-استنفار أمني كبير وهولاند يصف باريس ب"عاصمة العالم" - "اليمين المتطرف" بزعامة مارين لوبان يقاطع ميسرة باريس شدت العاصمة الفرنسية باريس أمس، أنظار العالم بمسيرة ضخمة شارك فيها عدد كبير من المسؤولين من نحو خمسين دولة احتجاجا على الهجمات الأخيرة التي شهدتها باريس، وأدت إلى مقتل 17 شخصا. وفرضت الشرطة الفرنسية إجراءات أمنية مشددة، ونشرت قناصة على طول الطريق الذي ستسلكه المسيرة في العاصمة باريس، كما اختلط رجال شرطة بالزي المدني بالحشود. وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أكد أن المسيرة ستكون صامتة. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمام أعضاء حكومته إن "باريس هي اليوم عاصمة العالم"، وذلك قبل التوجه للمشاركة في المسيرة الجمهورية، بينما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريحات تلفزيونية "هذا المساء ستكون باريس عاصمة المقاومة في العالم ضد الإرهاب وللدفاع عن الحرية. ستكون حقا مسيرة العالم من أجل الحرية". وتوافد آلاف الفرنسيين على "ساحة الجمهورية" التي كانت إحدى النقاط الرئيسية للمسيرة الشعبية. ورددت الجماهير شعارات متقاربة تندد بالعنف والإرهاب، وتدعو للوحدة الوطنية، والتأكيد على أن قيم الجمهورية لا تتجزأ ولا يمكن السماح بالمساس بها، بينما سجل وجود ملحوظ للجالية المسلمة في المسيرة الشعبية. وأوضحت تقارير أن إجراءات أمنية مشددة أحيطت بالمسيرة، وذلك عبر نصب نقاط وحواجز مراقبة دقيقة للمشاركين، وتم نشر خمسة آلاف وخمسمائة عنصر أمن ودركي لتأمين المسيرة، وتم تفتيش نظام الصرف الصحي في باريس قبل المسيرة، وكانت وسائل النقل العام في باريس بالمجان. كما تم إغلاق العديد من الطرقات وخطوط مترو الأنفاق على طول خط المسيرة، حيث كان من الصعب الوصول إلى ساحة الجمهورية بسبب الإجراءات الأمنية. وشارك في المسيرة إلى جانب كبار المسؤولين الفرنسيين؛ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي. كما شارك فيها أيضا رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي شجع في وقت سابق اليهود الفرنسيين على الهجرة إلى إسرائيل. وشارك أيضا ملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء التونسي المنتهية ولايته مهدي جمعة، ووزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ونظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة. وحضرت كل الأحزاب السياسية الفرنسية باستثناء الجبهة الوطنية، حزب يميني متطرف، التي استبعدت رئيستها مارين لوبان من المشاركة في الاستعداد للمسيرة. وتأتي المسيرات المنظمة أمس، في فرنسا ردا على الهجمات التي أدت إلى مقتل 17 شخصا على مدى ثلاثة أيام في باريس، بدأت بهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" سيئة السمعة يوم الأربعاء الماضي، وانتهت باحتجاز مزدوج للرهائن يوم الجمعة في مطبعة خارج باريس ومتجر للأطعمة اليهودية في المدينة.