لازالت معاناة 35 عائلة قاطنة ب 4 شارع حميدو سعادة ببلدية بوروبة بالعاصمة متواصلة، في ظل الوضعية المزرية التي تعيشها جراء غياب أدنى ضروريات العيش الكريم وأبسط المرافق، كالنظافة، الماء وغيرها من الضروريات والمطالب، رغم إطلاق مئات النداءات والشكاوي التي قدموا بها من أجل انتشالهم من الوضعية الكارثية، إلا أن حياتهم لم تتغير منذ 40 سنة. وفي اتصالهم ب أخبار اليوم ، أعرب هؤلاء السكان عن تذمرهم من تلك الأوضاع المزرية التي يعيشونها بسبب افتقارهم لأبسط ضروريات الحياة، حيث تحدثوا عن افتقارهم للماء الصالح للشرب، وهو الأمر الذي اعتبروه من أولويات معاناتهم حيث يضطرون إلى اقتناء هذه المادة الضرورية للحياة من الأحياء الأخرى كما يلجؤون في غالب الأحيان إلى شراء صهاريج من أجل أن يغطوا احتياجاتهم اليومية للمياه والتي قالوا أنها تزيد في فصل الصيف. وما زاد من تأزم حياة هؤلاء هو تعرض منازلهم الهشة إلى خطر السقوط، ناهيك عن تعرضها للغرق في فصل الشتاء كلما نزلت الأمطار مما يجبر تلك العائلات على مغادرة بيوتهم والمكوث خارجا خوفا من خطر الفيضانات، مما جعلهم يعيشون جحيما حقيقيا، نظرا لخطر الانهيار المحدق بهم من شدة التصدعات، ناهيك عن هاجس الرطوبة العالية التي أتت على أغلب جدران المنازل، الوضع الذي تسبب في إصابتهم بأمراض الحساسية والربو لاسيما منهم الأطفال وكبار السن. وفي شكاوي هؤلاء السكان سجلنا تذمّرهم جراء انعدام النظافة بالحي بسبب تلك الأوساخ والقاذورات التي تتراكم وتنتشر بالحي بصفة عشوائية في ظل غياب مكان مخصص لرميها، وهذا دون أن يخفى على أحد تسبب في عدة مشاكل أخرى التي تتعلق بانتشار الروائح الكريهة وانتشار البعوض والذباب ناهيك عن تلك الحيوانات الضالة التي تزيد من تأزم الوضع بقيامها ببعثرة تلك الأوساخ في كل الأماكن. كما أضاف محدثونا أنه تم تسجيل حالات من الأمراض المعدية التي تسببت فيها تلك الروائح المقززة المنبعثة من المرحاض العمومي الوحيد المستعمل من قبل الجميع. وأمام هذه المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء السكان منذ سنوات طويلة، جددت هذه الأخيرة نجدتها للسلطات المحلية في التعجيل لوضع حد لمعاناتهم والرد على مطالبهم وانتشالهم من الوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها بترحيلهم إلى سكنات لائقة لا سيما بعد أن باتت منازلهم لا تصلح حتى أن تكون إسطبلا للحيوانات، وذلك بعد أن أكل عليها الدهر وشرب، حيث مرت 40 سنة على تشييدها.