساعدة العديد من حراسه الشخصيين حتى يسمح له ذلك بالتقاط صور وهو يسير بجوار زعماء آخرين بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. * الصف الأول وسرعان ما وضعت هذه الصور في حساب نتنياهو على (تويتر)، بينما تم تغيير اللافتة على صفحته في (الفايس بوك) إلى صورة له في الصف الأول، جنبا إلى جنب مع أولوند وميركل والرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا وزعيمي الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر ودونالد توسك. ولم يظهر في الصورة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي كان يقف بجوار توسك على بعد مترين من نتنياهو. ومن المفارقة أنه لم يكن عباس ولا نتنياهو يعتزمان أصلا التوجه إلى باريس. وقالت مصادر في مكتب نتنياهو في مكالمة هاتفية مساء الجمعة الماضي إن مساعدا لأولوند أشار إلى أن حضور نتنياهو مسيرة الأحد سيكون عملا معقدا وغير مريح بسبب مخاوف أمنية. ونتيجة لذلك كانت الأخبار الأولى هي أن نتنياهو لن يحضر. وفي ذات الوقت، قال مكتب عباس أيضا إنه لن يحضر بسبب الطقس السيّئ. ثمّ تبيّن أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان ووزير الاقتصاد نافتالي بينيت وكلاهما زعيمان لأحزاب قومية يمينية ويستعدان لانتخابات 17 مارس سيحضران من تلقاء نفسيهما. ولم يتضح متى تغير الوضع، لكن بحلول مساء يوم السبت قرر نتنياهو حضور المسيرة، وبعد ذلك بقليل قال عباس إنه دعي للحضور أيضا. وعندما سئل في باريس بشأن هذه التصريحات المتضاربة قلل نتنياهو من شأن هذا الأمر، وقال: (كان من المهم أن أحضر إلى هنا، ولذلك أتيت)، مضيفا أن الأمن كان عقبة أولية. ومساء الأحد تحدث في المعبد الرئيسي في باريس، وهو حدث غادره هولاند قبل أن يبدأ نتنياهو حديثه. * أردوغان ينتقد مشاركة نتنياهو من جهته، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المسيرة ضد الإرهاب التي نظمت في باريس، واتهمه بممارسة إرهاب الدولة في غزة. وقال أردوغان في مؤتمر صحافي عقده مع عباس: (كيف ننظر إلى هذا الرجل الذي يمارس إرهاب الدولة بذبح 2500 شخص في غزة ويلوح بيده؟)، وأضاف: (من الصعب علي معرفة كيف تجرأ على الذهاب إلى هناك).