منظرها يسرّ الناظرين وأسعارها مغرية تفتح شهية الجميع، أحذية ونعال مختلفة الأشكال والألوان صالحة لكل زمان ومكان، لا تخلط أوراق ميزانية أرباب الأسر" الرخى ايدهش" تحمل علامة "صنع بالصين " يقال أنها قد تكون مصنوعة من جلد الدجاج والفئران، أو من بقايا عجلات السيارات، أو من البترول الخام ؟؟ ، ولكن الشيء المؤكد أن كل إصابة تقف وراءها سلعة صينية في الوقت الذي تؤكد فيه المصالح المعنية أن كل المنتجات تخضع للرقابة وتعرض على المخابر وأن الإصابات المسجلة في أوساط مستعمليها قد ترجع إلى عدم احترام شروط تخزين ونقل هذه السلع من الصين إلى الجزائر لاغير أقدمت شركة فرنسية متخصصة في استيراد الأحذية مؤخرا على سحب من الأسواق الفرنسية حذاءا رياضيا صيني الصنع بعدما تبين أنه يسبب نوعا من الحساسية لمن يلبسه، هذه الحادثة وقعت في فرنسا حيث تخضع كل المواد المستوردة إلى تحليل ومراقبة مشددة خاصة حين يتعلق الأمر بالسلع الصينية كما إن كل عمليات الإستيراد منظمة ، أما عندنا فإن الأحذية الصينية تغرق الأسواق الموازية وحتى المحلات وتعرف إقبالا منقطع النظير لا تخضع لأية عمليات مراقبة مهما كانت طبيعتها رغم خطورتها ومضارها الذي أكدته أعداد المواطنين الذين يترددون على المختصين في أمراض الجلد والحساسية ... أسعار مغرية على حساب الصحة العامة بدأ بريق السلع الصينية التي لاطالما تربعت على عرش الأسواق الجزائرية لسنوات قبل حلول المناسبات الدينية وفي سائر الأيام يتضاءل في عيون المستهلكين حيث أصبحت تفقد يوما بعد يوم ثقة الكثيرين خاصة منها الأحذية ، وأخذت أعداد المواطنين الذين يتخوفون من الإقبال عليها يتزايد بشكل مستمر بسبب ماتداوله الناس من كلام على نوعية هذه السلع الرديئة وما وقفوا عليه بأنفسهم من حقائق حول خطورتها على الصحة العامة حيث تسببت للكثيرين من مستعمليها في أمراض جلدية أوصلت بعضهم إلى قسم الأمراض الجلدية وملازمتهم لفراش المستشفى لأيام طويلة نتيجة إصابتهم بتقيحات وتعفنات خطيرة وإذا كان الكثير من المستهلكين قد قرروا عدم إقتناء أي حذاء رجالي أونسائي أو خاص بفئة الأطفال سواء من الأسواق الموازية أو تلك التي تعرضها المحلات الصينية حتى بأكبر شوارع العاصمة وقاطعوا كل ماهو "صنع بالصين " بسبب ماتعرضوا له من أخطار صحية أو ماسمعوه عن هذه الأحذية ، فإنه لايزال- إن لم نقل الآلاف- من المواطنين يترددون على هذه المحلات ولا يتوانون لحظة في اقتناء هذه الأشكال والألوان المختلفة من الأحذية التي تسر الناظرين ولا تخلط أوراق ميزانيتهم ولا تضر كثيرا بجيوبهم خاصة أصحاب الدخل الضعيف، حيث لازالوا يجدون في هذه المحلات مبتغاهم بسبب أسعارها المعقولة والتي تلبي الغرض دائما، بحيث أن أسعارها المنخفضة المكسرة لأي منافسة ممكنة جعلت منها مقصد هؤلاء . هذا ماحاولنا الوقوف عليه من خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى عدد من أحياء العاصمة والتي بدأنها من دائرة درارية غرب العاصمة والذي يعرف في السنوات الأخيرة توسعا عمرانيا وكثافة سكانية عالية بعد المشاريع السكنية العديدة التي تم إنشاءها على مستوى هذه المنطقة سواء السكنات الاجتماعية أو سكنات البيع عن طريق الإيجار وغيرها من الصيغ، أين أكد لنا صاحب محل مود شوز الذي يعرض بمحله أشكال من الأحذية أن سلعته قادمة من اسبانيا وهذا