غريب أمر المدافعين عن حرية التعبير، ممن يتقبلون رسوما ساخرة تسيء الى الرسول الأعظم والمؤمنين بديانته، وعددهم أكثر من ربع سكان العالم، ولا يسمحون لإعلامي بمحطة (سي.أن.أن) كتابة رأي سلبي بإسرائيل، ولو تلميحا، لذلك استقال أحد نجومها الكبار بعد 34 سنة من العمل فيها.. استقال جيم كلانسي بعد أن كتب كلمة في سلسلة تغريدات تويترية لمح فيها الى تحريض إسرائيل الفرنسيين على المسلمين، فجاءت استقالته بطعم الإقالة بامتياز واضح. كلانسي إعلامي محترف، جاء في 1981 الى سي أن أن وفي حقيبته خبرة اكتسبها من عمله التلفزيوني والإذاعي بمدينة دنفر في ولاية كولورادو، ومن بعدها في مدينة سان فرانسيسكو بكاليفورنيا، طبقا لما طالعت العربية.نت في سيرته القصيرة، ثم عمل مع سي أن أن مراسلا من 1982 الى 1996 في بيروت وفرانكفورت وروما ولندن، وأثناءها منحوه جوائز دولية مرموقة. إحدى الجوائز التي حصل عليها هي جورج بولك الشهيرة، لتقارير أعدها عن مجازر لواندا بأفريقيا، كما حصل على جائزة دوبون كولومبيا الدولية، عن تغطيته المميزة للحرب في البوسنة، وأيضا على جائزة ايمي الدولية، عن تقاريره حول المجاعة بالصومال والتدخل الدولي فيها الصومال. تغريدات ويوم 7 جانفي الماضي، أي يوم العملية الإرهابية في باريس، أطلق كلانسي في هاشتاغ مؤيد للإسرائيليين في تويتر التواصلي، تغريدات سخر فيها من الموالين لإسرائيل، بحسب ما قرأت العربية.نت في وسائل إعلام أمريكية تطرقت الى استقالته مشيرة أنه كتب أن رسومات الكاريكاتير التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية لا تسيء الى شخص النبي محمد، لكنها تسخر من جبناء يشوهون صورته وأقواله، فاحذروا إذن كما قال. وسريعا شبت معركة تويترية، بدأت بالتلاسن بينه وبين من ردوا عليه بمثل تغريداته وأسوأ، ومنهم كان أورن كاسلر، نائب مدير التحقيقات في منظمة الدفاع عن الديمقراطية والذي طلب منه أن يشرح معنى تغريدته التي لم يستوعبها تماما، فرد كلانسي بكلمة واحد فقط، مرفقة بعلامة استفهام، ويعرفها الاسرائيليون جيدا، لأنها عبرية، وهي؟ Hasbara وتستخدمها إسرائيل رسميا كتلخيص عن الدعاية الإيجابية عنها. بعدها كتب كلانسي تغريدة قال فيها: أنتم في إسرائيل تريدون إقناعنا بأن الرسوم (المسيئة للرسول في المجلة الفرنسية) كانت فعلا للإساءة للمسلمين مشيرا بالعبارة الى دور الاسرائيليين في حملة التحريض على المسلمين بعد العملية الإرهابية التي قتل فيها الشقيقان كواشي 12 من رسامي المجلة والعاملين فيها، ثم مرت 8 أيام، لا أحد يدري ما حدث فيها بين إدارة سي.أن.أن ومذيعها الشهير، لكنها انتهت باستقالته الغريبة والمفاجئة وبمحوه لتغريداته من حسابه في تويتر.