تشتكي 14 عائلة تقطن بالطريق الجديد ببلدية بوزريعة بالعاصمة من صمت السلطات المحلية والمعنية على الوضعية المزرية التي تعيشها جراء غياب أدنى ضروريات العيش الكريم وأبسط المرافق، كالنظافة، الماء والغاز، رغم تلك السلسلة من النداءات والاستغاثة التي قدموا بها من أجل انتشالهم من الوضعية الكارثية التي جعلت حياتهم كالجحيم يعيشون فيه منذ 20 سنة. في اتصالهم ب(أخبار اليوم) أعرب هؤلاء السكان عن تذمرهم من تلك الأوضاع المزرية التي يعيشونها بسبب افتقارهم لأبسط ضروريات الحياة، حيث تحدثوا عن افتقارهم للماء الصالح للشرب، وهو الأمر الذي اعتبروه من أولويات معاناتهم حيث يضطرون إلى اقتناء هذه المادة الضرورية للحياة من الأحياء الأخرى، كما يلجأون في غالب الأحيان إلى شراء صهاريج من أجل أن يغطوا احتياجاتهم اليومية للمياه والتي قالوا إنها تزيد في فصل الصيف. وما زاد من تأزم حياة هؤلاء هو تعرض منازلهم الهشة إلى خطر السقوط، ناهيك عن تعرضها للغرق في فصل الشتاء كلما نزلت الأمطار مما يجبر تلك العائلات على مغادرة بيوتها والمكوث خارجا خوفا من خطر الفياضانات، مما جعلهم يعيشون جحيما حقيقيا، نظرا لخطر الانهيار المحدق بهم من شدة التصدعات، ناهيك عن هاجس الرطوبة العالية التي أتت على أغلب جدران المنازل، الوضع الذي تسبب في إصابتهم بأمراض الحساسية والربو لاسيما منهم الأطفال وكبار السن. وفي شكاوي هؤلاء السكان سجلنا تذمرهم جراء انعدام النظافة بالحي بسبب تلك الأوساخ والقاذورات التي تتراكم وتنتشر بالحي بصفة عشوائية في ظل غياب مكان مخصص لرميها، وهذا ودون أن يخفى على أحد تسبب ذلك في عدة مشاكل أخرى تلك التي تتعلق بانتشار الروائح الكريهة والبعوض والذباب، ناهيك عن تلك الحيوانات الضالة التي تزيد من تأزم الوضع بقيامها ببعثرة تلك الأوساخ في كل الأماكن. كما أضاف محدثونا أنه تم تسجيل حالات من الأمراض المعدية التي تسببت فيها تلك الروائح المقززة المنبعثة من المرحاض العمومي الوحيد المستعمل من قبل الجميع. ووسط هذه المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء السكان منذ 20 سنة ناشدت تلك العائلات السلطات المحلية في التعجيل لوضع حد لمعاناتهم والرد على مطالبهم وانتشالهم من الوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها بترحيلهم إلى سكنات لائقة، لا سيما بعد أن باتت منازلهم لا تصلح حتى أن تكون إسطبلا للحيوانات، وذلك بعد أن أكل عليها الدهر وشرب، حيث مرت 20 سنة على تشييدها. ناهيك عن المخاطر المتربصة بأطفالهم نتيجة تواجد سكناتهم بمحاذاة الطريق الجديد الذي بات يهدد سلامتهم وأمنهم في غياب ممهلات أو ممر علوي يحافظ عليهم من إرهاب الطريق على حد تعبيرهم، وأضافت السيدة فاطمة القاطنة بذات الحي أن الأخطار تحاصرهم من كل جهة في ظل الغياب التام للسلطات المحلية التي أدارت ظهرها لانشغالاتهم رغم الواقعة الأخيرة التي حدثت وذهب ضحيتَها مواطنون تحت الأنقاض، كما أبدت في السياق ذاته تخوفها من خطر المركبات الذي يداهمهم كون الخيمة التي تأويهم واقعة بحواف الطريق السريع.