مايفسر غلاء أسعارها لكنها في المقابل ذات جودة عالية فلا رائحة كريهة تنبعث منها ولا تسبب أية أضرار صحية لمستعمليها، حينها سألناه هل هناك من يشتري هذه الأحذية رغم غلاءها خاصة فيما يتعلق بأحذية الأطفال- مقارنة بالسلع الصينية – أجابنا أن المستهلك الجزائري بدأ يعي حقيقة الأضرار المحدقة به وبأطفاله عند اقتنائه الاحذية الصينية، وزبائن المحلات التي تبيع السلع القادمة من أوروبا وتركيا أصبح يقصدها حتى عامة الناس، فبدلا من أن يقتني في كل شهر حذاء تنبعث منه رائحة كريهة وربما أصابته بمرض جلدية تطلب منه تسديد مستحقات أخصائي أمراض الجلد وفاتورة الدواء المكلفة جدا ، فهو يكتفي باقتناء حذاء من صنع اسباني أو تركي يستعمله وهو مرتاح البال . خف مصنوع من جلد الدجاج ب50 دج ؟ وأضاف هذا البائع قائلا أنا "حلفت على الشنوي " أبدا لن أتاجر فيه، هم يصنعون الاحذية من الجيفة " والنفايات، مؤخرا تم عرض بالأسواق الشعبية خف نسائي "بلايغ" بيعت بمبلغ 50 دج وعرفت اقبالا منقطع النظير صنعت من جلد الدجاج وريشها تصوروا وهذه المعلومة أكدها لي صديق يشتغل بمخبر لمراقبة النوعية التابع للشرطة العلمية، وكان سبب اصابة الكثير من النساء بالدمامل على مستوى القدمين . بنفس المحل استدرجنا بعض المواطنين للحديث في الموضوع ذاته حيث تقربنا من مواطن كان رفقة زوجته التي كانت بصدد تصفح حذاء شتوي لطفليه حيث قال لنا أن الجودة والراحة لايجدها الانسان في الاحذية الصينية التي رغم أن أسعارها مغرية جدا إلا أن من يقتنيها لايشعر أبدا بالراحة ، فزيادة على الرائحة الكريهة التي تنبعث من الحذاء خاصة الرياضية منها لمجرد استعماله لساعة واحدة وربما أقل فهو ذو نوعية رديئة في مدة قصيرة يصبح غير صالح للاستعمال، وإذا ماأصررت على ترقيعه عند الاسكافي هذا الأخير كثيرا ما يرفض مؤكدا عليك أنك يمكنك رمي هذا الحذاء ولامجال لتصليحه . حينها قاطعته زوجته قائلة أنه حين يحضر الحديث عن الاحذية الصينية الصنع هناك عبارة نرددها بالعامية عندنا " اللي عجبو رخصو في الطريق ايخلي نصفه " وليت الأمر يتعلق بالخسارة المادية فقط بل يتعداه إلى المشاكل الصحية لاقدر الله . غير بعيد عن هذا المحل دخلنا إلى محل آخر أكثر اتساعا ويقع بالرصيف المقابل يعرض فيه صاحبه أشكالا وألوانا من الأحذية وكان عدد من الزبائن يدققون النظر في الأحذية الشتوية حينها بادرنا بسؤال إحدى الزبونات عن رأيها في الاحذية الصينية فأجابتنا دون تردد "واش يلبس القليل ؟ " مشيرة الى أن أسعار السلع الصينية تفي بالغرض وتشجع المواطن صاحب الدخل الضعيف على اقتناءها سواء في الايام العادية أو استعدادا للاحتفال بالعيدين، وبينما كانت مرافقتها تسير في اتجاه صاحب المحل وبيدها زوجين من الأحذية المنزلية، وشوشت في أذنها قائلة أنه بسوق ساحة الشهداء يباع نفس الحذاء بفارق 100دج مضيفة أن أصحاب المحلات يقتطعون قيمة الضرائب وأجرة كراء المحل في تسعيرة الحذاء، حيث خرجت الزبونتين دون أن تقتني أية سلعة، وهو ما استاء له صاحب المحل ا الذي قال لنا أن كل السلع التي تباع في الاسواق الجزائرية سواء قطع الغيار، المواد الغذائية الملابس، الأحذية، مواد التجميل والنظارات وغيرها تايوان أو صين ولاغير، ولا مجال للحديث عن الجودة والنوعية التي "راح زمانها مع دستريش ، باطة وسونيباك... نفس الكلام تردد