نشرت : المصدر الشروق الجزائرية الخميس 15 يناير 2015 10:13 في الوقت الذي تسعى فيه جريدة "شارلي" الفرنسية إلى زيادة حدّة العداء تجاه المسلمين واستفزازهم بإعادة نشر رسوم مسيئة إلى الرسول الكريم في عددها الجديد الصادر اليوم بمجموع نسخ بلغ 3 ملايين نسخة، امتنعت أبرز الصحف العالمية الأجنبية والعربية عن نشر الرسوم احتراما لمشاعر المسلمين واحترام الديانات. الإعلام الأمريكي "يقاطع" "أنا شارلي" على رأس الممتنعين الصحف الأمريكية التي رفضت إعادة نشر الرسوم ومنها رسوم ظهرتفي مجلة "شارلي إيبدو" اليوم، حفاظا على مشاعر المسلمين واحتراما للديانات، حيثامتعنت "أسوشييتد برس" و"سي إن إن" و"نيويورك تايمز" وشبكات إخبارية أخرى، عننشر الرسوم. و"فسرت نيويورك تايمز" ذلك بالقول إنه وفقا لمعاييرها فإنهم عادة لاينشرون صورا أو مواد أخرى قصدت الإساءة إلى المشاعر الدينية، بعد دراسة متأنية. ورفضت شبكة "سي إن إن CNN " الأميركية عرض الغلاف الجديد لمجلة "شارليإيبدو"، الذي حمل رسماً للرسول محمد "عليه الصلاة والسلام"، معلنة أن عرض تلكالصور يخالف سياسة تحرير الشبكة الإخبارية. وقالت المذيعة: "سي إن إن" لن تعرضالغلاف الجديد الذي يظهر الرسول محمدا، لأن سياستنا تنصّ على عدم عرض صور مسيئةإلى الرسول".. وبعد أسبوع بالتمام على مهاجمة شقيقين جهاديين مقرها الأربعاء الماضي في اعتداء أوقع12 قتيلاً، صدرت الصحيفة بثلاثة ملايين نسخة (مقابل 50 ألفاً عادة) مترجمة إلى عدةلغات منها الإنجليزية والتركية والإسبانية. بدورها أكدت وكالة "أسوشييتد برس AP " بأنّخطها يقتضي عدم النشر المتعمد للصور المستفزة"، ومن ضمنها صور الرسومات الخاصةبالنبي محمد، بحسب ما نقلت عنها شبكة "سي إن إن".. وقال جاكسون ديل، نائب رئيس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" في تغريدة له بموقع"تويتر"، إن الصحيفة ستقوم بنشر أحد الرسوم التي سبق أن نشرتها صحيفة "شارليإيبدو" في "صفحة الآراء"، الخميس، ولكنه امتنع عن تحديد طبيعة الرسم المعني، مكتفياًبالقول إنه "سيساعد القراء على فهم القضية" ويعكس التضامن في الوقت نفسه. وكان لصحيفة "نيويورك تايمز New York Times" موقف خاص، إذ ذكرت أنهاستكتفي بشرح محتويات الصور، بينما قالت شبكة "إن بي سي NBC" الإخبارية إنهاستمتنع عن بث "عناوين أو رسومات قد تعتبر مسيئة أو ذات طبيعية حساسة". إضاقة إلى هذه العناوين العالمية نجد عديد وسائل الإعلام التي اتخذت مواقف مماثلة علىغرار شبكات "CNBC" و"MSNBC" و"ABC"، وكذلك "هافينغتون بوستHuffington Post"، و"بيزنيس إنسايدر Business Insider".. في سياق ذي صلة، اعتذرت قبل أربع سنوات صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية وبالتحديد يومالجمعة 26-2-2010 عن الإساءة إلى المسلمين بعد أن أعادت نشر الرسوم الكاريكاتوريةالمثيرة للجدل للنبي محمد عليه الصلاة السلام. بعدما قالت إنها توصلت إلى تسوية معمنظمة تمثل أشخاصاً يقولون إنهم من سلالة النبي محمد عليه الصلاة السلام. وقد أثارتالخطوة انتقادات في الصحافة النرويجية، جارة الدنمارك. وأوضحت الصحيفة أن قرار إعادةنشر الرسوم الكاريكاتورية هو "جزء من التغطية الإخبارية للصحيفة" ولم يكن رأيافتتاحية الصحيفة أو يهدف إلى الإساءة إلى المسلمين في الدنمارك أو أي مكان آخر. وأعيدنشر الرسوم الكاريكاتورية بعد أن كشفت الشرطة الدنماركية أنها أحبطت مؤامرة لقتلالرسام الدنماركي كورت ويسترجارد.
