على غرار الكثير من التقنيين وحتى الجمهور الرياضي الجزائري أجمع قدماء لاعبي المنتخب الوطني الذين استشرناهم بخصوص الفوز المحقّق على جنوب إفريقيا بنتيجة (3 - 1) على أنه لم يكن مستحقّا، فالفريق الوطني لم يقدّم أيّ شيء حتى يفوز على منافسه بمثل تلك النتيجة شبه الثقيلة. حسب هؤلاء فإنهم تفاجأوا بالأداء الباهت الذي ظهر به لاعبو الفريق الوطني الجزائري، خاصّة وأن المدرّب غوركوف كانت له كلّ الخيارات لخلو القائمة من الإصابات والتحضير الجيّد للقاء معنويا وبدنيا، لكن وبالرغم من كلّ هذا في نظر من طلبنا رأيهم في اللقاء لم يتجسّد فوق أرضية الميدان وظهر اللاّعبون مرهقين، وهو ما قد يؤثّر عليهم في المواجهة المقبلة أمام غانا. اللاّعب السابق لمولودية الجزائر ناصر بويش: يجب أن لا نغترّ بالفوز على جنوب إفريقيا تأسّف اللاّعب السابق لفريق مولودية الجزائر والمنتخب الوطني خلال عشرية الثمانينيات ناصر بويش للأداء الذي قدّمه لاعبو المنتخب الوطني في أول ظهور له في دورة غينيا الاستوائية. وأضاف يقول ناصر بوش: (الفوز على منتخب جنوب إفريقيا بثلاثة أهداف لهدف لا يعني أن منتخبنا بخير، بل هناك نقائص عددية لا تعدّ ولا تحصى، سواء في الدفاع أو في الهجوم أو في وسط الميدان، ونحمد اللّه أن لدينا حارس مرمى جيّد، فتصدّيه الرائع للكثير من المحاولات أعاد الأمل، خاصّة بعد تضييع منتخب جنوب إفريقيا لضربة جزاء، وأعتبر أن تضييع هذه الضربة شكّل منعرج المباراة وغيّر وجه المباراة رأسا على عقب، ومن حظّ الفريق الوطني أن هدف التعادل وّعه لاعب من جنوب إفريقيا مكّن الفريق الوطني بعد ذلك من تسجيل هدفين آخرين وأنهينا المباراة لمصلحتنا بثلاثة أهداف لصفر). وممّا قاله بويش كذلك بشأن الفوز على منتخب جنوب إفريقيا: (صراحة صدمني الأداء السلبي للاّعبين الجزائريين، وقد يتّفق معي الكثيرون إذا قلت إنه بهذا الأداء لا يمكن لمنتخبنا الوطني الذهاب بعيدا في هذه البطولة، فالمنتخب الجنوب الإفريقي في نظري الخاص هو الحلقة الضعيفة في المجموعة ويختلف كلية عن المنتخبين السنغالي والغاني، وبما أننا سنواجه في الجولة المقبلة منتخب غانا المطالب بالفوز علينا إن أراد البقاء في السباق لا أتوقّع الفوز بها، فقد تفوز بلقاء واحد دون أن تقدّم أيّ شيء، لكن أن تفوز دوما بمثل هذا الأداء فهذا من الأمور المستحيلة). مصطفى كويسي: سرقنا الفوز من جنوب إفريقيا يرى اللاّعب الدولي السابق مصطفى كويسي أن الفوز المحقّق على جنوب إفريقيا عسير بالنظر إلى الأداء السلبي الذي قدّمه لاعبو المنتخب الوطني. وأضاف يقول مصطفى كويسي: (من لم يشاهد المباراة وسمع بنتيجتها أكيد سيقول إن لاعبي المنتخب الوطني قدّموا مباراة جيّدة، لكن الذي شاهدها يكون قد صدم ممّا قدّمه اللاّعبون ككل، فالكثيرون منهم كانوا خارج الإطار، وهو ما سهّل الأمر على لاعبي منتخب جنوب إفريقيا، حيث صالوا وجالوا فوق أرضية الميدان وكان بإمكانهم إنهاء اللقاء لمصلحته بنتيجة ثقيلة، وقد أتيحت لهم الكثير من الفرص للتسجيل ولم نشاهد الفريق الوطني إلاّ في ربع ال ساعة الأخير بعد تعديلنا للنتيجة بعد أن لجأ المدرّب غوركوف إلى تطبيق طريقة 4/4/2، وهي الطريقة الأنسب للفريق الوطني). كويسي ختم حديثه بالقول: (المهمّ بالنسبة لنا أننا حقّقنا ثلاثة انتصارات وأول فوز في المباريات الافتتاحية بعد ربع قرن عن آخر انتصار على المنتخب النيجيري 5 - 1 في دورة الجزائر)، متمنّيا من المدرّب غوركوف إعادة النظر في الكثير من الأمور في المواجهة المقبلة أمام المنتخب الغاني التي ستكون في غاية الصعوبة على اعتبار أن المنافس مطالب بالفوز إن أراد الاحتفاظ بكامل حظوظه في بلوغ الدور المقبل. لخضر بلومي: ربحنا ثلاث