على مسامعنا من طرف المواطنين على مستوى شارع حسيبة بن بوعلي يالعاصمة، اين يتواجد عدد من المحلات الصينية والتي تنقسم في مجملها الى رأيين مغايرين الاول يؤكد أن الحاجة وقلة ذات اليد تفرض على المستهلك الجزائري عدم البحث عن كل ماخفض ثمنه خاصة وأن السلع الصينية دائما أسعارها مغرية ، والرأي الثاني الذي يؤكد أن صحة الانسان هي الاساس ولايمكن المغامرة والمخاطرة في الاستمرار في التردد على مثل هذه المحلات واقتناء ماتعرضه من سلع مضرة بالصحة العامة داعين في الوقت ذاتها السلطات المعنية إلى سحب الاحذية التي أثبتت التحاليل أنها مصنوعة من مواد سامة من الأسواق على غرار ماتفعله البلدان الاروبية التي فرضت حضرا على السلع الصينية التي لايسمح بها الدخول الى أسواقها الا إذا أكدت التحاليل المخبرية أن مقاييس صنعها سليمة وذات جودة عالية سمعنا وسمعنا كثيرا عن الاحذية الصينية فهناك من قال انها مصنوعة من جلد الجرذان ، أو جلد الدجاج وريشه ، وهناك من يقول أنها صنعت من النفايات المنزلية المختلفة ، وهناك منيؤكد أن الجلد المستعمل في تصنيعها يحتوي على جزيئات كيماوية مضرة تسبب تعفنات والتهابات قد تؤدي الى الاصابة بالسرطان وداء الغرغرينا فما حقيقة كل ذلك وهو ماحاولنا الاجابة عليه من خلال معرفة رأي الطب في الاحذية الصينية ؟ تعفنات خطيرة قد تدخل المصاب إلى المستشفى أكدت سكينة بن كشيدة أخصائية في أمراض الجلد والحساسية أن السلع الصينية سواء ماتعلق بالأحذية أو الملابس رغم الجدل القائم حول جودتها إلا أنها تعرف إقبالا منقطع النظير من طرف المستهلكين بالنظر إلى أسعارها التنافسية ، والحقيقة أنه لا مجال للتشكيك في خطورة مثل هذه السلع حيث أنني أستقبل بعيادتي يوميا أشخاص من مختلف الأعمار خاصة من فئة النساء والأطفال يعانون من إصابات مختلفة الخطورة على مستوى القدمين فهناك من تبدو قدمه وكأنها احترقت " درجة ثالثة " وهناك من يشعر بحكة شديدة ، وهناك أخطر من ذلك حيث تكون الإصابة في شكل دمامل مقيحة مما يسبب تعفنا لجلد القدمين تمنع المصاب من مجرد الحركة بسبب شدة الآلام مصحوبة بحمى ، هناك من تتطلب حالته إجراء التحاليل اللازمة لتحديد طبيعة التعفن ثم تناول المضادات الحيوية القوية المفعول ، وهناك من يمكن علاجه بوصف مطهر ومرهم ، لكن هناك من تطلبت حالته الدخول الى المستشفى والمكوث هناك مدة 15 يوما قصد القضاء على التعفنات ويزداد الأمر سوءا بالنسبة للمصابين بداء السكري . وهناك حالات –تضيف الأخصائية بن كشيدة – تتعلق بالحساسية والطفح الجلدي وأغلبها من الاطفال يشعرون بحكة شديدة على مستوى بعض مناطق الجسم نتيجة ارتداءهم لقمصان أوجوارب طويلة صينية الصنع ومثل هذه الحالات كثيرة جدا ولا تكثر فقط في فصل الحرارة ، فمؤخرا استقبلت العديد من الحالات المصابة من الأطفال الذين يشكون من طفح جلدي بسبب ارتداءهم لأحذية شتوية لاتزيد قيمتها عن 500دج ؟؟ وتحاليل المصالح المختصة في مراقبة النوعية وقمع الغش هي وحدها التي يمكن أن تثبت ما إذا كانت هذه الاحذية مصنوعة حقيقة من جلد الفئران أو الدجاج أو النفايات ، أو من بقايا عجلات السيارات ، و يستعمل في تصنيعها النفط الخام، أم أن المشكل يتعلق بسوء التخزين وعدم احترام الشروط اللازمة ، الشيء المؤكد أن بعض هذه الاحذية والملابس تشكل حقا خطرا على الصحة العامة .