"لوموند" على خطى "شارلي" و"الدانمارك حفظت الدرس في فرنسا نشرت صحيفة "لوموند" على صفحتها الأولى رسما كاريكاتوريا للرسام الشهيربلانتو يظهر فيه كاردينال وإمام وحاخام يضحكون وهم يقرؤون العدد الجديد من "شارليإيبدو". وفي روسيا رفضت أغلب الصحف نشر الرسوم، ليقتصر على صحيفة "كومرسنت"فقط، التي نشرته على موقعها الإلكتروني. وفي تركيا اكتفت الصحف بوصف العدد الجديدل"شارلي إيبدو". وفي إيران اعتبر موقع تابناك الإعلامي المحافظ أن شارلي إيبدو "تسيءمجددا إلى النبي". وكتب الموقع إن "موجة الإهانات للرموز المقدسة لدى الإسلام التي لعبتهذه المجلة دورا كبيرا فيها في الماضي تزداد في الغرب كما تزداد كراهية الإسلام". وفيالدنمارك امتنعت صحيفة "يلاندز بوستن" عن نشر الرسوم ورفضت هذه الصحيفة نشررسوم "شارلي إيبدو" منذ التهديدات التي تلقتها بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية عن النبيمحمد في 2005. هذا، وتحدث موقع "دوتشي فيله" الألماني الناطق بالعربية أنّ ظهور صورة النبي حاملاالشعار ذاته "أنا شارلي" الذي رفعه نحو أربعة ملايين متظاهر الأحد في شوارع فرنساأثارت منذ الآن بلبلة في العالم الإسلامي. وذكر الموقع: "جامعة الأزهر تحذر من نشر هذهالرسوم الجديدة "المسيئة إلى النبي.. وإنّها ستؤجج مشاعر الكراهية". فيما قال دانيالسانكي، رئيس تحرير موقع "نيوز دوت كوم" الأسترالي: "من جهة، فإن نشر هذه الصفحةالأولى قد يشعر عددا من قرائنا بالإهانة، من جهة أخرى إذا لم ننشرها فإننا سنغضب عدداأكبر من قرائنا الذين يريدون أن نتخذ موقفا ضد ما مثلته هذه الهجمات في فرنسا". وفيبريطانيا كانت صحيفة "ذي إندبندنت" الوحيدة بين الصحف الكبرى التي نشرته في نسختهاغير الإلكترونية. أما "ذو غارديان" فنشرته على موقعها الإلكتروني مؤكدة أنّ "كاتبالافتتاحيات الناجي في المجلة الساخرة الفرنسية أكد أن هذا الرسم يمثل "متحججا" دعوةللصفح عن الإرهابيين الذين قتلوا زملاءه الأسبوع الماضي". أما صحيفة "ديلي تلغراف"فقد شطبت صورة النبي محمد من الرسم الكاريكاتوري.
