تسبب التهابات جلدية خطيرة اكتسحت الأسواق الجزائرية مئات الآلاف من أزواج الأحذية والنعال المصنعة بالصين والمجلوبة عبر موردين قانونيين أو تسرب عبر الشريط الحدودي الشرقي من الجزائر، وتلقى هذه السلع رغم الجدل القائم في شأن جودتها إقبالا منقطع النظير من طرف المستهلكين بالنظر إلى أسعارها التنافسية وتضمنها لعلامات تجارية مزورة. عاد الحديث في الآونة الأخيرة عن المخاطر التي تمثلها المنتجات الصينية، لاسيما منها الأحذية، التي وجدت في السوق الجزائري، فضاء رحبا للبيع، بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها بسبب أسعارها البخسة وشكلها الجذاب. وتعيش وزارات التجارة ومنظمات الدفاع عن المستهلك، حالة استنفار بسبب رواج كميات كبيرة من الأحذية الصينية التي تباع في المحلات وحتى على قارعة الطرقات والأسواق، وهي أحذية اتضح أنها مضرة بالصحة وتتسبب في إصابة الكثيرين بالحساسية والأمراض الجلدية، وحتى السرطان الجلدي، وهو الخطر الذي أشار إليه أطباء مختصون في الجلد استقبلوا هذا الشهر عشرات الحالات التي تعاني من تورمات وانسلاخات غريبة على مستوى الأرجل، وقد اتضح بعد استفسارهم، أن القاسم المشترك بينهم هو ارتداؤهم لأحذية من صنع صيني. وفي جولة قادت (أخبار اليوم) إلى عدد من الأسواق الشعبية في العاصمة، وقفت على الانتشار الرهيب لمحلات بيع الأحذية المستوردة من الصين، والإقبال الكبير من طرف الجزائريين عليها لأسعارها المعقولة، وأجمع الزبائن الذين تحدثنا اليهم، على رداءة المنتجات التي يقتنونها كحال السيد محمد، أب ل4 أطفال (أنا أعلم أن الأحذية التي أقتنيها لأطفالي رديئة الجودة، لكن ما باليد حيلة مدخولي الشهري لا يسمح لي باقتناء أحذية إيطالية أو أوروبية أصلية، لذا وجدت الحل في الأحذية الصينية)، أما ماريا الطالبة الجامعية التي اشترت حذاء إيطالي الصنع بثمن باهظ، عانت منذ انتعاله من التهاب في باطن القدم، وبعد استشارتها للطبيب تبين أن الحذاء الذي كان سبب الالتهاب، صيني الصنع، حيث اهتدى المستوردون إلى حيلة جهنمية تتمثل في جلب أحذية من الصين ويطلبون هناك بوسمها على أساس أنها مصنوعة في إيطاليا لضمان رواجها، خاصة أن الأحذية الإيطالية تحظى بثقة كبيرة لدى الجزائريين. لم يكن يتصور السيد كريم، البالغ من العمر 52 سنة، أن اقتناءه لحذاء صيني الصنع يمكن أن يؤدي إلى بتر أصابع قدمه وإصابة عينه اليسرى بالعمى بسبب ميكروب، ويحول حياته إلى جحيم، إن المشكل يعود إلى السنة الماضية، حيث قام باقتناء حذاء شتوي (بنتوفة) صينية الصنع، بأحد الأسواق الشعبية في العاصمة، ويقول محدثنا إنه في الأسبوع الأول بدأ يشعر بحكة شديدة على مستوى قدميه، حيث تحول لون ظفره إلى الأسود، ما تسبب له في طفح جلدي في رجله ليتحول إلى ميكروب، ورفضت جل المستشفيات استقباله، إلى أن استقبلته عيادة خاصة، حيث قام الأطباء باستئصال إصبعين من قدمه اليسرى ثم إصبع واحد من قدمه اليمنى، إلا أن الميكروب انتشر في جسمه وأصاب عينه اليسرى بالعمى وعينه اليمنى مهددة هي الأخرى بالإصابة، إذا لم يجر عملية جراحية مستعجلة للتخلص من الميكروب في عيادة خاصة بمبلغ 40 مليون سنتيم. وفي هذا الإطار، أشارت الدكتورة (ساحلي جويدة) أن الجلد المستعمل في تصنيعها يحتوي على جزيئات كيماوية مضرة قد تتسبب في نمو أورام سرطانية لمنتعليها، خاصة مع انتشار الحرارة، ما يفسر تزايد مثل هذه الإصابات صيفا، حيث تتسبب بفعل المواد الكيماوية المستعملة في تصنيعها في ظهور أعراض التهاب وحساسية جلدية قد تتطور إلى سرطانات موضعية خطيرة، كما أن جزءا كبيرا منها مصنوع من جلود غير معالجة لحيوانات وحتى قوارض، الأمر الذي يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة بمجرد انتعالها.