نقاط ولم نقنع لم يختلف لخضر بلومي عن بقية من استفسرناهم بخصوص الفوز المحقّق على منتخب جنوب إفريقيا، وراح يقول صاحب الكرة الذهبية الإفريقية لسنة 1981: (صحيح أننا انتزعنا ثلاث نقاط ثمينة على منتخب جنوب إفريقيا وبنتيجة مُرضية 3 - 1، لكن للأسف هذا الانتصار لم يقابله أداء جيّد، حيث شاهدنا لأول مرّة ومنذ عدّة سنوات منتخبا ضعيفا. فبالرغم من أن المدرّب غوركوف لعب بأحسن العناصر الوطنية، إلاّ أنه للأسف هذه العناصر لم تقدّم الكثير، وفي مقدّمة هؤلاء اللاّعبان براهيمي وفغولي، فإذا كان هذا الأخير في نظري الخاص لعب شوطا واحدا فإن الثاني لم يلعب لا الشوط أول ولا الثاني، وربما يعود ذلك إلى أرضية الميدان الثقيلة التي أثّرت إلى حدّ كبير على لاعبي المنتخب الوطني). وأضاف يقول لخضر بلومي: (إذا لم يقم المدرّب الوطني غوركوف بإعادة النظر في الكثير من الأمور لا أتوقّع أن يفوز بالمباراة المقبلة على المنتخب الغاني، خاصّة وأن الخسارة التي مُني بها هذا الأخير أمام المنتخب السنغالي ستحتّم عليه هزم المنتخب الجزائري، لذا يجب على الناخب الوطني إن أراد ردّ الاعتبار للجمهور الرياضي الجزائري أن يقدّم مباراة كبيرة أمام غانا، أمّا أن يتكرّر مشهد مباراة جنوب إفريقيا فلا أتوقّع الفوز على غانا، خاصّة وأن المنتخب الغاني أحسن وأقوى من المنتخب الجنوب الإفريقي). رفيق صايفي: أداء الفريق الوطني فاجأني قال اللاّعب الدولي السابق رفيق صايفي إن الفريق الوطني لم يقدّم أيّ شيء أمام منافسه جنوب إفريقيا، فكرة القدم لم تكن عادلة في هده المواجهة بعد أن أعطت ظهرها للفريق الأحسن فوق الميدان، فلا يعقل أن يفوز منتخب لم يقدّم أيّ شيء ويخسر منتخب قدّم الكثير. وأضاف يقول رفيق صايفي خلال تحليله للمباراة عبر قناة (بيين سبور) القطرية عقب نهاية المباراة: (الفريق الوطني انتزع ثلاث نقاط ثمينة، لكن للأسف هذه النقاط لم تكن مستحقّة بعد أن قدّمت العناصر الجزائرية أداء باهتا، بالمقابل قدّم لاعبو جنوب إفريقيا مستوى جيّدا، وإن تكرّر المشهد في المباراة المقبلة أمام غانا فلا توقّع أن يكون الفريق الجزائري محظوظا). وختم رفيق صايفي حديثه بالقول: (أطالب من المدرّب غوركوف تصحيح الأخطاء العديدة التي وقع فيها اللاّعبون، كما أتمنّى أن يعيد النظر في التشكيلة التي لعب بها مباراة جنوب إفريقيا، زد على ذلك تمركز بعض اللاّعبين وفي مقدّمتهم ياسين براهيمي لم يكن في محلّه والمسؤولية يتحمّلها المدرّب غوركوف، والحمد للّه الذي تفوّق فيه المنتخب الوطني وإلاّ لكانت لكارثة). كمال جحمون: الفوز على جنوب إفريقيا غير مفرح من جهته قال ابن مدينة العفرون واللاّعب السابق لكلّ من اتحاد البليدة ومولودية الجزائر وشباب بلوزداد وأولمبي المدية إن الفريق الوطني لم يقدّم أيّ شيء يجعلنا نتفاءل بأنه قادر على انتزاع لقب دورة غينيا الاستوائية، مضيفا: (صحيح أن المنتخب الوطني انتزع ثلاث نقاط ثمينة، لكن مثل هذه الانتصارات لا تسرّ ولا تفرح الجزائريين، فالجمهور الرياضي الجزائري جلّه يعرف كرة القدم وأنا على يقين بأن الجميع يتّفق معي حول أن لاعبي المنتخب الوطني لم يقدّموا الكثير في هذه المباراة، فباستثناء الدقائق العشرة الأولى والأهداف التي دخلت مرمى منتخب جنوب إفريقيا بقية أطوار المباراة كانت لمصلحة جنوب إفريقيا، لهذا السبب لا أتوقّع الكثير من المنتخب، خاصّة وأن المباراة المقبلة ستكون أكثر صعوبة من مباراة جنوب إفريقيا كوننا سنواجه منتخب غانا المنهزم أمام السنغال، فخسارته مع هذا الأخير ستصعّب من مهمّة اللاّعبين الجزائريين لتحقيق الفوز، لكن كلّ شيء ممكن، فقد نشاهد منتخبا جزائريا آخر أمام غانا، وهو ما أتمنّاه ويتمنّاه كلّ الجزائريين).