قال الدكتور محمود البعى (رئيس الائتلاف الإنساني العالمي للسلام و حقوق الإنسان)، أن الحرب والعداء ضد الإسلام ليس وليد العصر ولكنه من قديم الأزل وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، فتحت أوروبا سوق العمل للمهاجرين ومنهم المسلمون متعهدين بحسن معاملة العمال الأجانب وتأمين حريتهم الدينية وذلك ليس من باب العدالة الاجتماعية أو حب العمال المسلمين، ولكن من باب حاجة أوروبا للأيدي العاملة وجهود ومهارات المسلمين واستمر وضعهم مقبولا عدة سنين حتى استفاد الأوربيون من جهودهم، وبدل أن تشكر المجتمعات الأوربية العمال المسلمين، بدأت المجتمعات الأوروبية تتململ منهم و بدأت بعض الأحزاب تدعو إلى محاربتهم. جاء ذلك في حوار أجرته جريدة ال الأمة مع الدكتور محمود الدبعي الأسبوع الماضي تحت عنوان ازدياد العدائية ضد الإسلام والمسلمين في الغرب . وتابع الدبعي: إن الغرب بعد أن استغل المسلمين في مصالحه بدأ يحارب فكرة تذويب المسلمين في المجتمع الأوروبي وطمس هويتهم الدينية، فصدرت مناشير متتالية بمنع ارتداء الملابس الشرعية، ومنع الاحتفال بالمناسبات الدينية كالأعياد وغيرها، وذلك لإجبار مسلمي أوروبا على نسيان دينهم والتحول للعلمانية. وكان كل ذلك وفق خطوات مدروسة بدأت بالترغيب ثم التهديد، ثم المطالبة بالترحيل القسري إلى بلادهم وكان ذلك كله بإيعاز وتوجيه وإشراف وتنفيذ سياسيين محسوبين على اليمين المتطرف وعلى الليبراليين والأحزاب المسيحية. وأوضح الدبعي بأن هذه الخطط هي لب العقلية الأوروبية التي لم تغيرها الثورات الصناعية والمناهج العلمانية والدساتير المتظاهرة بالحرية في المعتقد والدين، فأوروبا لم ولن تتخلى عن إرثها التاريخي في عداء الإسلام والعالم الإسلامي، فمعظم دول الاتحاد الأوروبي مازالت تفتقر إلى الإطار التشريعي الواضح الذي يمنح المسلمين حقهم في الممارسة الدينية، وذلك دون أن يتقاطع مع التماسك الاجتماعي للبيئة الأوروبية التي تتجذر فيها عداوة المسلمين. وقال: إن المجتمعات الأوروبية ما زالت تواصل حملتها الشرسة ضد الوجود الإسلامي بها، وذلك عبر العديد من الآليات المختلفة، من قوانين تعسفية وممارسات سياسية وأحزاب عنصرية وقومية وصحف ومطبوعات تحريضية، هذه الآليات كلها تتناغم فيما بينها من أجل الوصول لنتيجة نهائية وهي أوروبا خالية من المسلمين، وذلك بإحدى طريقين، إما بتذويب الهوية الدينية والقومية للمسلمين، وإما بطرد المسلمين تمامًا من أوروبا، تمامًا مثلما فعل الإسبان مع مسلمي الأندلس منذ عدة قرون.