تعيش أكثر من 45 عائلة تقطن ب 9 شارع بوستة ببلدية بورقيقة ولاية تيبازة وضعية مزرية جراء غياب أدنى ضروريات العيش الكريم وأبسط المرافق، كالنظافة، الماء والغاز، رغم تلك السلسلة من النداءات والاستغاثة التي تقدموا بها من أجل انتشالهم من الوضعية الكارثية والبدائية التي جعلت حياتهم كالجحيم يعيشون فيه منذ 40 سنة، إلا أن هذه الأخيرة اكتفت بالوعود الزائفة التي لم تعرف تحقيقها إلى يومنا هذا حسب هؤلاء السكان. لدى اتصالهم بنا، أعرب هؤلاء السكان عن تذمرهم من تلك الأوضاع المزرية التي يعيشونها بسبب افتقارهم لأبسط ضروريات الحياة، حيث تحدثوا عن افتقارهم للماء الصالح للشرب، وهو الأمر الذي اعتبروه من أولويات معاناتهم حيث يضطرون إلى اقتناء هذه المادة الضرورية للحياة من الأحياء الأخرى، كما يلجأون في غالب الأحيان إلى شراء صهاريج أو آبار من أجل أن يغطوا احتياجاتهم اليومية للمياه والتي قالوا إنها تزيد في فصل الصيف. وما زاد من تأزم حياة هؤلاء هو تعرض منازلهم الهشة إلى خطر الانهيار، ناهيك عن تعرضها للغرق في فصل الشتاء كلما نزلت الأمطار مما يجبر تلك العائلات على مغادرة بيوتهم والمكوث خارجا خوفا من خطر الفياضانات، مما جعلهم يعيشون جحيما حقيقيا نظرا لخطر السقوط المحدق بهم من شدة التصدعات، ناهيك عن هاجس الرطوبة العالية التي أتت على أغلب جدران المنازل، الوضع الذي تسبب في إصابتهم بأمراض الحساسية والربو لاسيما منهم الأطفال وكبار السن. وأبدى السكان تذمرهم من انعدام النظافة بالحي بسبب تلك الأوساخ والقاذورات التي تتراكم وتنتشر بالحي بصفة عشوائية في ظل غياب مكان مخصص لرميها، وهذا ودون أن يخفى عن أحد المشاكل الأخرى التي تتعلق بانتشار الروائح الكريهة وانتشار البعوض والذباب، ناهيك عن تلك الحيوانات الضالة التي تزيد من تأزم الوضع بقيامها ببعثرة تلك الأوساخ في كل الأماكن. كما أضاف محدثونا أنه تم تسجيل حالات من الأمراض المعدية التي تسببت فيها تلك الروائح المقززة المنبعثة من المياه الراكدة المتجمعة بوديان صغيرة قرب المزارع. وأمام هذه المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء السكان منذ 40 سنة رفعوا عبر صفحاتنا استغاثتهم للسلطات المحلية للتعجيل لوضع حد لمعاناتهم والرد على مطالبهم وانتشالهم من الوضعية الكارثية والتي وصفوها ب(المزيرية) والحياة الصعبة التي يتخبطون فيها وهذا بترحيلهم إلى سكنات لائقة، لاسيما بعد أن باتت منازلهم لا تصلح حتى أن تكون إسطبلا للحيوانات، وذلك بعد أن أكل عليها الدهر وشرب، فضلا عن افتقار الحي لأدنى ضروريات الحياة الكريمة.