الإعلام العربي: انتقادات بعناوين باردة الصحافة العربية كانت حاضرة بعناوين مختلفة وانتقدت العدد الجديدة لمجلة "شارلي إيبدو"الذي أعاد نشر الرسوم المسيئة إلى نبي الرحمة، وأبرزها ما كتبه موقع "الجزيرة نت"،الذي قال: "شارلي إيبدو" تستأنف الصدور برسم للنبي"، أمّا الصحيفة القطرية "العرباليوم" فكتبت: "شارلي إيبدو" تطرح عددها الجديد بصورة "مسيئة" إلى الرسول الكريم.من جهته، تناول الموقع الإلكتروني "إيلاف" القضية وتحدث عن نفاد 3 ملايين نسخةللمجلة، وعنون "نفاد عدد الصحيفة في العديد من الأكشاك الفرنسية، "نبي الرحمة" نجمغلاف شارلي إيبدو"، وفضل الموقع عدم نشر الصورة المسيئة إلى النبي، ووضع بدلها"مجموعة من الكتب تتخللها عبارة "حياة محمد"، دفاعا عنه وردّا على شارلي إيبدو. أمّا موقع "روسيا اليوم" الناطق بالعربية فكتب يقول: "5 ملايين نسخة من شارلي إيبدوبرسم كاريكاتوري للنبي محمد"، وذكر الموقع بأنّ لهذا العدد ردود أفعال مختلفة وتنديدا منمؤسسات دينية في دول عديدة، حيث أكّد الأزهر في بيان أصدره أمس الأول الثلاثاء، أنّالرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد عليه الصلاة والسلام ستثير الكراهية، لأنها لا تخدم قضيةالتعايش السلمي بين الشعوب، وتحول دون اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية، كماحضّ روشان أبياسوف نائب رئيس مجلس مفتي روسيا المسلمين على عدم الانجرار وراء"الاستفزازات"، في إشارة إلى إعادة نشر مجلة "شارلي إيبدو" رسوما كاريكاتورية عنالنبي محمد. ونقلت إيلاف من جهة أخرى رأي مؤسسة "الأزهر" الذي دعا المسلمين إلى "تجاهل"الرسوم الأخيرة التي تصور النبي محمدا في نسخة صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة.وتواصل تعامل الإعلام العربي مع إساءة "شارلي إيبدو" إلى النبي والمسلمين، حيث علقتجريدة "المصري اليوم" في عنوان بارز: "شارلي إيبدو تكرر الإساءة بكاريكاتير للرسولمحمد على غلافها"، وأضافت الجريدة المصرية بأنّ الصحيفة الساخرة رسمت، مجددًا النبيمحمدا، على غلافها، وهو ما يعتبره المسلمون إساءة إلى رمزهم الديني. وقررت الصحيفةطباعة 3 ملايين نسخة من العدد، مقابل 60 ألفًا في العادة، بعد الهجوم الذي استهدفالصحيفة، الأربعاء الماضي، وأسفر عن مقتل 12 شخصاً، من بينهم 4 من رساميكاريكاتير وشرطيان، أحدهما مسلم. وقد انتقدت الصحف العربية الغلاف الذي وصفته بالمستفز، حيث تقول صحيفة الدستورالأردنية في أحد عناوينها "صحيفة شارلي إيبدو تواصل الاستفزاز ومسلمو فرنسا يدعونإلى الهدوء؛ استنفار أمني فرنسي لمواجهة أي تهديد إرهابي".. وفي السياق ذاته، تقولجريدة المساء الجزائرية: "كررت استفزازها للمسلمين بنشر صورة مسيئة إلى الرسولالكريم؛ ترقب في فرنسا على خلفية محتوى عدد شارلي إبدو". إلا أن الانتقاد لم يقتصر علىالمجلة فقط، بل طال الحكومة الفرنسية التي اتهمها حبيب راشدين في الشروق الجزائريةبتمويل العدد الأخير. ورأى موقع "هسبرس المغربي" بأنّ غلاف العدد الجديد ل"شارلي إيبدو" يعتبر تحديالمشاعر المسلمين في كل أصقاع العالم. ويعتقد الموقع أن الصحيفة رفعت السقف عاليابقرارها تخصيص هذا العدد لرسوم ساخرة تتناول الذات الإلهية.
صحيفة تركية معارضة لأردوغان تستفز المسلمين ولم تخرج صحيفة "القدس العربي" عن إطار الصحافة العربية وقالت في عددها الصادرأمس: "رسم جديد للرسول على غلاف "شارلي إيبدو" ودار الإفتاء المصرية تعتبرهاستفزازا للمسلمين"، أما صحيفة "الإمارات اليوم"، فنقلت عن وكالة "إسطنبول" خبرنشر صحيفة "جمهورييت" المعارضة التركية، أمس، وبعد كشف أخير أجرته الشرطة ليلاًأربع صفحات من أولّ عدد تصدره صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة الفرنسية بعد الاعتداءالذي قضى على هيئة تحريرها. والصفحات الأربع المترجمة إلى التركية والموزعة فيملحق في وسط الصحيفة تنقل أبرز المقالات والرسوم الصادرة في شارلي إيبدو، أمس، بمافيها الصفحة الأولى وعليها رسم جديد للرسول محمد وإنما في داخل الملحق".